Human Rights Watch منظمة هيومان رايتس ووتش
   الدفاع عن حقوق الإنسان حول العالم PortuguesFrancaisRussianGerman
EspanolChineseEnglishOther Languages
  
مصر: قوات الأمن تعتدي على المتظاهرين المعارضين
شهادات شهود العيان على الضرب الذي تجرَّعه المتظاهرون على أيدي رجال الأمن


" إن توحش الشرطة مع المتظاهرين المسالمين قد أصبح مرة أخرى سمة معتادة في مصر؛ وما رأيناه في القاهرة مساء السبت يعكس قراراً صادراً عن مسؤول رفيع المستوى لا بمنع المظاهرة فحسب، بل أيضاً بإنزال العقاب البدني بمن يتجاسرون على الاحتجاج على ترشيح الرئيس مبارك. "
جو ستورك، نائب مدير قسم الشرق الأوسط
  

متوفر أيضا

english 

(واشنطن دي سي، 2 أغسطس/آب 2005) – قالت المنظمة المدافعة عن حقوق الإنسان هيومن رايتس ووتش اليوم إنه يتوجب على الرئيس المصري حسني مبارك الأمر فوراً بتشكيل لجنة مستقلة للتحقيق مع المسؤولين عن إصدار الأوامر بضرب المتظاهرين المحتجين على قراره بترشيح نفسه لولاية رئاسية خامسة، ومن قاموا بالاعتداء عليهم تنفيذاً لهذه الأوامر. وكانت هذه الاعتداءات، التي وقعت مساء السبت 30 يوليو/تموز، هي المرة الثانية خلال شهرين التي تضرب فيها الشرطة المتظاهرين المسالمين.

وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش إن العنف الذي تمارسه الشرطة يعكس فيما يبدو قراراً سياسياً اتُّخذ على مستوى عالٍ، ومن ثم فإن أي تحقيق من هذا القبيل لا بد أن يشمل دور وزير الداخلية حبيب العادلي.  
 
وقال جو ستورك، نائب مدير قسم الشرق الأوسط بمنظمة هيومن رايتس ووتش "إن توحش الشرطة مع المتظاهرين المسالمين قد أصبح مرة أخرى سمة معتادة في مصر؛ وما رأيناه في القاهرة مساء السبت يعكس قراراً صادراً عن مسؤول رفيع المستوى لا بمنع المظاهرة فحسب، بل أيضاً بإنزال العقاب البدني بمن يتجاسرون على الاحتجاج على ترشيح الرئيس مبارك".  
 
وقد اعتقلت الشرطة أول الأمر نحو 40 شخصاً، من بينهم جورج إسحق وأمين إسكندر، وهما من قيادات حركة "كفاية" المعارضة، ثم اقتادتهم إلى معسكر الأمن المركزي في حي الدراسة بالقاهرة، رغم أنه ليس من مراكز الاعتقال القانونية الخاضعة لسلطة النائب العام. وبعد بضع ساعات، أخلت السلطات سبيل إسحق وإسكندر و12 آخرين، ولكنها احتجزت 24 آخرين طيلة الليل، ثم رحلتهم في اليوم التالي إلى مقر نيابة أمن الدولة العليا في مصر الجديدة للتحقيق معهم بتهمة الاشتراك في تجمهر ومقاومة ضباط الأمن والاعتداء عليهم أثناء محاولتهم القبض على هؤلاء الأشخاص، وبث دعايات مغرضة من شأنها الإضرار بالمصلحة العامة.  
 
ثم قامت السلطات يوم الأحد بإحالة ثلاثة من المعتقلين – هم محمد نبيل السيد وأسامة أحمد عبد السلام ومصطفى خليل فرج الله – إلى الطب الشرعي لتحديد مدى إصاباتهم؛ وأمرت السلطات مساء الإثنين بإخلاء سبيل المعتقلين الأربعة والعشرين بكفالة مع استمرار التحقيق.  
 
وقد شارك في اعتداءات الشرطة على المتظاهرين المسالمين يوم السبت العشرات من أفراد قوات الأمن الذين يرتدون ثياباً مدنية، ويحملون هراوات قصيرة غليظة؛ وقالوا للمتظاهرين في عدة حالات إنهم من رجال الشرطة، وشاهد الصحفيون مسؤولي الأمن الذين يرتدون الزي الرسمي وهم يأمرون بالاعتداءات على بعض المتظاهرين.  
 
