(نيويورك) - قالت "هيومن رايتس ووتش" اليوم إن على الحكومات أن تتخذ خطوات عاجلة لمنع العنف العنصري وكراهية الأجانب والتمييز المرتبطَين وباء "كوفيد-19" الناتج عن فيروس "كورونا" أثناء مقاضاة الاعتداءات العنصرية ضد الآسيويين والسكان المنحدرين من أصل آسيوي. في 8 مايو/أيار 2020، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش: "الوباء أطلق طوفانا من مشاعر الحقد وكراهية الأجانب، ولوم الغير، وبث الرعب في الناس" وحث الحكومات على أن "نُبادر إلى تعزيز مناعة مجتمعاتنا من فيروس الكراهية".
شجع قادة الحكومة وكبار المسؤولين في بعض الحالات بشكل مباشر أو غير مباشر على جرائم الكراهية، والعنصرية، وكره الأجانب باستخدام الخطاب المعادي للصين. العديد من الأحزاب والجماعات السياسية، بما فيها في الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وإيطاليا، وإسبانيا، واليونان، وفرنسا، وألمانيا استخدمت أيضا أزمة كورونا لإعطاء دفعة لنظريات معاداة المهاجرين، وتفوق البيض، والقومية المتطرفة، ومعاداة السامية، ونظريات المؤامرة المعادية للأجانب، التي تُشيطن اللاجئين، والأجانب، والأفراد البارزين، والقادة السياسيين.
قال جون سيفتون، مدير المناصرة في قسم آسيا في هيومن رايتس ووتش: "انتشرت العنصرية والاعتداءات الجسدية على الأشخاص الآسيويين ومن أصل آسيوي مع فيروس كورونا، وعلى القادة الحكوميين للتصدي بحزم لهذا التوجه. على الحكومات أن تعمل على توسيع نطاق التوعية العامة، وتعزيز التسامح، ومكافحة خطاب الكراهية، مع التحقيق في جرائم الكراهية ومقاضاتها".
أوصت لجنة الأمم المتحدة المعنية برصد تنفيذ الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري، التي صدقت عليها 182 دولة، بأن تعتمد الحكومات "خطط عمل وطنية لمكافحة التمييز العنصري". ينبغي أن تضع الخطط مناهج محددة لمكافحة العنصرية والتمييز، بدءا من تحسين مراقبة جرائم الكراهية إلى بث رسائل للعموم وبرامج التعليم التي تُشجع على التسامح. تحتاج الحكومات إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لاعتماد خطط عمل جديدة للتصدي لموجة العنصرية وكراهية الأجانب المرتبطة بفيروس كورونا.
منذ تفشي الفيروس، أصبح الآسيويون والأشخاص من أصل آسيوي هدفا للغة مهينة في تقارير وسائل الإعلام وتصريحات السياسيين وكذلك على منصات وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يبدو أيضا أن خطاب الكراهية المرتبط بفيروس كورونا انتشر على نطاق واسع. ربما يكون استخدام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مصطلح "الفيروس الصيني" واستخدام وزير الخارجية مايك بومبيو لـ "فيروس ووهان" قد شجع على استخدام خطاب الكراهية في الولايات المتحدة. رغم أن ترامب تراجع في أواخر مارس/آذار عن استخدام المصطلح ونشر تغريدة لدعم "مجتمعنا الآسيوي الأمريكي"، إلا أنه لم يُوجه أي رد حكومي محدد تجاه حماية الآسيويين والأشخاص من أصل آسيوي.
قال حاكم إقليم فينيتو في إيطاليا، وهي بُؤرة مبكرة للفيروس، للصحفيين في فبراير/شباط إن البلاد ستكون أفضل من الصين في التعامل مع الفيروس بسبب "اهتمام الإيطاليين القوي بالنظافة، وغسل اليدين، والاستحمام، بينما رأينا جميعا الصينيين يأكلون الفئران الحية". اعتذر لاحقا. سخر وزير التعليم البرازيلي من الصينيين في تغريدة تشير إلى أن الوباء جزء من "خطة الحكومة الصينية للسيطرة على العالم".
