Human Rights Watch منظمة هيومان رايتس ووتش
   الدفاع عن حقوق الإنسان حول العالم PortuguesFrancaisRussianGerman
EspanolChineseEnglishOther Languages
  
المملكة العربية السعودية: يجب وقف المحاكمات المتعلقة بتهمة "الإساءة" للإسلام
التهم تنتهك مبادئ القانون، وحرية التعبير


" إن تجريم خطاب على قاعدة أنه إساءة قد يسترضي بعض الناس، إلا أنه يمثل انتهاكاً لحق الإنسان الأصيل في حرية التعبير. الحكومة السعودية تستخدم هذه القوانين قبل كل شيء لإسكات منتقديها. "
سارة ليا ويتسن المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش
  

متوفر أيضا

english 

(نيويورك – 13 مايو/أيار 2008) – قالت هيومن رايتس ووتش اليوم بأن على المحاكم السعودية في مدينة جدة إلى إسقاط الدعاوى القضائية بحق ناقد سعودي على شبكة الإنترنت وحلاق تركي تم اتهامهما بـ "الإساءة" للإسلام، واعتبرت المحاكمات تمثل انتهاكا لا لبس فيه لحرية التعبير المحمية في القانون الدولي.  

وكان الرجل السعودي قد استخدم موقعه الإلكتروني لانتقاد الشرطة الدينية (هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) فيما نُسب الاتهام إلى الحلاق التركي بشتم الذات الإلهية.  
 
وقالت سارة ليا ويتسن المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش: "إن تجريم خطاب على قاعدة أنه إساءة قد يسترضي بعض الناس، إلا أنه يمثل انتهاكاً لحق الإنسان الأصيل في حرية التعبير". وأضافت: "الحكومة السعودية تستخدم هذه القوانين قبل كل شيء لإسكات منتقديها".  
 
ففي 5 مايو/أيار وجه الادعاء السعودي إلى رائف بدوي تهمة "إنشاء موقع إلكتروني يسيئ للإسلام" وأحالت القضية إلى المحكمة وطالبت بمعاقبته بالسجن خمس سنوات وغرامة قدرها 3 ملايين ريال سعودي (حوالي 800 ألف دولار أميركي). وكان موقع بدوي قد تعرض عدة مرات إلى قرصنة من قبل أشخاص غير معروفين، وقاموا بنشر أرقام هواتفه وعنوان عمله إلى جانب نشرهم تهديدات على الموقع المقرصن يقولون في نصها: "يا متخلف أنت في أرض محمد صلى الله عليه وسلم وحط تحت "محمد" ألف خط قبل ينحط فوق رقبتك ألف سيف"، إلا أن الادعاء العام لم يقم بالتحقيق في عملية القرصنة وتهديدات القتل التي وُجهت إلى بدوي.  
 
واحتجز الادعاء العام بدوي في مارس/ آذار 2008 لمدة يوم واحد للتحقيق معه حول موقعه الإلكتروني الذي يستخدمه لنشر تفاصيل الانتهاكات التي ترتكبها هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والتشكيك في التفسير السائد للدين الإسلامي، وبعد تهديده واعتقاله بسبب نشاطاته الإلكترونية وتلقيه تهديدات شخصية بالإيذاء الجسدي اضطر بدوي إلى مغادرة السعودية قبل أسبوعين.  
 
وقالت سارة ليا ويتسن: "التأكيدات السعودية على رفع سقف حرية التعبير تبدو جوفاء في ضوء المنهجية المتبعة في إسكات المنتقدين الذين يملكون جرأة التعبير عن أفكارهم علناً".  
 
وفي قضية ثانية، أيدت محكمة التمييز في مكة في الأول من مايو/أيار حكم الإعدام بحق صبري بوغداي الذي صدر بحقه في 31 مارس/آذار 2008 على خلفية اتهامه بـ"شتم الذات الإلهية"، وقد اتهم بوغداي وهو تركي الجنسية وعمل كحلاَق في جدة لمدة 11 عاماً، بأنه أساء إلى الذات الالهية خلال جدال دار مع زبون سعودي وجاره المصري. و بوغداي الذي لم يحظ بمحام للدفاع عنه في المحكمة أنكر إقدامه على شتم الذات الإلهية، إلا أن القضاة الثلاثة في المحكمة الابتدائية اعتبروا شهادة الشاهدين السعودي والمصري دليل كاف على أن بوغداي قد ارتكب جريمة الردة أو الارتداد عن الدين الإسلامي.  
 