وكان نشطاء من حركة "كفاية" وغيرها من الجماعات قد دعوا إلى مظاهرة احتجاج في السادسة من مساء 30 يوليو/تموز في ميدان التحرير وسط القاهرة في أعقاب إعلان الرئيس مبارك اعتزامه ترشيح نفسه لولاية رئاسية خامسة يوم 28 يوليو/تموز؛ وبحلول الخامسة من مساء يوم المظاهرة كانت السلطات قد حشدت أكثر من ألف من أفراد قوات الأمن الذين يرتدون الزي الرسمي في الميدان نفسه، وفي الشوارع المحيطة به، لمنع المتظاهرين من التجمع.  
 
فلم يلبث بعض المتظاهرين أن تحركوا نحو ميدان طلعت حرب وميدان باب اللوق، القريبين من ميدان التحرير؛ وروى صحفي غربي لمنظمة هيومن رايتس ووتش ما رآه أثناء سيره نحو ميدان طلعت حرب قائلاً:  
أقام أفراد الأمن المركزي سياجاً لسد الطريق على المتظاهرين، وأحاطوا ببضع عشرات منهم؛ وكان السياج ينفتح من حين لآخر فتنفذ منه مجموعة من الرجال الذين يرتدون ثياباً مدنية، ويحملون الهراوات، ليجروا أحد المتظاهرين وهم ينهالون عليه ضرباً في كثير من الأحيان. وبدأ متظاهرون ومتفرجون آخرون يرددون الهتافات، فطاردتهم الشرطة في شارع التحرير باتجاه ميدان الفلكي؛ ورأيت نحو مائة متظاهر أو أكثر يطاردهم 50 أو 60 من الرجال الذين يرتدون ثياباً مدنية، وربما 200 من جنود الأمن المركزي؛ وكانت قوات الأمن المركزي تحيط بمجموعة صغيرة من المتظاهرين، ثم يقوم الأفراد الذين يرتدون ثياباً مدينة بسحب أي شخص قرروا اعتقاله.  
 
وأصدرت وزارة الداخلية بياناً قالت فيه إن المتظاهرين استفزوا قوات الأمن برشقهم بالحجارة؛ وقال الصحفي المذكور إنه شهد المواجهة منذ بدايتها؛ وأضاف قائلاً "أتصور أن بعض المتظاهرين ربما دفعوا رجال الأمن عندما اعتدوا عليهم، ولكني لم أرَ أي مؤشر يوحي بأن المتظاهرين أثاروا أحداث العنف".  
 
وقال صحفيون آخرون وشهود عيان على الحوادث لمنظمة هيومن رايتس ووتش إنهم لم يشهدوا ولم يسمعوا قط عن وقوع أعمال عنف من جانب المتظاهرين.  
 
وقال مصور فوتوغرافي كان يغطي الأحداث لمنظمة هيومن رايتس ووتش إنه توجه إلى نقطة تجمع تالية اتفق عليها المتظاهرون بصورة ارتجالية بالقرب من مقهى "الحرية" في باب اللوق.  
 
كنت أعد الكاميرا، وكانت الساعة حوالي 6:30 مساء، وكان هناك نحو 50 شخصاً فيما أظن؛ وعلى حين غرة اندفع هؤلاء البلطجية الذين يرتدون ثياباً مدنية من كل حدب وصوب؛ كانوا جميعاً يحملون نفس النوع من الهراوات القصيرة؛ لم يكونوا مأجورين من أمثال أولئك الذين تعدوا بالضرب على النساء [من المتظاهرات والصحفيات] في 25 مايو/أيار؛ كان الأمر هنا منظماً للغاية، فقد كانوا يعرفون من يريدون، فدخلوا، وأمسكوا بالشخص المطلوب ثم ضربوه. وبعد أن سحبوه من بين الجمهور، كان ضابط يرتدي الزي الرسمي يوجههم ويقول لهم إلى أين يقتادون الضحية. واعتقل نحو عشرة أشخاص على هذا النحو على مدى ربع ساعة تقريباً.  
 
وقال مجدي عبد الحميد، وهو مهندس في الثالثة والخمسين من العمر، وعضو مجلس إدارة الجمعية المصرية للنهوض بالمشاركة المجتمعية – قال لمنظمة هيومن رايتس ووتش إنه كان ضمن المتظاهرين الذين تعرضوا للاعتداءات في باب اللوق، حيث طاردهم رجال الأمن الذين يرتدون ثياباً مدنية لمنع أي تجمع أو تظاهر هناك على ما يبدو؛ وانقضوا على الناس في مجموعات صغيرة؛ وقال عبد الحميد "أوقعني أحدهم، فسقطت على وجهي؛ ثم أمسك اثنان منهم بقدمي، وجرجروني على بطني في الشارع لمسافة نحو 20 متراً؛ وضربني آخرون بالهراوات على ظهري وكتفي؛ وقالوا لنا ’المظاهرات ضد حسني مبارك ممنوعة‘؛ ولحسن الحظ تمكن المتظاهرون الآخرون من إبعادهم عني، واستطعت أن أفلت منهم".  
 
