أصوات من مجتمع الميم في
عندما أصدرت "هيومن رايتس ووتش" و"المؤسسة العربية للحريات والمساواة" "لست وحدك: أصوات من مجتمع الميم في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا"في أبريل/نيسان 2018، ساعدت مقاطع الفيديو على إيصال رسالة إلى الأشخاص المعزولين من المثليين/ات ومزدوجي/ات التوجه الجنسي ومتغيري/ات النوع الاجتماعي (مجتمع الميم) في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مفادها أنه من الممكن أن يتصالح المرء مع هويته، ويجد الدعم ويكون جزءا من مجتمع صامد. الآن، ينظر مقطع فيديو جديد لـ هيومن رايتس ووتش والمؤسسة العربية للحريات والمساواة إلى الخرافات التي تحيط بمجتمع الميم في العالم العربي. تحدث نشطاء من مجتمع الميم إلى هيومن رايتس ووتش لمواجهة تلك الخرافات، ووصف كيف تؤثر الخرافات والقوالب النمطية على حياتهم.
كرجل مثلي بشكل علني وناشط من مجتمع الميم، قال فاروق عاشور لـ هيومن رايتس ووتش إنه واجه تهديدات بالقتل من قبل الميليشيات في ليبيا. في البداية لم يأخذها على محمل الجد، ولكن أتت مجموعة من الميليشيات إلى مكتبه.
أدرك أنه ليس بمأمن في بلاده وهو الآن يلتمس اللجوء في هولندا. قال إنه لا يمكن أن يعيش بحرية في ليبيا، خاصة وأن بعض الناس ما زالوا يعتقدون أن كون الإنسان من مجتمع الميم هو مرض.
قال، "الأمر ليس مرضا أو مشكلة تحتاج إلى معالجة"، مضيفا أن على سكان المنطقة البحث عن إجابات في المكان الذي يثقون فيه أكثر – سواء أكان ذلك الدين أو الدراسات الطبية.
في 1992، أزالت "منظمة الصحة العالمية" المثلية الجنسية من التصنيف الدولي للأمراض. منذئذ، صرحت الجمعيات الطبية في جميع أنحاء العالم، من لبنان إلى البرازيل مرورا بالهند، أن الانجذاب إلى الأشخاص من نفس الجنس ليس اضطرابا عقليا.
يلبس فاروق ملابس فاقعة الألوان ويعتنق أسلوبه المفعم بالحيوية، وهو ما لم يفعله في وطنه خوفا من لفت الأنظار.
قال: "عمري 30 عاما، ولكني شعرت أنني ولدت مجددا في هولندا".
طوال حياته، صادف فاروق أشخاصا يصدقون الخرافة القائلة إن صدمة في الطفولة هي ما "جعلته" مثليا.
وقال، "إنها الخرافة الأكثر إزعاجا التي واجهتها"، مضيفا أن حتى بعض الأشخاص من مجتمع الميم يعتقدون أن توجههم الجنسي أو هويتهم الجندرية هي نتيجة للصدمة.
خلال عمله كناشط، التقى فاروق رجلا يعتقد أنه مثلي الجنس لأنه تعرض لصدمة جنسية وهو طفل. كان على فاروق أن يشرح له أن أشخاصا آخرين لم يعانوا من الصدمات كانوا مثليين أيضا، وهذا أمر طبيعي تماما.
تبديد هذه الخرافة يمثل تحديا، حيث لا يستطيع الأشخاص من مجتمع الميم في ليبيا التحدث بحرية وصراحة. نظرا لأن كانت لديه موارد ودائرة من الأصدقاء من مجتمع الميم، أيقن فاروق سخافة الفكرة القائلة إن صدمة الطفولة تسبب المثلية الجنسية. ولكن بالنسبة للأشخاص الذين هم وحدهم، قد يكون الأمر أصعب بكثير.
قال فاروق، "بالنسبة للأشخاص من مجتمع الميم أقول: هويتك ليست ناتجة عن الصدمة، فهي بداخلك وهي طبيعية تماما. يجب ألا تلوم نفسك على من تكون".