تزامنت الزيادات في الخطاب العنصري مع ارتفاع الهجمات العنصرية. منذ فبراير/شباط، تعرض الآسيويون والأشخاص من أصل آسيوي حول العالم للهجمات، والضرب، والبلطجة العنيفة، والتهديدات، والإساءات العنصرية، والتمييز الذي يبدو مُرتبطا بالجائحة.
في إيطاليا، جمعت منظمة المجتمع المدني "لوناريا" منذ فبراير/شباط أكثر من 50 تقريرا ورواية إعلامية عن الاعتداءات، والتحرش اللفظي، والبلطجة، والتمييز ضد السكان من أصل آسيوي. تحدثت منظمات حقوقية وجماعات أخرى في فرنسا، وأستراليا، وروسيا لـ هيومن رايتس ووتش أيضا عن الهجمات والمضايقة المرتبطة بفيروس كورونا ضد الأشخاص من أصل آسيوي.
في المملكة المتحدة، تعرض الآسيويون للّكم على الوجه، والسخرية منهم، واتهامهم بنشر فيروس كورونا. هاجمت امرأتان طلابا صينيين في أستراليا، لكمتا وركلتا أحدهم وصرختا "عودوا إلى الصين" و"أيها المهاجرون اللعينون". هاجم رجلان أمريكيا-صينيا في إسبانيا وضربوه بشدة لدرجة أنه دخل في غيبوبة لمدة يومين. هاجم رجل بسكين عائلة بورمية في تكساس.
في أفريقيا، هناك تقارير عن التمييز والهجمات على الآسيويين المتهمين بحمل فيروس كورونا، وكذلك الأجانب بشكل عام، بما في ذلك في كينيا، وإثيوبيا، وجنوب أفريقيا. في البرازيل، أبلغت وسائل الإعلام عن مضايقة وتجنب المنحدرين من أصل آسيوي.
في بعض الحالات، فرضت الحكومات حجرا صارما تعسفيا على العمال الأجانب فقط دون توفير رعاية صحية كافية، أو مساعدة مالية، أو خدمات أخرى يحتاج إليها العديد من العمال الآن للبقاء على قيد الحياة. في أوائل مايو/أيار، نفذت السلطات الماليزية غارات جماعية لاعتقال اللاجئين والعمال المهاجرين، بتهمة دون أساس أن مجتمع المهاجرين ولاجئي الروهينغا مسؤولين عن انتشار الوباء.
في مختلف الشرق الأوسط، اشتد الخطاب العنصري المستمر في الخطاب العام ضد العمال الأجانب بعد حدوث العديد من حالات تفشي فيروس كورونا في مناطق منعزلة ومكتظة بالعمال الأجانب، معظمهم من الآسيويين.
كما أُبلغ أيضا عن التمييز ضد الصينيين في كوريا الجنوبية، واليابان، وإندونيسيا.
لم يقتصر التمييز على الآسيويين أو المنحدرين من أصل آسيوي. في الهند وسريلانكا، حيث لم يفعل القادة الكثير لوقف تصاعد التمييز ضد المسلمين في السنوات الأخيرة، أُبلغ عن العديد من حالات الهجمات والتمييز ضد المسلمين الواضحة المرتبطة بفيروس كورونا. في ميانمار، استخدم القادة القوميون المتطرفون الوباء لتبرير التهديدات وخطاب الكراهية ضد المسلمين.