وقد تحدث حسام بهجت، المدير التنفيذي "للمبادرة المصرية للحقوق الشخصية"، وهي منظمة تتخذ مقرها في القاهرة، مع بعض الذين اعتُقلوا ثم أخلي سبيلهم مساء السبت؛ ومن بين هؤلاء صلاح عدلي، الناشط في "الحملة الشعبية من أجل التغيير"، الذي قال لبهجت:  
كنت ضمن المجموعة التي تعرضت للضرب في شارع طلعت حرب؛ لم أرَ شيئاً مثل هذا من قبل؛ لم يكن بمقدورنا التنفس لولا أن الشرطة فتحت ثغرات في "الكوردون" الذي أقامته حولنا لإخراج الأشخاص؛ رأيت سيدات وفتيات يتعرضن للركل والضرب بالهراوات والعصي؛ وفي [معسكر الأمن المركزي في] الدراسة انتحوا بأربعة منا جانباً لمقابلة ضابط شرطة كبير؛ وكانت رسالته الرئيسية لنا هي أن المظاهرات لم يعد مسموحاً بها.  
 
وروت ناشطة، لم ترغب في الكشف عن اسمها، لبهجت ما شهدته أثناء سيرها تجاه إحدى نقاط المواجهة إذ قالت:  
رأيت الكثيرين يُرفعون من أذرعهم وأرجلهم ثم يقذف بهم في شاحنات الشرطة؛ وكان بلطجية الشرطة الذين يرتدون ثياباً مدنية واقفين على الجانبين يضربون المتظاهرين المعلقين على هذا النحو على الرأس والوجه، بل في كل مكان في الواقع. وكان هناك آخرون يجرهم هؤلاء البلطجية من أرجلهم على الأسفلت وهم يركلونهم في الرأس؛ كان المتظاهرون ينزفون أثناء نقلهم إلى شاحنات الشرطة.  
 
أما الناشط السياسي عادل بدر فقد أظهر لبهجت كدمات على ذارعه اليمنى وظهره، وفوق ركبتيه؛ وأوضح بدر كيف لحقت به هذه الإصابات.  
 
وصلت إلى ميدان التحرير، ولكني وجدته مغلقاً، ولذا فقد توجهنا إلى مقر الحزب الناصري [في شارع طلعت حرب]، كنا حوالي مائتين. قام رجال الشرطة بتطويقنا، وإذا بمجموعة كبيرة من الرجال الضخام الذين يرتدون ثياباً مدنية، ويحملون هراوات الشرطة، يوسعوننا ضرباً في جميع أنحاء أجسادنا، ومن كافة الاتجاهات. وشدوا بعض المتظاهرين إلى خارج "الكوردون" ليذيقوهم المزيد من الضرب، أو جروهم من أرجلهم على الأرض إلى شاحنات الشرطة.  
 
وقال الناشر محمد هشام لبهجت:  
لم تكن الشرطة تخيفنا أو تفرق المتظاهرين وحسب؛ بل كان الضباط الذين يرتدون الزي الرسمي يصرخون في البلطجة ويأمرونهم بأن يضربونا بمزيد من الشدة؛ وقعنا على الأرض، ولكنهم لم يكفوا عن ركلنا بأحذيتهم، والانقضاض علينا بهراوات الشرطة الغليظة.  
 
أما عبد الهادي المشد، وهو عضو في حركة "كفاية" ومدرس من الدقهلية، فقد قال لبهجت إنه كان ضمن المتظاهرين الذين تجمعوا أمام مقهى "الحرية" في باب اللوق، بعد أن طاردهم أفراد الأمن من ميدان التحرير؛ ووصف ما حدث له قائلاً:  
أشار إليّ أحد ضباط الشرطة ثم أمر ثلاثة من البلطجية الغلاظ الذين يرتدون ثياباً مدنية بأن ينقضوا علي، قائلاً "هاتوا ابن الشرموطة ده"؛ وحبسوني في مدخل عمارة غير مسكونة نصف ساعة تقريباً؛ كانوا يمسكونني من شعري وحزامي، ويحيطون بي بالكامل. وعندما حاولت المقاومة، ضربوا رأسي في الحائط، كما ضربوني على ذراعي بهراوة الشرطة.  
 
