HUMAN RIGHTS WATCH

أفغانستان: مهاجمة المرأة لإصرارها على حقوقها

عشية الانتخابات المرأة تواجه الاعتداءات والتهويل في الحياة العامة

كابول، 5 أكتوبر/ تشرين الأول 2004) صرحت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقرير أصدرته اليوم أن أمراء الحرب وطالبان يقوضون جهود النساء في العملية السياسية من خلال الهجمات والتهديدات المستمرة. إن إخافة النساء واسعة النطاق وحالة عدم الاستقرار الأمني العامة يهددان حق النساء في التصويت بحرية في الانتخابات الرئاسية يوم 9 أكتوبر/ تشرين الأول و ترشيح أنفسهن للمناصب السياسية والمشاركة في الحياة العامة بصورة كاملة

ويفصل التقرير الواقع في 36 صفحة بعنوان "بين الأمل والخوف: تهديد وتهويل المرأة في الحياة العامة" كيف تقوم فصائل أمراء الحرب وطالبان ومجموعات المتمردين الأخرى بمهاجمة والتحرش بالنساء اللواتي يشغلن مناصب حكومية و موظفات الانتخابات و الصحفيات والناشطات في مجال حقوق المرأة. ويسود جو من الخوف في أوساط النساء اللواتي تشاركن في مجالات السياسة وحقوق المرأة في أفغانستان على الرغم من التحسينات التي طرأت على حياة المرأة بعد سقوط نظام طالبان في أواخر عام 2001. و صرحت ناشطة في مجال حقوق المرأة في إقليم بلخ الشمالي:" تلقيت مكالمة على هاتفي الخلوي حيث قيل لي: ' أنت تقومين بأعمال غير مقبولة و سوف نقتلك لتكوني عبرة للنساء الأخريات'."  
 
و صرحت لاشون جيفرسون، المديرة التنفيذية لقسم حقوق المرأة بمنظمة هيومن رايتس ووتش  
"تخاطر الكثيرات من الأفغانيات بسلامتهن إذا ما شاركن في الحياة العامة. إن إدارة بوش فخورة بالتقدم الذي أحرزته المرأة الأفغانية، ولكن النساء الأفغانيات أنفسهم أعربن عن خيبة أملهن بالحصول حتى على حقوقهن الأساسية."  
سوف تمثل انتخابات التاسع من أكتوبر/ تشرين الأول اختبارا جوهرياً لقدرة النساء على المشاركة في الحياة العامة الأفغانية على قدم المساواة مع الرجال. إن عدد الناخبات المسجلات المرتفع في أنحاء عدة من البلاد ذو دلالة هامة على التقدم في هذا المجال، ولكن التسجيل المتعدد لنفس الناخب ضخم الإحصائيات في الانتخابات الرسمية والتي تشير إلى أن 41% من ال10,5 مليون ناخب مسجل من النساء. وفي المناطق الحدودية مع باكستان ساهمت حالة عدم الاستقرار الأمني المستمرة بسبب المتمردين بمشاركة نسائية تمثل أقل من 10% من الناخبين في منطقتي زابل وأوروزجان الجنوبية.  
 
إن فشل الدول الممولة، بما فيها الولايات المتحدة وألمانيا، في إرسال الأموال الموعودة في وقتها وفي الدعم الأمني قد يكون له تأثير سلبي على المشاركة النسائية يوم الانتخابات. أتصفت أشهر ما قبل الانتخابات بالعنف حيث قتل حتى الآن 12 موظف انتخابي منهم 3 إناث على الأقل، كما جرح العشرات منهم. وبعد فشل موظفي الانتخابات في ضم آلاف من الموظفات الانتخابيات هم بحاجة لهن، اضطروا لتوظيف عدد من زعماء القبائل الذكور.  
 
ويصف التقرير كيف تستهدف النساء لتحديهن دور المرأة التقليدي في المجتمع. وقد أبلغت الصحفيات والناشطات وموظفات الحكومة عن تهديدات بالقتل ومضايقات واعتداءات بسبب مناقشتهن مواضيع حساسة في حقوق المرأة مثل الطلاق. وقد أدت سياسة التخويف والهجمات المسلحة من قبل أمراء الحرب المحليين وطالبان وقوات المتمردين إلى إغلاق مشاريع تنمية نسائية هم بأمس الحاجة لها مثل التعليم والعلاج والتوعية عن الحقوق والتدريب العملي للنساء والفتيات.  
 