في أوائل أبريل/نيسان 2020، بدأت السلطات الصينية في مدينة غوانزو الجنوبية، بمقاطعة غوانغدونغ، التي تضم أكبر جالية أفريقية في الصين، أطلقت حملة لاختبار الأفارقة قسريا بحثا عن فيروس كورونا، وأمرتهم بالعزل الذاتي أو الحجر الصحي في فنادق محددة. ثم قام الملاك بإجلاء السكان الأفارقة، ما أجبر الكثيرين على النوم في الشارع، ورفضت الفنادق، والمتاجر، والمطاعم الزبائن الأفارقة. بشكل عام، لم تتعرض مجموعات أجنبية أخرى لمعاملة مماثلة.
قال سيفتون: "إدانة العنصرية بشكل متكرر وعلني جزء مهم من رد أي حكومة على فيروس كورونا. تحتاج الحكومات أيضا إلى تبني مبادرات تعليمية خاصة للجمهور، وتعزيز مراقبة جرائم الكراهية، وتقديم الدعم إلى المجتمعات ضحية التمييز والهجمات ذات الدوافع العنصرية. تتحمل شركات وسائل التواصل الاجتماعي مسؤولية حماية المستخدمين من المحتوى الذي يحض على الكراهية وكره الأجانب على منصاتها، وعليها استثمار الموارد الكافية للتصدي له والتخفيف من ضرره".
حالات خاصة بكل بلد
الولايات المتحدة الأمريكية
استمرت الأحداث المعادية لآسيا في الولايات المتحدة منذ تفشي فيروس كورونا، مع تقارير إعلامية عديدة في فبراير/شباط ومارس/آذار حول الهجمات والتمييز المرتبطين بالوباء. في أواخر أبريل/نيسان، قال ائتلاف من مجموعات آسيوية-أمريكية أنشأت مركزا للإبلاغ يُسمى "STOP AAPI HATE" أنه تلقى تقريبا 1,500 تقرير عن حوادث عنصرية، وخطاب الكراهية، والتمييز، والاعتداءات الجسدية ضد الآسيويين والأمريكيين-الآسيويين.
في إحدى الحوادث المعتادة، أفاد صيني أمريكي "كنت على الهاتف مع أمي نتحدث بلغة الماندراين عندما مرت امرأة ووجهت صرختها إلي ’ابعد عني فيروس كورونا الصيني هذا‘".
ما لا يقل عن 125 من الحوادث المُبلغ عنها كانت هجمات جسدية. ومن بين الحوادث المُبلغ عنها: "شاحنة مرت بجانبي وألقت شرابا [من مطعم للوجبات السريعة] على ظهري وصاحت ’أيها الصيني، أنت مقرف للغاية". وفي حادث آخر، قال أمريكي-آسيوي ينتظر حافلة إن رجلا:
بدأ يوبخني. تجاهلته ... [ثم] أُلقي علي شيء ذو وزن كبير بسرعة عالية – لم يُصبني لكنه أصاب جانب الحافلة بـ ضربة "مُقززة". وعلى الفور، أدركت حجم الصدمة التي قد يسببها هذا الشيء لو أنه أصاب رأسي.
كما أبلغت المجموعة عن مئات الحالات التي تعرض فيها الأمريكيون-الآسيويون للمضايقة في الأماكن العامة أو مُنعوا من الأعمال أو وسائل النقل، أو صُرخ فيهم في الأسواق، واتهموا "بجلب فيروس كورونا" إلى الولايات المتحدة، أو حُرموا من خدمات سيارات النقل مثل "أوبر" أو "ليفت".
في 4 مايو/أيار، أصدرت "رابطة مكافحة التشهير" قائمة بالأحداث شبه اليومية للهجمات العنصرية وحالات المضايقة من يناير/كانون الثاني حتى أوائل مايو/أيار. على سبيل المثال، في 3 مايو/أيار، صرخ شخص غريب في رجل آسيوي في مترو نيويورك: "أنت مصاب أيها الفتى الصيني، عليك النزول من القطار"، ثم حاول سحب الرجل من مقعده.
