HUMAN RIGHTS WATCH

إسرائيل/الأراضي الفلسطينية المحتلة: لا تطلقوا النار على العناصر الطبية

ست هجمات على موظفي الإسعاف وسيارات الإسعاف الفلسطينية

(نيويورك، 12 سبتمبر/أيلول 2006) - قالت هيومن رايتس ووتش أن القوات الإسرائيلية شنت هجمات أدت إلى إصابة عناصر الطوارئ الطبية الفلسطينية وإلى إلحاق الضرر بسيارات الإسعاف في ستة حوادث منفصلة على الأقل في قطاع غزة بين 30 مايو/أيار و20 يوليو/تموز. ودعت هيومن رايتس ووتش القوات الإسرائيلية إلى احترام المكانة المحمية لعناصر الطوارئ الطبية والمرافق الطبية في جميع الأوقات، لدى قيامها بعمليات عسكرية في قطاع غزة.

لقد وقعت خمسة حوادث خلال العمليات العسكرية التي بدأت في غزة بتاريخ 25 يونيو/حزيران، ووقع ثلاثة منها خلال عمليات محيط مخيم المغازي التي بدأت في 18 يوليو/تموز.  
 
وفي جميع الحوادث أفاد عناصر الطوارئ الطبية إنهم كانوا يلبون نداء الفلسطينيين المصابين في عملٍ عسكري سابق ولكنهم اضطروا للانتظار حتى يتوقف الجيش الإسرائيلي عن القصف قبل أن يتمكنوا من إخلاء المصابين.  
 
وقد وقعت أربعة حوادث خلال ساعات النهار، اثنان منها في مناطق مكشوفة. وفي حالتين على الأقل نفذ الهجوم بواسطة طائرة استطلاع بدون طيار تستخدمها القوات الإسرائيلية لاستهداف أشخاص مطلوبين وأفراد مسلحين وهي تمتلك قدرة كبيرة على التصويب الدقيق.  
 
وصرح جو ستورك، نائب مدير قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش: "إن الهجمات التي تطال عناصر طبية واضحة للعيان تعتبر مسألة بالغة الخطورة. إن على إسرائيل أن تجري تحقيقاً نزيهاً وشفافاً في هذه الحوادث لمعرفة سبب استهداف العناصر الطبية. وعليها أن تذكّر قواتها بأن استهداف تلك العناصر ورجال الدين والأشياء التي تحمل رموز اتفاقيات جنيف أمر محظور".  
 
لقد رفضت السلطات الإسرائيلية منذ 12 سبتمبر/أيلول الاستجابة للطلب الذي تقدمت به هيومن رايتس ووتش في 21 أغسطس/آب للحصول على معلومات عن هذه الحوادث. صحيح أن العناصر الطبية ووسائل النقل تفقد حمايتها إذا ارتكبت أو استخدمت في ارتكاب أفعال ضارة بالعدو، ولكن لا يوجد أي دليل ولم يتقدم أحد بأي زعم بأن سيارات الإسعاف قد استخدمت لأي غرض في القتال الجاري في غزة سوى لتأمين المساعدة الطبية الإسعافية ولنقل الموتى والجرحى إلى المستشفيات.  
 
وأكدت هيومن رايتس ووتش إنه لو افترضنا أنه في بعض هذه الحالات تعرضت سيارات الإسعاف والعناصر الطبية للإصابة خلال هجمات القوات الإسرائيلية المتجددة على أهداف عسكرية، فإن كل الحالات تستوجب التحقيق لأن الجيش الإسرائيلي ملزم بعدم إعاقة العناصر الطبية وسيارات الإسعاف الظاهرة للعيان من القيام بوظائفها المناسبة.  
 
وقد تحدث باحثو هيومن رايتس ووتش في قطاع غزة على انفراد مع ستة عناصر طبية وسائق سيارة إسعاف ومتطوع مع جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني. وقد جاء السائقون من مختلف أرجاء قطاع غزة وتحدثوا عن ستة حوادث منفصلة تعرضوا فيها للقصف أثناء استجابتهم لنداءات الإسعاف.  
 
وأخبرنا الدكتور معاوية حسنين، رئيس دائرة الطوارئ وسيارات الإسعاف في الضفة الغربية وقطاع غزة في وزارة الصحة أن هناك 23 حادث تعرضت فيه فرق الإسعاف الطبية للقصف في غزة في يوليو/تموز 2006، لكن هيومن رايتس ووتش لم تحقق سوى في الحوادث الستة المذكورة هنا.  
 