وقال بهجت لمنظمة هيومن رايتس ووتش إنه لاحظ تورماً واضحاً على رأس المشد، والكدمة على ذراعه؛ وقال المشد إن أفراد الشرطة ألقوا به في شاحنة صغيرة، وأخذوه إلى مركز شرطة عابدين. وأمر أحد كبار ضباط الشرطة مرؤوسيه بعدم تحرير محضر قبض ضده، قائلاً لهم "إرموه فقط في زنزانة حتى نرى ما سنفعل بشأنه"؛ وقال المشد إن الشرطة احتجزته حتى الساعة 11:30 مساء، وركله أفراد الشرطة في بطنه قبل إخلاء سبيله.  
 
وورد أن الناشط النقابي كمال عباس، مدير "مركز الخدمات النقابية والعمالية" في حلوان، كان من بين المتظاهرين الذين أصيبوا بجروح بالغة؛ وقال بهجت إن الفحص الطبي والإشعاعي الذي أجري لعباس بمستشفى القصر العيني أظهر إصابته بكسور متعددة في الضلوع.  
 
كما ورد أن الصحفي شعبان عبد الرحيم الضبع قد نقل إلى المستشفى مصاباً بجروح نجمت عن هذا الأحداث.  
 
وتضم القائمة التالية المعتقلين الذين أخلي سبيلهم بكفالة في الأول من أغسطس/آب، ولا يزالون عرضة لتوجيه الاتهام الجنائي إليهم من قبل نيابة أمن الدولة العليا لأسباب تتعلق بمظاهرات 30 يوليو/تموز:  
1. أحمد راغب  
2. محمد ممدوح محمد  
3. محمد نبيل السيد أحمد  
4. إسلام محسن عبد المعطي  
5. فوزي محمد رمضان  
6. إبراهيم السعيد محمد صالح  
7. شريف يونس  
8.حمدي أبو المعاطي قناوي  
9. محمد علي محمد  
10. حسن محمد حسن البربري  
11. أسامة أحمد عبد السلام  
12. محمود خالد فتح الباب  
13. أشرف أحمد حسين  
14. إمام حنفي إمام  
15. عادل إمام خلف  
16. محمد عباس خير  
17. مصطفى خليل فرج الله  
18. نبيل فتحي الشرباتي  
19. يحيى عباس حميد القزاز  
20. علاء عبد الله عبد الشافي  
21. أيمن محمد الشحات  
22. أحمد حلمي سالم  
23. محسن بشير  
24. وائل أحمد خليل  
 
للإطلاع على المزيد من المعلومات بشأن أعمال القمع السابقة ضد المعارضين ودعاة الديمقراطية في مصر، انظر الوثائق التالية:  
"مصر: الحكومة تتخذ الأمن الوطني ذريعة لخنق المعارضة"  
(http://hrw.org/english/docs/2005/06/21/egypt11185.htm)  
"مصر: دعوات الإصلاح تُواجَه بالوحشية"  
(http://hrw.org/english/docs/2005/05/26/egypt11036.htm)  
"مصر: لا بد من التحقيق في الاعتداءات على المتظاهرين ضد الحرب"  
(http://www.hrw.org/press/2003/11/egypt110703.htm)  
 
للإطلاع على صور المتظاهرين وقوات الأمن انظر الموقع التالي:  
http://hrw.org/photos/2005/egypt/index.htm  


  
About Human Rights Watch عن المنظمة
Contribute ساهم معنا
BREAKING NEWS البيانات الصحفية
Publications التقارير
Info by country قائمة الدول
 Middle East/N. Africa ش أفريقيا والشرق الأوسط
Africa أفريقيا
Asia أسيا
Americas أمريكا اللاتينية وكندا
Europe/Central Asia أوروبا واسيا الوسطى
United States أمريكا USA
Photo Galleries موضوعات مصورة
Global Issuse موضوعات عالمية
Children's Rights حقوق الطفل
Women's Rights حقوق المرأة
International Justice العدالة الدولية
Refugees اللاجئين
Arms الأسلحة
UN Files مواثيق حقوق الإنسان
 Film Festival المهرجان السينمائي
Links مواقع أخرى
Site Map خريطة الموقع
Email mena@hrw.org
Email ليصلك كل تجديد
Human Rights Watch Arabic Home Page - English الشرق الأوسط| قائمة الدول| موضوعات عالمية| مواثيق | المهرجان السينمائي | مواقع أخرى| خريطة الموقع
جميع الحقوق محفوظة ©, مراقبة حقوق الانسان 2003
350 Fifth Avenue, 34th Floor New York, NY 10118-3299 USA