HUMAN RIGHTS WATCH

قائد الميلشيات في دارفور يورط الخرطوم

زعيم الجنجاويد يقول بأن الحكومة السودانية دعمت هجماتها

(نيويورك، 2 مارس/أيار 2005) - قال أحد قادة الميليشيا بأن الحكومة السودانية دعمت ووجهت هجمات الجنجاويد في شمال دارفور، بحسب شريط فيديو كشفت عنه هيومن رايتس ووتش اليوم.  

وكان موسى هلال، القائد البارز للجنجاويد في دارفور، قد أجرى مقابلة مع باحثي هيومن رايتس ووتش في الخرطوم وقد استغرقت المقابلة عدة ساعات.  
 
وأكد هلال بأن الحكومة السودانية وجهت جميع الفعاليات العسكرية لقوات الميليشيا التي قام بتجنيد عناصرها حيث قال أن "جميع الأشخاص في الميدان يتحركون بإمرة قيادات عليا في الجيش" مضيفا بأن "هؤلاء الأشخاص يتلقون أوامرهم من مركز القيادة الغربي ومن الخرطوم" بحسب ما قاله لـ هيومن رايتس ووتش على شريط الفيديو.  
 
قال تاكيرامبودي، المدير التنفيذي لقسم أفريقيا بـ هيومن رايتس ووتش، بأن "أقوال موسى هلال تتناقض بشكل صريح مع ادعاء الحكومة السودانية من عدم وجود "أي علاقة" تربطها بالميليشيات المحلية في دارفور".  
 
كما وقد قالت الحكومة السودانية بأن أي فظائع شهدتها دارفور يتحمل المسؤولية فيها "قطاع طرق" من بين الجنجاويد، كما وأنها نتيجة لمعاودة الاشتباكات العرقية في دارفور والتي تتخذ الحكومة موقفا "محايدا" منها.  
 
من جهته قال تاكيرامبودي "نرى الآن بأن الطرفين المسئولين عن الجرائم ضد الإنسانية في دارفور يوجهان أصابع الاتهام ضد بعضهما البعض" مضيفا بأن "موسى هلال شخصية خطرة للحكومة السودانية، حيث أن شهادته قد تكون مهمة للمحكمة الجنائية الدولية".  
 
وعلى الرغم من أن العديد من شهود العيان كانوا قد أكدوا بأن موسى هلال، بصفته قائدا لقوات الميليشيا، يتحمل مسؤولية بعض الهجمات الوحشية في دارفور، إلا أنه يمضي في دحض أي دور قيادي قام بلعبه، نافيا في الوقت ذاته قيام أتباعه بارتكاب أي فظائع، بحسب ما قاله في شريط الفيديو.  
 
وفي نفس الوقت، أكد العديد من شهود العيان الذين التقتهم هيومن رايتس ووتش، واقعتين حضر فيهما موسى هلال إلى سوق مركزي في كبكابيا في شمال دارفور، في يناير/كانون ثاني 2004، مصطحبا قواته العسكرية حيث خاطب الحشود معلنا "انتصرت قواته العظيمة" ضد قوات المتمردين في المناطق النائية. وذكر شهود العيان بأن موسى هلال لم يكتف فقط بحمل سلاحه وارتداء بزته العسكرية بل وجهر بقيادته لأتباعه في هذه "الانتصارات العظيمة".  
 
وكانت عناصر قوات موسى هلال قد جندت في البدا يا من بين رجال القبيلة التي ينتمي إليها في شمال دارفور ونشطوا على مدار عدد من السنوات في محيط منطقة كبكابيا حيث قامت هيومن رايتس ووتش بإجراء بحوثها في أكتوبر/تشرين أول 2004.  
 
وقال العديد من شهود العيان لـ هيومن رايتس ووتش بأن مركز نشاطات موسى هلال وقواته يقع في بلدة مستيريا التي تحتضن معسكر ميليشياته قرب كبكابيا تحت إمرة كل منه وهاشم منغاري من الجيش السوداني. كما وعرف عن هلال احتجازه لنساء سجينات في جبل الجوع إلى الغرب من مستيريا. ولم تسجل عودة أي منهن حتى الآن.  
 
كما وقال شهود آخرون بأن أعضاء بالميليشيا قاموا بارتكاب فظائعهم باسم موسى هلال، فيما قال آخرون بأن جيرانهم السابقين من العرب وميليشيات الجنجاويد قاموا بمنعهم من العود ة لأراضيهم الزراعية خارج كبكابيا، حيث منعت مجموعة من النساء حاولن العودة على ظهر الحمير إلى مرغوبا خارج كبكابيا وعلى بعد ساعتين ونصف من مستيريا، وقال لهم جيرانهم السابقين من العرب بأن مرغوبا "أرض تخص موسى هلال، ويجب أن لا تأخذوا أي شيء من هناك".  
 
وتشير وثائق حكومية بحوزة هيومن رايتس ووتش إلى دعم الحكومة السودانية لموسى هلال. وتدعو مذكرة صادرة عن مكتب ناحية محلية في شمال دارفور بتاريخ 13 فبراير/شباط 2004 "الوحدات الأمنية في الناحية السماح لنشاطات المجاهدين والمتطوعين تحت إمرة الشيخ موسى هلال في مناطق شمال دارفور وتأمين احتياجاتهم الأساسية".  
 
وتمضي المذكرة، "كما ونؤكد على أهمية عدم التدخل ومسائلة نطاق صلاحياتهم أو التطرق إلى الانتهاكات البسيطة التي يقوم بها المجاهدين ضد المدنيين المشتبه في انتمائهم للمتمردين".  
 
باحثي هيومن رايتس ووتش سجلوا لقاء موسى هلال بالفيديو في 27 سبتمبر/أيلول 2004. وقد امتنع هلال عن المقابلات الإعلامية منذ ذلك الحين.  
 
النص الفيديو بالإنجليزية موجود على العنوان الالكتروني: http://hrw.org/english/docs/2005/03/02/darfur10225.htm