من مارس/آذار حتى أوائل مايو/أيار، هناك تقارير عامة عديدة عن اعتداءات جسدية عنيفة على أمريكيين- آسيويين، بما في ذلك في ولايات كاليفورنيا، ومينيسوتا، ونيويورك، وتكساس. لم يكن "NextShark"، وهو موقع على الإنترنت يُركز على الأخبار الآسيوية-الأمريكية، سوى عدد قليل من الرسائل يوميا قبل الوباء حول حالات التحيّز ضد الآسيويين؛ ويتلقى الآن العشرات.
قال أعضاء كبار في العديد من المنظمات الآسيوية-الأمريكية وغيرها من المنظمات غير الحكومية لـ هيومن رايتس ووتش إن العديد من أعضاء الجالية الآسيوية-الأمريكية الذين يعملون معهم تعرضوا للانتهاكات أو المضايقة، أو يعرفون شخصا تعرض لذلك.
لم يتخذ "مكتب التحقيقات الفيدرالي" والوكالات الفيدرالية الأخرى أي إجراءات محددة لمعالجة تزايد الهجمات العنصرية والتمييز، رغم أن العديد من حكومات الولايات والحكومات المحلية قد أنشأت خطوطا ساخنة وأمرت السلطات بالتحقيق في حالات الهجمات أو التمييز.
أُبلغ عن عدة اعتداءات عنيفة ضد أشخاص من أصول آسيوية عندما بدأ تفشي فيروس كورونا في بريطانيا في فبراير/شباط، بما فيها عدة اعتداءات جسدية أو ضرب.
في أوائل مايو/أيار، ذكرت "سكاي نيوز" أن بيانات حصلت عليها من خلال طلبات "حرية المعلومات" قُدّمت إلى مختلف قوات شرطة بريطانيا الإقليمية أظهرت ما لا يقل عن 267 جريمة كراهية معادية للآسيويين سُجّلت في جميع أنحاء البلاد بين يناير/كانون الثاني ومارس/آذار. في العديد من الولايات القضائية، كانت أرقام الأشهر الثلاثة الأولى من 2020 أعلى من عام 2018 كاملا أو 2019. أظهرت أرقام "شرطة النقل البريطانية" بين يناير/كانون الثاني ومارس/آذار، مثلا، حالات جرائم كراهية معادية للآسيويين (أو "معادية للصينيين") تُطابق إجمالي عدد الشكاوى طوال 2019.
أفادت منظمة "توقفوا عن الكراهية في المملكة المتحدة" المناهضة للعنصرية، في مارس/آذار أنها تلقت أعدادا متزايدة من المكالمات أو البلاغات حول "العنصرية، والتمييز، والإساءة اللفظية، الناجمة عن تصورات بأنهم من الجالية الصيني".
صرّح أكبر مسؤول في الشرطة البريطانية والمُكلّف بجرائم الكراهية على المستوى الوطني علنا أن قوات الشرطة تراقب جرائم الكراهية المعادية للآسيويين وتأخذها على محمل الجد. إلا أنه في إصدار حديث لإحصائيات الجرائم عموما أثناء تفشي فيروس كورونا، ركزت سلطات الشرطة على انخفاض الجريمة بشكل عام، دون الإشارة إلى ارتفاع جرائم الكراهية المعادية للآسيويين أو توضيح الخطوات التي تتخذها لوقفها.
لم تُقدّم العديد من قوات الشرطة المحلية في البلاد معلومات لـ سكاي نيوز ردا على طلبات حرية المعلومات حول جرائم الكراهية المتعلقة بـ فيروس كورونا. يُثير ذلك المخاوف حول ما إذا كانوا يجمعون بيانات بشأن جرائم الكراهية المعادية للآسيويين وما إذا كانوا يراقبون ويُصنفون جرائم الكراهية حسب العرق، رغم التوجيهات الرسمية الواضحة للقيام بذلك.