واعتبرت سارة ليا ويتسن أن: "التهم، والإدانة، والعقوبة التي صدرت بحق بوغداي تظهر خطورة تجريم التعبير الذي قد يثير غضب البعض". وأضافت: "لا يوجد سبب وجيه للاعتقاد بأن العقوبات الجنائية على الإساءة للذات الإلهية أو الدين يمكن أن تمنع هذه الإساءات أو أن تعوض عن الضرر المزعوم الذي يلحق بسمعة الذات الإلهية أو الدين".  
 
وتقول هيومن رايتس ووتش إنه وبالرغم من أن وجود قوانين الردة التي تجعل من أشكال الإساءة إلى الدين جريمة، إلا أن جماعات حقوق الإنسان تطالب بإلغائها أو على الأقل أن يتم تعريفها بدقة حتى تتوافق مع القانون الدولي لحقوق الإنسان فيما يخص حرية التعبير، "فشتم الذات الإلهية" لا يتوافق مع هذا المعيار ويجب أن لا يمثل جريمة كراهية.  
 
ولا تملك المملكة العربية السعودية قانون عقوبات، كما أن جرائم "الإساءة للإسلام" و "شتم الذات الإلهية" غير معرفة بشكل دقيق. والمدعون العامون والقضاة في السعودية كثيراً ما يلصقون تهما جنائية لأفعال يعتبرونها جرائم دون الاستناد إلى أسس قانونية في توجيه تلك التهم، ويتطلب القانون الدولي لحقوق الإنسان أن يكون القانون دقيقاً بشكل كاف خصوصاً عند تكييف الجرائم الجنائية وذلك حتى يتمكن الفرد من تنظيم سلوكه بالشكل المناسب.  
 
ويحمي القانون الدولي لحقوق الإنسان حرية التعبير، ويمكن للحكومة أن تضع قيودا على بعض أشكال التعبير مثل تلك التي تحرض وبشكل مباشر وفوري على العنف، إلا أنه لا يمكن للحكومة أن تفرض عقوبات جنائية على ممارسة التعبير عن الأفكار والآراء لمجرد أنها تعتبر مُسيئة.  
 
وتدين المملكة العربية السعودية بشكل متكرر أشخاصاً بزعم إساءتهم للدين، حيث لا يزال هادي المطيف الذي ينتمي إلى المذهب الإسماعيلي وهو من الأقليات الشيعية في الإسلام محكوماً بالإعدام بزعم أنه أساء إلى النبي محمد بكلمتين في العام 1993، وأدانت محكمة أخرى معلماً يدعى محمد السهيمي في العام 2004 بتهمة الإساءة للدين بسبب آرائه غير التقليدية التي عبر عنها داخل الحصة المدرسية، وتمت أيضا إدانة المعلم محمد الحربي بتهمة الردة في العام 2005، كما أدانت محكمة أخرى رباح القويعي بتهمة الردة في العام 2005 على خلفية كتابات نشرها على الانترنت.  
 
يمكن الاطلاع على مزيد من تقارير هيومن رايتس ووتش حول السعودية، على:  
 
المملكة العربية السعودية: تكفير المعلمين تهمة تهدف لإسكاتهم  
http://hrw.org/arabic/docs/2005/11/17/saudia12055.htm  
 
المملكة العربية السعودية: اعتقال أحد منتقدي القاعدة بسبب "أفكاره الهدامة"  
http://hrw.org/arabic/docs/2006/04/12/saudia13162.htm  
 
السعودية: ارفعوا القيود المفروضة على ناشطة حقوق الإنسان  
http://hrw.org/arabic/docs/2006/10/31/saudia14484.htm  


  
About Human Rights Watch عن المنظمة
Contribute ساهم معنا
BREAKING NEWS البيانات الصحفية
Publications التقارير
Info by country قائمة الدول
 Middle East/N. Africa ش أفريقيا والشرق الأوسط
Africa أفريقيا
Asia أسيا
Americas أمريكا اللاتينية وكندا
Europe/Central Asia أوروبا واسيا الوسطى
United States أمريكا USA
Photo Galleries موضوعات مصورة
Global Issuse موضوعات عالمية
Children's Rights حقوق الطفل
Women's Rights حقوق المرأة
International Justice العدالة الدولية
Refugees اللاجئين
Arms الأسلحة
UN Files مواثيق حقوق الإنسان
 Film Festival المهرجان السينمائي
Links مواقع أخرى
Site Map خريطة الموقع
Email mena@hrw.org
Email ليصلك كل تجديد
Human Rights Watch Arabic Home Page - English الشرق الأوسط| قائمة الدول| موضوعات عالمية| مواثيق | المهرجان السينمائي | مواقع أخرى| خريطة الموقع
جميع الحقوق محفوظة ©, مراقبة حقوق الانسان 2003
350 Fifth Avenue, 34th Floor New York, NY 10118-3299 USA