وأضافت جيفرسون  
"لا شك في أن حياة المرأة الأفغانية قد تحسنت منذ سقوط طالبان، ولكن أصبح أمراء الحرب الآن هم الذين يحاولون جاهدين منع المرأة من ممارسة حقوقها."  
تحت ظروف عدم الاستقرار المستمرة، لا تستطيع المرأة أن تشارك في إعادة بناء أفغانستان من دون أن تجازف بسلامتها وتحصر الكثيرات كلامهن ونشاطاتهن خوفاً من الممارسات الانتقامية. وقد أخبرت الكثيرات منظمة هيومن رايتس ووتش أن الفشل في نزع أسلحة المليشيات المحلية هدد سلامة حقوق المرأة كما أبطأ تطورها.  
 
وسوف تشكل الانتخابات البرلمانية والمقرر عقدها العام القادم تحدياً أكبر للمرأة الأفغانية. وقد قابلت منظمة هيومن رايتس ووتش العشرات من المرشحات البرلمانيات المحتملات، وقد أبدين مخاوفهن من أن تهدد حياتهن وحياة أفراد عائلاتهن بالخطر إذا ما قررن ترشيح أنفسهن. وقد أخبرت إحدى نشطاء حقوق المرأة منظمة هيومن رايتس ووتش أنه "من الأفضل أن لا أرشح نفسي للبرلمان... سوف يأتي رجال [أمراء الحرب] في منتصف الليل ويسببون المشاكل لعائلتي، ولذلك ليس من الممكن ترشيح نفسي. علي أن ابقى صامته."  
 
وأضافت منظمة هيومن رايتس ووتش أن على الولايات المتحدة ودول حلف الناتو والممثلين الدوليين الآخرين اتخاذ إجراءات حاسمة والوفاء بالتزاماتهم تجاه ترويج حقوق المرأة في أفغانستان في الحال. إن على الدول المنخرطة في أفغانستان، ومنها دول حلف الناتو أن تزيد عدد جنودها المشاركين بقوات المساعدة الأمنية الدولية.  
 
وبالإضافة إلى ذلك فإن على الولايات المتحدة ودول حلف الناتو إعادة تركيز جهود قوات الأمن الدولية نحو نزع أسلحة المليشيات وحماية المجموعات المستهدفة مثل النساء والسياسيين المستقلين، كما على السلطات الأفغانية أن تتحرى وبشكل كامل التهديدات والمضايقات والاعتداءات على النساء الأفغانيات، وعليهم محاكمة المعتدين.  
 
مقتطفات من روايات شخصية ذكرت في التقرير:  
"أرادت الكثيرات تأسيس منظمات لحقوق المرأة، ولكن عندما واجهن التهديدات، تركن العمل." من ناشطة في حقوق المرأة في مزار الشريف.  
" لا تستطيع المرأة ترشيح نفسها، قد يكون الأمر ممكناً في كابول، أما في المحافظات الأخرى، فالوضع الأمني سيئ. عندما تكون هناك مشاكل أمنية، قد يأتي مسلحين إلى منازلهم و يقتلوهم." من مرشحة برلمانية محتملة.  
"لقد أرسلت إلينا ميليشيا مسلحة محلية تحذيرات وتهديدات، وقالوا أنهم سوف يقتلونا. لقد واجهت المرشدة الصحية ومعلمة القراءة الكثير من التهديدات وقررا عدم المجيء إلى المركز، وقد وعد المحافظ أن يعمل ما بوسعه وأن يتحدث إلى رجال الدين، ولكنه لم يستطع إعطاءنا أية ضمانات لسلامتنا. مازلنا ننتظر تحسن الوضع الأمني." من موظفة إغاثة كانت تعمل في مركز لحقوق المرأة أغلق بسبب التهديدات..  
 
وتصف منظمة هيومن رايتس ووتش في تقرير أصدرته يوم 28 سبتمبر/أيلول بعنوان "حكم البندقية" كيف تهدد المجموعات المحلية المسلحة السكان وتخلق جو من القمع السياسي.