روسيا
تقريبا في 20 فبراير/شباط، بعدما منعت روسيا المواطنين الصينيين من دخول البلاد، بدأت شركة النقل المملوكة للدولة "موسكوترانس" تطلب من سائقي النقل العام في موسكو إبلاغ الشرطة عن الركاب الصينيين. أوقف الموظفون عدة ركاب باعتبارهم آسيويين وطلبوا أوراق الثبوتية وعدد بطاقات المترو التي معهم لتتبع تحركاتهم. في 24 فبراير/شباط، أرسلت السفارة الصينية رسالة إلى حكومة موسكو مطالبة باتخاذ خطوات لوقف الممارسة التمييزية. خلال الأسبوع الأخير من فبراير/شباط، قبل خضوع موسكو للإغلاق بمدة طويلة، داهمت الشرطة عدة مواقع لتحديد المواطنين الصينيين وإجبارهم على الحجر الصحي، بغض النظر عن تاريخ سفرهم.
قالت مجموعة "سوفا" الروسية، التي تراقب رهاب الأجانب والعنصرية، لـ هيومن رايتس ووتش إن هناك زيادة في الاعتداءات ضد الآسيويين منذ فبراير/شباط. كما أبلغت عن "موجة من التعليقات المهينة والعنصرية الموجهة إلى الصينيين ومواطني آسيا الوسطى على وسائل التواصل الاجتماعي" فيما يتعلق بـ فيروس كورونا.
أورد تقرير إعلامي صادر عن "لينتا" في 29 مارس/آذار عدة حسابات، بما فيها حالات لأشخاص يصرخون على الآسيويين أو مواطني آسيا الوسطى في مترو الأنفاق أو في الأماكن العامة، مؤكدين أن "الصينيين جلبوا فيروس كورونا إلى هذا البلد". خلال مارس/آذار، أُبلغ أيضا عن حالات تمييز ضد الأشخاص الذين يبدون آسيويين في نيجنفارتوفسك، ويكاترينبورغ، وتتارستان، ومخاتشكالا، من بين أماكن أخرى.
أستراليا
أُبلغ عن سلسلة من حالات الاعتداءات العنصرية والأعمال التخريبية ضد السكان ذوي الأصول الآسيوية في جميع أنحاء البلاد منذ تفشي فيروس كورونا. مثلا، كانت هناك تقارير في أواخر مارس/آذار في سيدني عن حالات كتابة جملة "الموت لآكلي الكلاب" أمام منزل رجل آسيوي وأشخاص يصيحون بإساءات عنصرية على شقيقتين، يدعونهما بـ "الكلاب الآسيوية" الذين "أحضروا فيروس كورونا هنا" و"عاهرة غبية".
بالقرب من ملبورن، أيضا في أواخر مارس/آذار، استُهدف منزل تابع لعائلة صينية-أسترالية بأعمال تخريب عنصرية ثلاث مرات في غضون أسبوع: في 20 مارس/آذار، وجدت العائلة عبارة "الموت للصين معقل فيروس كورونا" مطلية بالرش على باب مرآبهم. وفي وقت متأخر من الليلة التالية، ألقى شخص مجهول بصخرة كبيرة على إحدى نوافذهم. وفي 29 مارس/آذار، طُلي باب مرآبهم مرة أخرى، هذه المرة بعبارة "غادروا وموتوا".
في 15 أبريل/نيسان، هاجمت امرأتان في مجموعة طالبتين صينيتين في جامعة ملبورن وهما تصرخان بعبارات عنصرية مثل "عودا إلى الصين" و"أيتها المهاجرتان اللعينتان". لكمت إحدى النساء مرارا إحدى الطالبتين في الرأس، وبعد دفعها إلى الأرض، ركلتها عدة مرات في جذعها.
