HUMAN RIGHTS WATCH

السعودية: أصحاب العمل يقتلون العاملات المنزليات المهاجرات

الضرب المبرح والقتل يدلان على انتشار العنف

(نيويورك، 17 أغسطس/أب 2007) - قالت هيومن رايتس ووتش اليوم إن قتل اثنتين من العاملات المنزليات الأندونيسيات على يد أصحاب العمل في المملكة العربية السعودية هو دلالة على فشل الحكومة في محاسبة أصحاب العمل على الإساءات الخطيرة. كما تسبب الضرب المبرح على يد أصحاب العمل في إصابة اثنتين آخريين من العاملات المنزليات الأندونيسيات بإصابات خطيرة.  

وكان سبعة من أفراد العائلة التي تعمل لديها أربع نساء أندونيسيات كعاملات منزليات قد قاموا بضربهن في أوائل أغسطس/أب بتهمة ممارسة "السحر الأسود" على ابن الأسرة المراهق. وقد توفيت كل من سيتي تارويا سلاميت، 32 عاماً، وسوسمياتي عبدول فولان، 28 عاماً، متأثرتين بجراحيهما. وتتلقى كل من سومينيه سورتيم، 25 عاماً، وتاري تارسيم، 27 عاماً، علاجاً في وحدة العناية المركزة بمجمع الرياض الطبي. وقد قامت السلطات السعودية باحتجاز أصحاب العمل.  
 
وقالت نيشا فاريا، كبيرة الباحثين في قسم حقوق المرأة في هيومن رايتس ووتش: "إن عملية القتل القاسية لهاتين العاملتين المنزليتين وقعت في إطار حالة من الإفلات من العقاب، ترعاها الحكومة بعدم إقدامها على التصرف حيالها"، وتابعت قائلة: "وليست فقط السلطات هي التي فشلت في التحقيق مع أصحاب العمل أو ملاحقتهم قضائياً، بل أيضاً نظام العدل الجزائي عمل على عرقلة العاملات اللاتي تمت الإساءة إليهن من السعي للحصول على التعويض".  
 
ويوجد قرابة 2 مليون امرأة من أندونيسيا وسريلانكا والفيليبين وغيرها من الدول، ممن يعملن كعاملات منزليات في السعودية، ويتلقين أجور ضعيفة، ويعملن لأوقات طويلة للغاية، ويجبرن على الاقتصار على التواجد بمكان العمل فقط، أو يتعرضن لإساءات لفظية وبدنية وجنسية، طبقاً لـ هيومن رايتس ووتش. ورغم أنهن ضحايا للإساءة، فالعديدات من العاملات المنزليات يتعرضن لاتهامات، منها السرقة والزنا في قضايا الاغتصاب و السحر.  
 
وأثناء زيارات هيومن رايتس ووتش للسعودية وسريلانكا في نوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول، تمت مقابلة عاملات منزليات سريلانكيات حكم عليهن بالسجن والجلد في السعودية بعد تعرضهن للاغتصاب والحمل على يد أصحاب العمل. ومنذ ثلاثة أشهر، تم الحكم على عاملة منزلية أندونيسية في القاسم بالسجن 10 أعوام وبالضرب 2000 جلدة بتهمة ممارسة السحر، وهذا بعد التخفيف من العقوبة الأصلية التي كانت الإعدام. ولم تعرف السفارة الأندونيسية بهذا الاعتقال والاحتجاز والمحاكمة للعاملة حتى بعد شهر من صدور الحكم.  
 
وسواء كانوا ضحايا أو متهمين، فالأجانب يواجهون جملة من المشكلات الخطيرة في الحصول على تحقيق عادل أو محاكمة منصفة في نظام العدل الجزائي السعودي. والكثيرات من العاملات المنزليات لا يحصلن على ترجمة فورية أو مساعدة قانونية أو معلومات أساسية عن قضاياهن. وفي العادة تستغرق الحكومة السعودية شهوراً أو سنوات لإخطار البعثات الدبلوماسية التي ينتمي إليها هؤلاء الأجانب بالاعتقال أو العلاج في المستشفيات، مما يمنع عنهم مساعدة يحتاجون إليها أمس الحاجة.  
 
وعادة ما تستمر القضايا قائمة لأعوام. مثلاً في قضية نور مياتي، العاملة المنزلية الأندونيسية التي لحقت بها إصابات خطيرة وفقدت أصابعها بسبب الغرغرينا في 2005 بعد أن حبسها صاحب عملها، وأساء إليها بدنياً ولفظياً وحرمها من الطعام. ثم واجهت تهم في المحكمة بإلقاء اتهامات كاذبة على صاحب عملها، وتم الحكم عليها بـ79 جلدة، ثم أوقفت محكمة أخرى فيما بعد هذا الحكم والإدانة، لكنها ما زالت تنتظر تسوية مالية نهائية من صاحب عملها وأن تتمكن من العودة لوطنها أندونيسيا بعد انتهاء محنتها.  
 
وقالت نيشا فاريا: "على الحكومة السعودية أن تدرب الشرطة على التحقيق في قضايا العاملات المنزليات، اللاتي تقع مواجهاتهن مع أصحاب عملهن في البيوت الخاصة في حضور شهود قلائل". وأضافت: "كما يجب على الحكومة مد مظلة قوانين العمل لتغطية العاملات المنزليات".  
 
كما دعت هيومن رايتس ووتش الحكومة السعودية إلى إصلاح قوانين الكفالة للمهاجرين التي تضعف كثيراً من أوضاع العاملين بإجبارهم على الحصول على أذن من أصحاب العمل لمغادرة البلاد أو للانتقال إلى عمل آخر. وثمة إصلاح وقع مؤخراً يسمح لوزارة العمل بتجاهل هذا المطلب إذا فشل صاحب العمل في دفع ثلاثة أشهر من الأجر للعامل، وهو الحل غير الكافي لعلاج هذه المشكلات.  
 
وتتلقى السلطات السعودية والسفارات الخاصة بأوطان العاملات المنزليات آلاف الشكاوى عن الاستغلال في العمل والإساءة كل عام. والأرجح أن حالات أخرى كثيرة لا يتم الإبلاغ عنها؛ نظراً لعزلة العاملات المنزليات في البيوت الخاصة، وقدرة أصحاب العمل على ترحيل العاملات، ونقص المعلومات الضرورية للمهاجرين عن حقوقهم. والسفارة الأندونيسية تؤوي حالياً 300 امرأة في مأوى خاص بها، ومعظمهن من العاملات المنزليات اللاتي يشتكين من الإساءة من جانب أصحاب العمل وشركات التوظيف. وفي يوليو/تموز، امتلأ المأوى بعدد 500 امرأة.  
 
للمزيد عن تقارير هيومن رايتس ووتش عن السعودية والعاملات المنزليات، يرجى زيارة:  
عن السعودية:
http://hrw.org/doc/?t=arabic_mena&c=saudia  
 
عن العاملات المنزليات:http://hrw.org/campaigns/women/2006/domestic_workers/index.htm  
 
للاطلاع على تقرير هيومن رايتس ووتش "إلى ما تحت البساط: إساءات ضد العاملات المنزليات في أرجاء العالم"، برجاء زيارة:  
http://hrw.org/reports/2006/wrd0706/