ليز، وهي امرأة متغيرة النوع الاجتماعي من الجزائر، هي من مؤسسي واحدة من أوائل مجموعات مجتمع الميم في شمال أفريقيا. قالت إنها هربت من الجزائر في 2009 بسبب تهديدات بالقتل – في أحد التهديدات، قيل لها إنها ستُقتل إذا لم تغادر البلاد خلال 10 أيام.
عاشت لفترة في لبنان. لكن عندما احتجزتها الشرطة بسبب التباس في هويتها، وأبقوها رهن الاحتجاز – حتى بعد توضيح الأمر – لأنها كانت متغيرة النوع الاجتماعي، ظنت أنها لن تخرج أبدا. كانت خائفة من أنها إذا خرجت، فإنهم سيعيدونها إلى الجزائر، حيث كانت تخشى على حياتها.
تعيش الآن في أوروبا، حيث تدرس الحقوق.
تتحدث ليز، بابتسامتها الودية وصوتها اللطيف، بعمق عن الطريقة التي أضرت بها المفاهيم الخاطئة عن كونها متغيرة النوع الاجتماعي.
نظرا لأنها ´كوير´ بالإضافة إلى كونها متغيرة النوع الاجتماعي، فهي تتعامل دائما مع أسئلة من أشخاص لا يفهمون سبب تحولها إلى أنثى إذا كانت تنجذب أيضا إلى النساء.
وقالت: "الأمر يزعجني كثيرا، أولا لأنه ليس من شأن أي شخص، ولكن أيضا، كوني متغيرة النوع الاجتماعي لا يعني أنني ´سترِيْت´ (مغايرة التوجه الجنسي). نحن بحاجة إلى الخروج من هذه الثنائيات لأنها مضرة للجميع".
كافحت ليز لفترة طويلة لأنها لم تكن لديها فكرة أن تغيّر النوع الاجتماعي ممكن. تعرضت للتخويف من قبل معلميها وأقرانها بسبب التصرف بأنثوية وافترضت لوقت طويل أنها رجل مثلي.
لا تزال معظم البلدان لا تعترف رسميا بمتغيري النوع الاجتماعي أو تسمح لهم بتغيير جنسهم في الوثائق الرسمية بشكل قانوني.
"ظللت أشعر بأن هناك شيئا مفقود، وأنه لا يوجد أحد يشبهني، وأن هناك مشكلة بي".
عندما شاهدت ليز أخيرا امرأة متغيرة على التلفزيون، كانت غارقة في السعادة.
تحدت عائلة ليز خرافة أخرى تمت مناقشتها في هذا الفيديو – وهي أن الآباء والأمهات العرب لن يتقبلوا أبدا أولادهم من مجتمع الميم. على الرغم من أن الأمر استغرق بعض الوقت، قبلت أسرة ليز هويتها، بمساعدة أختها.
"الآن، يخاطبني [والدي] بصفتي ابنته ولا يتحدث عن الماضي، فهو يحبني كما أنا الآن".
وعندما سئلت ليز عما ستقوله لمتغيري النوع الاجتماعي، قالت إنها توصيهم بالبحث عن الدعم والتوجيه.
قالت: "أهم شيء في حياتك هو أنت".
ريما من بلدة صغيرة في تونس. تبدو مرتاحة وواثقة في هذا الفيديو، وهي ترتدي طربوشا أحمر وتضحك مع الناشطين الآخرين.
تعاملت ريما مع الخرافة القائلة إن المثليات دائما ما يكن ذكوريات – فغالبا ما يقال لها إنها "لا تبدو مثلية". في دوائر مجتمع الميم، كان عليها أن تدافع عن نفسها بأنها "مثلية بدرجة كافية".
بعد وقت قصير من تصوير هذا الفيديو، حُظر عليها دخول لبنان، حيث تم التصوير، لأنها حضرت مؤتمرا حول قضايا مجتمع الميم. وقالت إن ضباط "الأمن العام"، المسؤولين عن إدارة الحدود، اتهموها بـ "تشويه المجتمعات والأخلاق العربية".
في العديد من البلدان، نشر السياسيون والقادة الدينيون المناهضون لمجتمع الميم الخرافة القائلة إن ناشطي مجتمع الميم يفسدون الثقافات المحلية بالأفكار الغربية.
تعتقد ريما أن هذه الخرافة هي الأكثر "استفزازا" على الإطلاق، مضيفة أن الناشطين يواجهون هذا الاتهام كل يوم.
خرافة أن نشطاء من العرب من مجتمع الميم يقلدون الغرب لا ترى أن الناشطين في المنطقة قد طوروا حركتهم الخاصة بهم، بناء على تجاربهم التي عاشوها، بدلا من أن تكون صدى لنظرائهم الغربيين.
وقالت ريما: "منظمات [مجتمع الميم] لا تقلد الغرب!" وأشارت إلى أن بعض المجموعات تعمل على تحطيم القوالب النمطية التي تنظر إلى هويات مجتمع الميم على أنها واردات غربية، بما في ذلك عن طريق إيلاء اهتمام وثيق لمصادر التمويل والمجموعات التي يتشاركون معها.
إذا نظرت ريما إلى الوراء في التاريخ العربي والإسلامي، فستجد وفرة في النصوص التي تشير إلى الرغبة بين الأشخاص من الجنس نفسه، بما في ذلك من الشاعر أبو نواس، والخليفة العباسي الأمين، ورئيس الوزراء العثماني مصطفى رشيد باشا، والكاتب من القرن الثامن الجاحظ، أو كتابات الفقيه التونسي في القرن الـ13 شهاب الدين التيفاشي.
منذ أن منعت ريما من دخول لبنان، مُنع خمس أشخاص آخرين من منظمتها ومجموعات أخرى من مجتمع الميم من دخول البلاد.
يزعج ريما أن ترى لبنان، المعروف سابقا بالقبول والانفتاح، أقل تسامحا وأمانا.
من خلال استضافة المهرجانات السينمائية وغيرها من الأحداث التي تنظر في شؤون مجتمع الميم في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أصبح لبنان مركز الصدارة في المنطقة لفضحه الخرافات، بحسب ريما. لكن إغلاق هذه المساحة قد يعرض ذلك للخطر، مع وجود مخاطر كبيرة بشكل خاص على الآتين من البلدان التي لا تتم فيها مناقشة قضايا مجتمع الميم علنا.
محمد حجيج رجل لبناني يعلن مثليته، لكنه مثل ريما، عندما بدأ لأول مرة بقبول هويته الجنسية، أخبره رجال آخرون مثليون أنه "لا يبدو مثليا". بالإضافة إلى جميع الخرافات الأخرى، كان عليه التعامل مع تلك التي يتناقلها الأشخاص من مجتمع الميم أنفسهم – مثل أن المثليين والمثليات يجب أن يظهروا بطريقة معينة ويتناسبوا مع صورة نمطية معينة.
شعر بالعزلة عن مجتمع مغايري التوجه الجنسي ومجتمع الميم على حد سواء، ولم يشعر بقبول كامل من قبل أي مجموعة بينما كان يكافح من أجل التصالح مع هويته.
قال: "مررت بسنوات من التنمر في المدرسة والجامعة لكوني مثليا، وعندما كنت أخيرا مستعدا لأكون من مجتمع الميم، قال لي الناس إنني لا أتطابق مع فئة المثليين".
عرف محمد أيضا أشخاصا كانوا يظنون أن المثليين قد لعنهم الله ويحتاجون إلى علاج، أو أنهم "غير طبيعيين" ويستحقون الشفقة.
تعرض الأشخاص من مجتمع الميم في جميع أنحاء العالم لما يسمى "علاج التحول" على أيدي الأطباء النفسيين أو المرشدين أو الشخصيات الدينية لمحاولة تغيير توجههم الجنسي أو هويتهم الجندرية.
"بالنسبة إلي، فإن سماع هذه الأشياء كان مربكا للغاية، واستغرق الأمر وقتا طويلا حتى أتخلص منها".
ما جعل الأمور أكثر إيلاما هو أن والدَي محمد، اللذين عرفا عن هويته الجنسية من خلال نشاطه على وسائل التواصل الاجتماعي، توفيا قبل أن يتقبّلاه.
يمكن للنبذ الاجتماعي أن يصعّب على الأشخاص من مجتمع الميم التحدث بصراحة مع أفراد الأسرة. بالنسبة إلى محمد، كان الخوف من الرفض قويا.
قال: "الآن بعد أن شعرت بالقوة الكافية وأصبحت على استعداد لمواجهة هذه الخرافات، لم يعد الأشخاص الذين أردت أن أكشف عن هويتي أمامهم هنا".
بحسب محمد، فإن الإعلام في لبنان ينشر الخرافات الخطيرة. غالبا ما تكون معرفة الناس بالأشخاص من مجتمع الميم عبر التلفزيون – خاصة بالنسبة إلى الجيل الأكبر سنا – وتستخدم البرامج التلفزيونية قصص مجتمع الميم كـ"عامل صدمة" لزيادة نسب المشاهدة. هذا يصعّب على العائلات أن تفهم أبناءها عندما يكشفون عن هوياتهم، لأنهم لم يروا سوى الخرافات السلبية عن هويات مجتمع الميم.
"كل هذه البرامج التي تستضيف أشخاصا من مجتمع الميم لتعرضهم... أعادت الهدف الذي حاربنا من أجل تقدمه سنوات عديدة إلى الوراء".
يفخر محمد بالمدى الذي وصل إليه في فهم نفسه، ويريد من الأشخاص الآخرين من مجتمع الميم في الشرق الأوسط أن يعرفوا أن لديهم الدعم والتضامن من مجتمعهم.
"لا تعاني من أي مشكلة، أنت لست مريضا. الحب لم يكن يوما مرضا، وكل ما نفعله هو المحبة".
Activists' stories compiled and written by Rasha Younes and Philippa H. Stewart.
تواصل
الجزائر
Alouen
@AAlouen
https://facebook.com/AAlouen
TransHomoDz
www.transhomosdz.org
@TRANSHOMOSDZ
https://facebook.com/LGBTQIAlgerie
Mahabba
https://facebook.com/CollectifMahabba/?fref=gc&dti=745007802265670&hc_location=ufi
Le collectif féministe d'Alger
مصر
Bedayaa
@Bedayaa1
Mesahat
@Mesahat1
Rainbow Egypt
@rainbowegyptorg
Solidarity with LGBT Egypt
https://solidaritywithegyptlgbt.wordpress.com
@swelgbtq
https://facebook.com/swelgbtq
العراق
Rasan Organization
www.rasanorg.org
@Rasan_Org
https://facebook.com/rasanorganization
Iraqueer
www.iraqueer.org
@IraQueer
https://facebook.com/IraQueer
الأردن
Rainbow Street
Site: https://t.co/FSzWCPHtlg
@RainbowStweet
https://www.facebook.com/RainbowStreetOrg
MyKali
Site (English): https://goo.gl/7zLNAo
Site (Arabic): https://goo.gl/77mkR4
@mykali_mag
https://www.facebook.com/mykalimag
LGBT Jordan
@LGBTJordan
https://facebook.com/LGBTIjordan
لبنان
AFE
www.afemena.org
@AFEMENA
https://facebook.com/afemena.org
Helem
www.helem.net
@HelemLebanon
https://facebook.com/Official-Page-for-Helem-Lebanon-133916233311662
MOSAIC
www.mosaic-mena.news
@MOSAIC_MENA
https://facebook.com/MOSAIC.MENA
M-Coalition
www.m-coalition.org
@themcoalition
https://facebook.com/mcoalition
المغرب
Akalyat
www.akaliyatmag.com
@akaliyat1
@AkaliyatMag
https://facebook.com/Association.Akaliyat
UFL
@UnionFemLibre
https://facebook.com/UnionFeministeLibre
Mouvement alternatif pour les libertés individuelles (MALI)
https://medium.com/mali-maroc
@MALImaroc
https://facebook.com/MALIMaroc09
فلسطين
Aswat
www.aswatgroup.org
@AswatGroup
https://facebook.com/aswat.voices
AL QAWS
www.alqaws.org
@alQaws
https://facebook.com/AlQawsorg?ref_type=bookmark
تونس
Mawjoudin
www.mawjoudin.org
@Mawjoudin
https://facebook.com/mawjoudin.tn
Chouf
@ChoufTn
@ChoufMinorities
https://facebook.com/CHOUF-1513828662208035
Damj
www.damj.co
@AssociationDamj
https://facebook.com/damj.tunisie