سجل مسح يركز على العنصرية الموجهة ضد الآسيويين والآسيويين-الأستراليين بسبب فيروس كورونا 178 حادثة خلال أول أسبوعين من أبريل/نيسان في جميع أنحاء البلاد. تلقى المسح الذي أجرته المجموعة المحلية "التحالف الآسيوي-الأسترالي"، حوالي 12 تقريرا يوميا منذ 2 أبريل/نيسان، تتراوح بين الشتائم العرقية والاعتداء الجسدي. كانت غالبية الحوادث العنصرية المُبلغ عنها - 62٪ - ضد النساء. كما أفادت "لجنة حقوق الإنسان الأسترالية" بارتفاع الشكاوى حول الاعتداءات العنصرية. أنشأت "الجامعة الوطنية الأسترالية" "تعدادا متحيزا" لتحسين جمع المعلومات حول ازدياد الحوادث المرتبطة بفيروس كورونا.
انتقد رئيس الوزراء سكوت موريسون الهجمات العنصرية المتعلقة بفيروس كورونا، قائلا للأستراليين "توقفوا". كما أدان آلان تودج، وزير الهجرة وشؤون التعدد الثقافي الأسترالي بالإنابة، تصاعد الاعتداءات العنصرية، ودعا عضو "البرلمان" التابع لـ "حزب العمل"، أندرو غايلز، وغيره من زعماء المعارضة الحكومة إلى إعادة إطلاق حملة وطنية لمكافحة العنصرية.
الهند
مع انتشار فيروس كورونا، ازداد خطاب الكراهية ضد المسلمين، الذي يُمثّل بالفعل مشكلة خطيرة ومتنامية منذ انتخاب "حزب بهاراتيا جاناتا" القومي الهندوسي في 2015.
في أبريل/نيسان، انهالت النداءات على وسائل التواصل الاجتماعي ومجموعات "واتساب" لمقاطعة المسلمين اقتصاديا واجتماعيا، بما في ذلك من قبل أنصار حزب بهاراتيا جاناتا. كما وقعت عدة اعتداءات جسدية على المسلمين، بما فيها على متطوعين يوزعون مواد الإغاثة، وسط أكاذيب تتهمهم بنشر الفيروس عمدا.
يبدو أن خطاب الكراهية ضد المسلمين قد ازداد بعدما أعلنت السلطات الهندية أن نتيجة فحص فيروس كورونا كانت إيجابية لعدد كبير من المسلمين بعد حضور تجمع ديني كبير في دلهي، نظمته الحركة التبشيرية الإسلامية الدولية "جماعة التبليغ". زاد مسؤولو حزب بهاراتيا جاناتا الأمر سوءا عندما وصفوا تجمع الجماعة بأنه "جريمة طالبانية" و"إرهاب كورونا". استخدمت بعض وسائل الإعلام الرئيسية الداعمة لحزب بهاراتيا جاناتا مصطلحات مثل وسم "جهاد الكورونا"، ما تسبب في انتشاره على وسائل التواصل الاجتماعي.
ازداد الوضع حدة لدرجة إصدار "منظمة الصحة العالمية" بيانا تحذيريا، مشيرة إلى أنه "من المهم جدا ألا نُصنف الحالات على أساس الانتماءات العرقية والدينية".
لم يُدن رئيس الوزراء ناريندرا مودي خطاب الكراهية ضد المسلمين بشكل صريح، لكنه غرّد "فيروس كورونا لا يرى العرق، أو الدين، أو اللون، أو الطائفة، أو المذهب، أو اللغة، أو الحدود قبل أن يصيب. ينبغي لاستجابتنا وإجراءاتنا اللاحقة أن تُلحقا السيادة بالوحدة والأخوة. نحن في هذا معا". لكن السلطات الهندية على الصعيدين الوطني والمحلي لم تتخذ خطوات كافية لوقف الجو السام المتزايد أو إجراء تحقيقات كافية في الاعتداءات حسب الاقتضاء.
سريلانكا
أدلى العديد من المسؤولين الحكوميين بتعليقات علنية واصمة حول الأقلية المسلمة في سريلانكا في سياق الجائحة، حيث أُبلغ عن خطابات كراهية في جميع أنحاء البلاد. يشمل ذلك الادعاءات بأن المسلمين مسؤولون عن انتشار الجائحة عن عمد، إلى جانب دعوات لمقاطعة الشركات الإسلامية. راسلت المنظمات الإسلامية الحكومة في 12 أبريل/نيسان للفت انتباهها إلى ازدياد خطاب الكراهية في سريلانكا.
أصدرت الحكومة السريلانكية قانونا في 27 مارس/آذار ينص على حرق أي شخص يموت بسبب مضاعفات فيروس كورونا، وهو ما يتعارض مع الشعائر الإسلامية. قالت منظمة الصحة العالمية إن حرق الجثث يجب أن يكون "خيار يتعلق بالعادات والطقوس والموارد المتاحة"، وليس ضروريا لمنع انتشار فيروس كورونا. أصدر أربعة مقررين خاصين لـ "الأمم المتحدة" رسالة في 8 أبريل/نيسان خلصوا فيها إلى أن القانون يُمثل انتهاكا لحرية الدين ولفتت الانتباه إلى خطاب كراهية المسلمين ووصم المسلمين الذين ثبتت إصابتهم بفيروس كورونا. تلقى رجل مسلم، رمزي رزيق، الذي كتب ضد قانون حرق الجثث على "فيسبوك"، تهديدات بالقتل. عندما اشتكى إلى الشرطة، اعتُقل في 9 أبريل/نيسان.
الالتزامات القانونية الدولية
تُلزم "الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري" البلدان بأن "تشجب التمييز العنصري" وتتخذ تدابير تهدف إلى "القضاء على التمييز العنصري بكافة أشكاله وتعزيز التفاهم بين جميع الأجناس" بينما تتعهد "بعدم تشجيع أو حماية أو تأييد أي تمييز عنصري يصدر عن أي شخص أو أية منظمة". يجب على الدول "بجميع الوسائل المناسبة... حظر وإنهاء أي تمييز عنصري يصدر عن أي أشخاص أو أية جماعة أو منظمة".
ذكرت "لجنة القضاء على التمييز العنصري"، التي أُنشئت لرصد أحكام الاتفاقية، في توصية عامة حول مكافحة خطاب التحريض على الكراهية العنصرية أن "رفض المسؤولين الحكوميين رفيعي المستوى الرسمي لخطاب التحريض علـى الكراهية وإدانتهم لأفكار الكراهية يلعب دورا هاما في النهوض بثقافة قوامها التسامح والاحتـرام". توصي اللجنة الحكومات بإجراء "الحملات الإعلامية والسياسات التعليمية التي توجه الانتباه إلى الأذى الذي يتسبب فيه خطاب التحريض على الكراهية العنصرية"، وأن تدريب الشرطة والأنظمة القانونية "أساسي" لتعزيز "التعرف على المعايير الدولية التي تحمى حرية الرأي والتعبير والقواعد التي تحمي من خطـاب التحريض على الكراهية العنصرية".
قالت هيومن رايتس ووتش إنه بالنظر إلى تصاعد العنصرية المعادية للآسيويين وغيرها من أشكال العنصرية وكراهية الأجانب المتعلقة بجائحة فيروس كورونا، ينبغي لجميع الحكومات تبنّي خطط عمل جديدة ملائمة للظروف الجديدة والمتغيرة للتصدي للأشكال الناشئة من التمييز وكره الأجانب. أوجزت "المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان" أفضل الاستراتيجيات لاعتماد خطط العمل في مجموعة من المبادئ التوجيهية الصادرة في 2014.
شرح الصورة: في هذه الصورة، يساعد رجل صاحب متجر في التقاط منصة عرض بعدما قامت مجموعة من المراهقين بتخريب المتجر في الحي الصيني في سان فرانسيسكو في 16 مارس/آذار 2020.