وقد وقعت أربعة من الحوادث خلال ساعات النهار. وحين تعمل عناصر المساعدة الطبية في الليل فإنهم يرتدون ملابس فوسفورية ويستخدمون مشاعل كهربائية ساطعة عندما يسيرون على الأقدام. كما أن عرباتهم تحمل كلمة "إسعاف" واضحة بالعربية والإنكليزية. وقد أظهر شريط فيديو لم يتعرض للتحوير سيارات إسعاف تجمع المصابين من مختلف المواقع في قطاع غزة خلال التوغل العسكري الإسرائيلي في يوليو/تموز حيث كانت هذه السيارات تستخدم بشكل ثابت أضواء لامعة حمراء على سطوحها. وقد قام باحثو المنظمة بزيارة ثلاثة مواقع حدثت فيها الهجمات وحصلوا على شريط فيديو للحادث الذي وقع في 29 مايو/أيار. وكانت الروايات التي قدمها السكان المقيمون في مكان وقوع الهجمات متوافقة مع الرواية التي قدمها سائق سيارة الإسعاف وموظفو الإسعاف.  
 
وقد عرض لنا السائقون زي الهلال الأحمر الفلسطيني الذي كانوا يرتدونه، وهو عبارة عن سترة بيضاء عليها هلال كبير يغطي الظهر وعبارة "الهلال الأحمر الفلسطيني"، باللغتين العربية والإنكليزية. وهناك شعار أصغر على الصدر. كما تحمل الملابس شرائط فوسفورية تعكس الضوء في الليل. ويحمل موظفو الإسعاف في الهلال الأحمر الفلسطيني مشاعل كهربائية ساطعة في الليل ويعملون أزواجاً بشكل يسهل رؤيتهم.  
 
وفيما يلي الحوادث الستة:  
 
 
إن موظفي الإسعاف التابعين لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني ولدائرة الطوارئ والإسعاف في وزارة الصحة يلبون نداءات الإسعاف بما في ذلك الدعوة لإسعاف ضحايا العمليات العسكرية الإسرائيلية. وأفادنا د. محمد البردويل، رئيس خدمات سيارات الإسعاف في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أنه لا يوجد خط اتصال مباشر بين خدمات سيارات الإسعاف الفلسطينية والجيش الإسرائيلي. لذلك عليهم الاعتماد على رموزهم الواضحة التي تميزهم كعناصر طبية من أجل سلامتهم، أو انتظار الضوء الأخضر من القوات الإسرائيلية عن طريق اللجنة الدولية للصليب الأحمر.  
 
وقد أخبرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر هيومن رايتس ووتش أنها تعمل كصلة وصل بين القوات الإسرائيلية وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني من أجل "الحالات الملحة جداً". في هذه الحالات تنقل اللجنة طلباً من الهلال الأحمر الفلسطيني بدخول منطقة ما لمعالجة طارئ طبي إلى القوات الإسرائيلية، وتقوم هذه الأخيرة بإعطاء اللجنة ضمانات تسمح بدخول الهلال الأحمر الفلسطيني إلى المنطقة المعنية. قد تستغرق هذه العملية دقائق وقد تستغرق ساعات.  
 
وفي الحالات الستة التي حققت فيها هيومن رايتس ووتش انتظرت سيارات الإسعاف وموظفو الإسعاف توقف العمليات العسكرية واتخذوا إجراءات وقائية لحماية السيارات والموظفين من خطر الدخول في منطقة قتال. إن لدى جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني وقسم دائرة الطوارئ وسيارات الإسعاف في وزارة الصحة خبرة طويلة في العمل داخل مناطق العمليات العسكرية.  
 
يتضمن القانون الإنساني الدولي مواداً من القانون الدولي العرفي الذي يجب أن تحترمه جميع الأطراف المتصارعة. إن أحكام القانون الدولي العرفي، التي تحمي الوحدات الطبية بما فيها سيارات الإسعاف وموظفي الإسعاف، تنص على أن هذه الوحدات "يجب أن تحظى بالاحترام والحماية في كل الظروف". وبالمثل "يجب احترام وحماية وسائل النقل الطبية التي تقتصر مهمتها على النقل الطبي في كل الظروف". ولا يخسر عمال الصحة الذين يقتصر عملهم على العمل الطبي في حضور المقاتلين، منزلتهم المحمية، بل "يخسرون الحماية إذا ارتكبوا، بعيداً عن وظيفتهم الإنسانية، أعمالاً تضر بالعدو".  
 
وقال ستورك: "إنه من غير المقبول أن يحتاج سائقو سيارات الإسعاف وموظفو الإسعاف، الذين مهمتهم الإنسانية هي إخلاء الضحايا ومساعدة الجرحى، إلى الاستشفاء بسبب تأديتهم هذه الوظيفة". وأضاف: "على جميع الأطراف المتحاربة احترام العناصر الطبية، وفي هذه الحالات التي من الواضح فيها أن القصف وإطلاق النار جاء من الجانب الإسرائيلي، يجب إجراء تحقيق فوري ونزيه وفرض العقوبات المناسبة".  
 
الشهادات:  
قامت هيومن رايتس ووتش بالتحقيق في الحوادث الستة التالية: