Jordan Jordan |
الإساءات الأخرى في السجون
حسب القانون الدولي فإن السجناء يتمتعون بأغلب الحقوق التي يتمتع بها غيرهم من الأشخاص المحرومين من حريتهم، مثل الحق في مستوى معيشة ملائم، بما في ذلك إمكانية الحصول على أعلى مستويات الرعاية الصحية المتوافرة،58 والطعام والشراب الملائمين.59 ونتيجة لعزلتهم، فإن للسجناء أيضاً حقوق خاصة بالاتصال بالعالم الخارجي.60 ويمكن للمحاكم أن تحرم الأشخاص من حريتهم عقاباً على أعمال إجرامية، لكن لا يمكنها حرمانهم من هذه الحقوق الأخرى. إلا أن في السجون الأردنية عام 2007 عانى السجناء من أوضاع صحية غير ملائمة، ومن الغذاء غير الملائم ومن اقتصار القدرة في أغلب الأحيان ودون ضرورة على الاتصال بالعالم الخارجي.
الخدمات الصحيةعادة ما يخدم الأطباء كل السجناء الأردنيين، لكن تبين من أبحاث هيومن رايتس ووتش أن إمكانية الحصول على الرعاية الصحية وجودتها هي إمكانية وجودة متواضعة. وتفشل إدارة الخدمات الصحية في الوفاء حتى بالمتطلبات الخاصة بالقانون الأردني للرعاية الصحية في السجون. وتدير وزارة الصحة الرعاية الصحية في السجون، لكن مدير السجن التابع لوزارة الداخلية يتمتع بالسلطة المباشرة على العاملين الطبيين.
وفي سجن العقبة، بسعة 192 سجيناً، لا يزور الأطباء السجن إلا ثلاث مرات أسبوعياً، حسب ما ذكر مدير السجن.61 وجعل هذا من المستحيل الالتزام بالقانون الأردني الخاص بمراكز الإصلاح والتأهيل الذي يستلزم أن تقوم إدارة السجن بإجراء الكشف الطبي لدى دخول النزيل إلى السجن وقبل وضعه في الحبس الانفرادي.62 وفي سجن الجويدة، قال الصيدلاني لـ هيومن رايتس ووتش إن طبيبي السجن الذين يعملان بالمناوبة كلٍ في بعض الأيام هما المسؤولان عن مركزي احتجاز الرجال وسجن النساء المنفصل والمُضموم إلى مركزي احتجاز الرجال.63 وقال طبيب السجن إنه يقابل 150 مريضاً يومياً.64 وإذا كان الطبيب في سجن الرجال، فهو لا يتوافر لمقابلة المريضات، والعكس صحيح.65 وفي سجن سواقة، أكبر سجون الأردن، يحاول خمسة أطباء علاج أكثر من 2000 سجين.66 وفي الموقر، كان طبيبان يرعيان 896 نزيلاً يوم زيارة هيومن رايتس ووتش.67
وطبيب السجن في بيرين – أصغر مركز احتجاز – قال لـ هيومن رايتس ووتش إنه يعالج 70 حالة أو أكثر يومياً.68 وعادة ما يساعد الأطباء ممرض أو ممرضة، لكن لا يحصلون على أية مساعدة إضافية. وفي كل من بيرين وقفقفا والموقر والجويدة وسواقة، طلب سجين أو اثنين من هيومن رايتس ووتش أثناء الزيارات إخطار طبيب السجن والمدير بأنه – السجين – لا يمكنه الحصول على الرعاية الطبية.69 وفي الجويدة، قال نزيل مُستجد إنه يخشى أن يفوته إجراء عملية جراحية مُخطط لها منذ فترة طويلة بسبب حبسه مؤخراً.70 وأظهر سجين آخر هناك لـ هيومن رايتس ووتش ذراعه المكسور والواضح أنه مكسور، مع بروز جزء من عظامه من تحت جلده.71 وقال أطباء المستشفى الذين عالجوه في بادئ الأمر، قبل اعتقاله، إن ذراعه كان بحاجة إلى إجراء عملية جراحية قبل تجبيره، لكن مدير السجن لم ينسق مع المستشفى وبالتالي لم يتم إجراء العملية للسجين.72 واشتكى السجناء من أن الأطباء يعاملون أي علة بالعقاقير المخففة للآلام ولا يقدمون رعاية متخصصة أفضل.73 وقال سجين في الجويدة يشتكي من آلام في سلسلة الظهر: "لا يتواجد الطبيب إلا من الساعة الثامنة صباحاً حتى الحادية عشرة صباحاً. وهو سيئ للغاية ولا يعطيني غير الإيبوبروفين [مُسكن للآلام]". ويرى البعض الطبيب عدواً، إذ قال أحدهم: "يعاملك الطبيب كأنه يريد أن يضربك".74
ولا يحق للسجناء بموجب القانون الأردني السعي للحصول على رأي طبي ثاني من طبيب مختلف، على الرغم من أن مدير سجن الموقر ركاد الهلالات قال إنه يسمح عموماً للسجناء بالاستمرار في مقابلة الأطباء الاختصاصيين الخاصين بهم إذا كانت لديهم مشكلات طبية سابقة لدخولهم السجن.75 إلا أنه لا يسمح لهم بجلب عقاقيرهم الطبية الخاصة بهم.76 والمعايير الدولية تنص على حق السجين في السعي للحصول على رأي طبي ثانٍ.77 ومن الشكاوى الطبية المتكررة المشكلات في التنفس، وتتفاقم نتيجة للتدخين داخل الأقسام، في ظل تواجد 28 إلى 50 فراشاً في الحجرة. وقال أحد السجناء لـ هيومن رايتس ووتش إنه مُصاب "بالربو ومرض رئوي
والأنظمة الخاصة بقانون مراكز الإصلاح والتأهيل تضمن لكل سجين "رعاية صحية كافية
بالإضافة إلى الأطباء العامين، فإن السجون توفر خدمات أطباء الأسنان والأطباء النفسيين، وفي بعض الأحيان أطباء الجلدية. وأفاد طبيب سجن العقبة أنه يحيل حالتين إلى ثلاث حالات يومياً إلى الطبيب النفسي. وفي وقت زيارة هيومن رايتس ووتش، كانت سلطات السجن قد نقلت أربعة سجناء من سجن بيرين بسعة 650 سجيناً، وسبعة من سجن السلط بسعة 500 سجين، و17 من سجن الجويدة بسعة 1140 سجيناً، إلى مستشفى فحيص النفسي، الذي يستضيف السجناء المرضى نفسياً. وفي السجون الأكبر تتم زيارة الطبيب النفسي مرة أو مرتين أسبوعياً.81
ويبدو أن هذه الخدمات غير ملائمة بالمرة لكم الاحتياجات الخاصة بالصحة النفسية لجمهور السجناء. وفي فبراير/شباط ومارس/آذار 2008 أجرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر تقييماً بتوفير الرعاية الصحية في سجون الأردن. وفيما ما زالت النتائج التي خلصت إليها غير مُعلنة، فإن طبيب مشارك في اللجنة الدولية للصليب الأحمر قال للإعلام في أغسطس/آب إن "المورد الأكثر نقصاً هو اليد العاملة
وقال جليل السجين في قفقفا لـ هيومن رايتس ووتش: "لقد طلبت مقابلة الطبيب للتحدث عن صحتي النفسية لكن لم يتحقق لي هذا. وطلبت بعد شهر. إنني أشعر بالاكتئاب ويثور غضبي بسهولة أكثر الأحيان".83 وجعلت الصحة النفسية لجار هذا السجين – وهو بدوره رهن الحبس الانفرادي – غير قادر على الرد على أسئلة هيومن رايتس ووتش على ما يبدو. ويبدو أن سجين آخر في سجن سواقة مضطرب نفسياً، لم يتمكن من متابعة حوار عادي، لكنه لا يلقى الرعاية النفسية المتخصصة.84 وقال سجين آخر في الجويدة يلقى العلاج النفسي منذ 12 عاماً ودخل مؤخراً مستشفى الفحيص النفسي لمدة شهر، قال لـ هيومن رايتس ووتش: "الطبيب النفسي يأتي مرة شهرياً. وجاء منذ أسبوعين، لكنني لم أتمكن من مقابلته. وحاولت أسرتي إعطائي الأدوية، لكن لم يتمكنوا. وهنا إذا اشتكيت كثيراً يضعونك في الحبس الانفرادي".85
ومما لا شك فيه أن الحبس الانفرادي للنزلاء في الزنازين الفردية له آثار سلبية كثيرة على الصحة النفسية للنزلاء. وزنازين الحبس الانفرادي في قفقفا تقع تحت الأرض، ولا يصلها الضوء الطبيعي، وهي مغلقة بأبواب معدنية ثقيلة في بيئة مظلمة عطنة. وجميع النزلاء الذين ينتظرون تنفيذ أحكام الإعدام بحقهم يخضعون أيضاً للحبس الانفرادي، ويستخدم مدراء السجون الحبس الانفرادي لفترات قصيرة كإجراء تأديبي في أحيان كثيرة.86 وقال ثلاثة سجناء في سجن الجويدة كل على انفراد لـ هيومن رايتس ووتش إنه يوجد "حجرة سوداء" تُدعى "الصديلية"، يُرسلهم الحراس إليها على سبيل العقاب، وتستغرق الإقامة مدة قد تصل إلى الشهر. وهذه الحجرة أكبر من الزنازين الانفرادية، وتسع لثلاثة أو أربعة سجناء في وقت واحد، لكن لا يدخلها أي ضوء.87
وطبقاً لما ذكره الاختصاصيين الطبيين الذين قابلتهم هيومن رايتس ووتش، فلا يعالج أي من الأطباء النفسيين أو الأطباء العامين وقائع الاغتصاب في السجن. والاغتصاب في السجن واقعة متكررة، حسب ما قال سجين سابق وسجناء حاليين في ثلاثة سجون مختلفة لـ هيومن رايتس ووتش.88 وقد تحدثوا بالألمانية والإنجليزية والفرنسية كي لا يسمعهم ويفهمهم باقي السجناء. ولا يوفر الأطباء للسجناء واقي ذكري.
وعرفت هيومن رايتس ووتش بحادثي انتحار في سجن قفقفا، واحد في 14 أبريل/نيسان والآخر في 14 أغسطس/آب 2007، وتحدثت إلى الزملاء من السجناء عن الحادثين. وقام السجينان المنتحران بشنق نفسيهما، وهذا – حسب الزعم – بعد التعرض للضرب المبرح. وقال سجين آخر لـ هيومن رايتس ووتش إن زميله في الزنزانة بدت عليه أمارات الاكتئاب عشية تلقيه الضرب، وأن جسده تظهر عليه كدمات كثيرة.89 العلاج بزيت الخروعأخبر جميع مدراء السجون هيومن رايتس ووتش بما تم اكتشافه حديثاً عن تهريب المخدرات والأسلحة. ومن الشائع، حسب قولهم، أن يبتلع السجناء بالوناً مليئاً بأقراص للعلاج النفسي أو موسى حلاقة وغيرها من الأدوات الحادة.90 وحين يرتاب حراس السجن في جلب النزيل أو السجين الجديد لمواد غير قانونية وهو عائد من جلسة محكمة أو المستشفى، يجبرونه على تناول ثلاثة أقراص من زيت الخروع، التي تسبب سريعاً الإسهال. وقال مدير سجن دون مداراة لـ هيومن رايتس ووتش إن السجن يشتري الأقراص من السوق الحرة.91
وأخبر السجناء هيومن رايتس ووتش بالإجراءات اللاإنسانية والمهينة الخاصة بالعلاج بزيت الخروع. وفي الموقر قال السجناء لـ هيومن رايتس ووتش إن الحراس أجبروا أكثر من 12 عائداً على الجلوس عراة على صف من الدلاء بانتظار بدء مفعول الأقراص، ويبدأ خلال 30 دقيقة عادة. وقال أحد السجناء، لؤي، لـ هيومن رايتس ووتش: "كنت مضطراً للذهاب لدورة المياه لكن الحراس رفضوا. الأقراص تجعلك تتبرز بعد دقيقة. جلبوا لي وعاء لكنني لم أرغب في فعلها هكذا أمام الجميع، فقلت: سأتبرز على نفسي وستكون الرائحة كريهة
وأقر مسؤولو السجون بإجبار السجناء على ابتلاع أقراص زيت الخروع، لكنهم أصروا على أن هذا هو الأفضل بين شرين: "ليس لدينا المعدات اللازمة لفحص جميع السجناء بالأشعة السينية لاكتشاف وجود البالونات التي تحتوي على المخدرات. فنعطيهم زيت الخروع".95 وتوجد مثل هذه المعدات في المستشفيات، لكن المسؤولين يرون الكلفة والوقت اللازمين مرتفعين على إحالة أغلب السجناء إلى هناك. وقد تقدم برنامج مساعدة الاتحاد الأوروبي بعطاء لتقديم معدات لاكتشاف المواد المحظورة المستخدمة في السجون، بحلول يونيو/حزيران 2008.96 وفي يوليو/تموز 2008 أخطر مدير إدارة مراكز الإصلاح والتأهيل شريف العمري هيومن رايتس ووتش بأنه توقف عن استخدام حبوب زيت الخروع كمُلين في السجون.97 الطعام والمياه ومرافق الصرف الصحياشتكى السجناء في جميع السجون من تردي طعامهم من حيث الكم والكيف. وشهدت هيومن رايتس ووتش ساعة تقديم وجبة الغداء في أغلب السجون التي زارتها. وقال السجناء في قفقفا لـ هيومن رايتس ووتش إن نسب الطعام في ذلك اليوم كانت أكبر، وتمت إضافة بعض الخضراوات بسبب الزيارة.98 ويتكون الغداء من طبق من الأرز مع مكعب أو اثنين من اللحم أو الدجاج وحساء الخضراوات. وقال أحد السجناء لـ هيومن رايتس ووتش إنه كثيراً ما اضطر لشراء علبة تونة من متجر السجن لكي لا يشعر بالجوع.99 وقال سجين آخر إن الطعام عامة يكفي، لكنه مطهي بصورة سيئة للغاية وعديم المذاق. واشتكى من أنه لا توجد وجبات خاصة للأشخاص المصابين بمرض السكري مثله.100 ويتكون الإفطار والعشاء عادة من بيضة واحدة وقطعة خبز مع نصف خيارة أو بندورة. واشتكى جميع السجناء من المياه التي يشربونها، وقالوا إن رائحتها كريهة. وفي قفقفا يملأ السجناء براميل كبيرة من المياه من جناح الاستحمام، ويستخدمونها كمياه للشرب، بما أن الإدارة تُغلق المياه كثيراً أثناء النهار. واشتكى سجين في سواقة من أنه "لا يوجد إلا القليل من الطعام والمياه وهي لا تصلح للشرب".101
وتنص تعليمات مراكز الإصلاح والتأهيل على أن تكون "وجبة الطعام ذات قيمة غذائية كافية" مع توافر "ماء صالح للشرب كلما احتاج إليه" كل نزيل.102
وأوضاع النظافة الصحية عموماً متواضعة، خاصة في السجون القديمة مثل الجويدة وقفقفا وسواقة. فالسجناء في سواقة اشتكوا من أن المراحيض "مغطاة بالفطريات والعفن
الاتصال بالعالم الخارجيالاتصال بالعالم الخارجي من الحقوق الأساسية للسجناء. والمعايير الدولية تُملي السماح للسجناء "بالاتصال بأسرهم وبذوي السمعة الحسنة من أصدقائهم على فترات منتظمة، بالمراسلة وبتلقي الزيارات على السواء" كما ويجب أن يكونوا على دراية بالأنباء الهامة بواسطة "قراءة الصحف والدوريات ومنشورات خاصة تصدرها إدارة مراكز الإصلاح والتأهيل أو بالاستماع إلى محطات الإذاعة".106 ولا يمكن للادعاء أو مدير السجن أن يسحب تعسفاً حق السجين في هذه الاتصالات، وتتطلب المعايير الدولية أنه "لا يجوز حرمان الشخص المحتجز أو المسجون من الاتصال بالعالم الخارجي، وخاصة بأسرته أو محاميه، لفترة تزيد عن أيام".107
ولا توفر سجون الأردن للسجناء إلا اتصالاً محدوداً بالعالم الخارجي، سواء كانوا محتجزين غير مُدانين أو سجناء محكومين. وعدد الهواتف العمومية غير كافي نسبة لعدد السجناء، وقلة أماكن الزيارة تقلل من زمن الزيارات العائلية إلى بضعة دقائق. ولا يمكن للسجناء استقبال غير الأقارب، رغم أن إدارة السجن قالت إنها تريد الموافقة على الأصدقاء كزوار في المستقبل القريب.108 وفي بعض الأحيان يطلع السجناء على الصحف، لكن بصفة عامة يمكنهم مشاهدة التلفزيون الأردني، لكن يصعب حصولهم على الكتب والدوريات.
وقال مدراء سجني قفقفا وسواقة، أكبر سجنين في الأردن، إن في السجنين هواتف لا تكفي إلا لأن يجري السجين مكالمة هاتفية واحدة شهرياً.109 واشتكى عقل، السجين المحكوم بعشرين عاماً في سجن سواقة، من أن سلطات السجن لا تسمح له إلا بمكالمة واحدة شهرياً لأسرته. وقال هذا السجين الذي لا يُعد من سجناء التنظيمات إنه طالب بمزيد من المكالمات، لكن الأمن الوقائي ومدير السجن – اللذان يجب أن ينال موافقتهما أولاً – رفضا طلبه مؤخراً.110 وقال مُراد، وهو سجين آخر في قفقفا، إنه بينما سمحت له السلطات بإجراء مكالمة هاتفية واحدة لدى دخوله قبل ثلاثة أسابيع، فقد رفضوا كل طلباته اللاحقة بمكالمات هاتفية.111 إلا أن السجناء في سجون أخرى مثل بيرين قالوا إنهم يواجهون مشكلات قليلة في إجراء المكالمات الهاتفية.112 وقال سجين في سجن الجويدة إنه تمكن من إرسال فاكسات إلى حاكم عمان احتجاجاً على احتجازه.113
وطوابير الزوار الطويلة المصطفة أمام 20 إلى 40 كشك زيارة في سواقة وقفقفا تعني أن السجناء لا يحصلون على أكثر من 15 دقيقة زيارة كحد أقصى مع أقاربهم. وقال السجين رائد لـ هيومن رايتس ووتش إن هذه الزيارات القصيرة أصبحت مؤلمة للغاية عليه، لأنه يقضي أقل الوقت مع أطفاله، لذا فقد فضل ألا يزوروه.114 والتمس سجين آخر من هيومن رايتس ووتش أن تتصل بزوجته لكي تحضر لأنه لم تزره منذ 35 يوماً. وحين اتصلنا قالت إن الرحلة إلى السجن باهظة للغاية عليها مقابل دقائق قليلة.115
ولا تسمح إدارات السجون إلا بدخول الأقارب المقربين في الزيارات. وجليل السجين الذي ينتظر تنفيذ حُكم الإعدام فيه قال لـ هيومن رايتس ووتش إنه لم يتلق زيارات منذ أكثر من عام، لأن والده تبرأ منه وتعليمات السجون لا تسمح لزملائه السابقين بزيارته، بل الأقارب من الدرجة الأولى فقط.116 وقال مدير إدارة مراكز الإصلاح والتأهيل، شريف العمري لـ هيومن رايتس ووتش إن السجون تقوم حالياً بالعمل على التحول للالتزام بتعليمات السجون الخاصة بالسماح للأصدقاء بالزيارة.117
وتضم مكتبات السجون بضعة مئات إلى بضعة آلاف من الكتب، حسب ما ذكر مدراء السجون الذين قابلتهم هيومن رايتس ووتش. وعادة ما لا تسمح إدارة السجن بأن يحتفظ السجناء معهم بالكتب أو غيرها من المواد المقروءة. وقال السجين عمرو من سجن سواقة لـ هيومن رايتس ووتش إنه "في 23 يونيو/حزيران [2007] صادروا كل المواد في القسم التي كانوا قد سمحوا بدخولها القسم فيما سبق، ومنها الكتب والثياب والطعام الذي اشتريناه من السجن. وصادروا كتب دراسية يحتاجها أسامة بن حازم لأنه يُحضر درجتي ماجستير في السجن، في العلوم السياسية وفي الهندسة. واستغرقنا في التفاوض على إدخال هذه الكتب مع الإدارة زمناً طويلاً".118 وفي قفقفا قال جليل لـ هيومن رايتس ووتش إنه ولأسباب مجهولة، لم يتمكن مؤخراً من الحصول على الصحيفتين اليوميتين المتاحتين للسجناء، وهما الرأي والدستور.119 وناصر، السجين في السلط والذي ظل رهن الحبس الانفرادي لثلاثة أشهر بعد الحكم عليه بالإعدام، اشتكى من أنه لا تصله أي أنباء من العالم الخارجي ولا يمكنه مشاهدة التلفزيون مثل باقي السجناء.120
ولم يفرض المدراء هذه الإجراءات بدافع من عدم التوافر أو لضمان النظام في مراكز الاحتجاز. وقد بدا على كل من المديرين وخاصة الإدارة العليا في مديرية الأمن العام الحرص على توسيع المكتبات وتوفير الاطلاع على الأنباء.121 وتتطلب المعايير الدولية أن يحصل السجناء "على كميات معقولة من الموارد التعليمية والثقافية والإعلامية"122 وأن " يزود كل سجن بمكتبة مخصصة لمختلف فئات السجناء تضم قدرا وافيا من الكتب الترفيهية والتثقيفية على السواء. ويشجع السجناء على الإفادة منها إلى أبعد حد ممكن".123
58 المبادئ الأساسية لمعاملة السجناء، تم تبنيه في 14 ديسمبر/كانون الأول 1990، G.A. Res. 45/111, annex, 45 U.N. GAOR Supp. (No. 49A) at 200, U.N. Doc. A/45/49 (1990) المبادئ 5 و9: " باستثناء القيود التي من الواضح أن عملية السجن تقتضيها، يحتفظ كل السجناء بحقوق الإنسان والحريات الأساسية المبينة... في عهود أخرى الأمم المتحدة" (المبدأ 5). " ينبغي أن توفر للسجناء سبل الحصول على الخدمات الصحية المتوفرة في البلد دون تمييز على أساس وضعهم القانوني" (المبدأ 9). 59 (1) توفر الإدارة لكل سجين، في الساعات المعتادة، وجبة طعام ذات قيمة غذائية كافية للحفاظ على صحته وقواه، جيدة النوعية وحسنة الإعداد والتقديم .(2) توفر لكل سجين إمكانية الحصول على ماء صالح للشرب كلما احتاج إليه" "القواعد النموذجية الدنيا للأمم المتحدة لمعاملة السجناء، تم تبنيه من قبل المؤتمر الأول للأمم المتحدة عن منع الجريمة ومعاملة المجرمين المعقود في جنيف في 1955، وأقرها المجلس الاقتصادي والاجتماعي بقراريه جيم (د-24) المؤرخ في 31 تموز/يوليو 1957 و 2076 (د-62) المؤرخ في 13 أيار/مايو K ، 1977 القاعدة 20. 60 "يكون للشخص المحتجز أو المسجون الحق في أن يزوره أفراد أسرته بصورة خاصة وفى أن يتراسل معهم. وتتاح له فرصة كافية للاتصال بالعالم الخارجي، رهنا بمراعاة الشروط والقيود المعقولة التي يحددها القانون أو اللوائح القانونية". مجموعة المبادئ المتعلقة بحماية جميع الأشخاص الذين يتعرضون لأي شكل من أشكال الاحتجاز أو السجن"، اعتمدت ونشرت علي الملأ بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 43/173 المؤرخ في 9 كانون الأول/ديسمبر 1988، مبدأ رقم 19. فضلاً عن أن " يسمح للسجين في ظل الرقابة الضرورية، بالاتصال بأسرته وبذوي السمعة الحسنة من أصدقائه، على فترات منتظمة، بالمراسلة وبتلقي الزيارات على السواء". القواعد النموذجية الدنيا، القاعدة 37، و "يجب أن تتاح للسجناء مواصلة الإطلاع بانتظام على مجرى الأحداث ذات الأهمية عن طريق الصحف اليومية أو الدورية أو أية منشورات خاصة تصدرها إدارة مراكز الإصلاح والتأهيل أو بالاستماع إلى محطات الإذاعة أو إلى المحاضرات، أو بأية وسيلة مماثلة تسمح بها الإدارة أو تكون خاضعة لإشرافها". قاعدة 39. 61 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع حسين روافجة، مدير سجن العقبة، 27 أغسطس/آب 2007. 62 على طبيب المركز إجراء كشف طبي على النزيل وتقديم تقرير عن حالته الصحية في أي من الحالات التالية:- أ- عند ادخاله المركز وقبل إخراجه منه وعند نقله من مركز إلى آخر. ب - قبل وضع النزيل في الحجز الانفرادي وبعد إخراجه منه" قانون السجون، مادة 24. مقابلة هيومن رايتس ووتش مع طبيب سجن العقبة، 27 أغسطس/آب 2007. 63 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع الصيدلاني، الجويدة، 24 أكتوبر/تشرين الأول 2007. 64 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع طبيب السجن والصيدلاني، الجويدة، 24 أكتوبر/تشرين الأول 2007. 65 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع طبيب السجن والممرض، الجويدة، 24 أكتوبر/تشرين الأول 2007. 66 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع هاني المجالي، مدير سجن سواقة، 21 أغسطس/آب 2007. 67 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع ركاد الهلالات، مدير سجن الموقر، 19 أغسطس/آب 2007. 68 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع طبيب السجن، بيرين، 15 أبريل/نيسان 2008. 69 يتطلب القانون الدولي إجراء الفحوصات الطبية لدى الدخول إلى السجن: "تتاح لكل شخص محتجز أو مسجون فرصة إجراء فحص طبي مناسب في أقصر مدة ممكنة عقب إدخاله مكان الاحتجاز أو السجن، وتوفر له بعد ذلك الرعاية الطبية والعلاج كلما دعت الحاجة. وتوفر هذه الرعاية وهذا العلاج بالمجان".مجموعة المبادئ، المبدأ 24. 70 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع السجين ميسرة، الجويدة، 24 أكتوبر/تشرين الأول 2007. 71 مشاهدة لـ هيومن رايتس ووتش في السجن، الجويدة، 24 أكتوبر/تشرين الأول 2007. 72 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع السجين زهير، الجويدة، 24 أكتوبر/تشرين الأول 2007. 73 مقابلات هيومن رايتس ووتش مع أكثر من 12 سجيناً من الموقر وقفقفا والجويدة، أغسطس/آب وأكتوبر/تشرين الأول 2007. 74 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع السجين زفير، قفقفا، 25 أغسطس/آب 2007. 75 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع ركاد الهلالات، مدير سجن الموقر، 19 أغسطس/آب 2007. 76 مديرية الأمن العام، إدارة مراكز الإصلاح والتأهيل، "أنظمة قانون مراكز الإصلاح والتأهيل"، 2007، مادة 12. 77 "يكون للشخص المحتجز أو المسجون أو لمحاميه الحق في أن يطلب أو يلتمس من سلطة قضائية أو سلطة أخرى أن يوقع الفحص الطبي عليه مرة ثانية أو أن يحصل على رأى طبي ثان، ولا يخضع ذلك إلا لشروط معقولة تتعلق بكفالة الأمن وحسن النظام في مكان الاحتجاز أو السجن". مجموعة المبادئ، مبدأ 25. 81 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع المدراء في الموقر، وسواقة، وقفقفا، ، والجويدة، أغسطس/آب وأكتوبر/تشرين الأول 2007. 83 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع السجين جليل، قفقفا، 25 أغسطس/آب 2007. 84 على أطباء السجون أن يكونوا على دراية بالطب النفسي، حسب ما ورد في المعايير الدولية، وعلى الأقل يجب أن يكون هناك " طبيب مؤهل واحد على الأقل، يكون على بعض الإلمام بالطب النفسي". القواعد النموذجية الدنيا، القاعدة 22.1 85 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع السجين إبراهيم، الجويدة، 22 أكتوبر/تشرين الأول 2007. 86 قابلت هيومن رايتس ووتش سبعة سجناء في الحبس الانفرادي وأكثر من عشرة سجناء كانوا رهن الحبس الانفرادي فيما سبق. 87 مقابلات هيومن رايتس ووتش مع ثلاثة سجناء، كاظم وقاسم وحسين، الجويدة، 22 و24 أكتوبر/تشرين الأول 2007. 88 مقابلات هيومن رايتس ووتش مع منير السجين السابق، عمان، 12 أبريل/نيسان 2008، ومع سجينين آخرين، باسم وعلي، السلط، 23 أكتوبر/تشرين الأول 2007. والسجين هاشم من قفقفا، 21 أغسطس/آب 2007، والسجين حسين، الجويدة، 22 أكتوبر/تشرين الأول 2007. 89 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع السجين خالد، قفقفا، 25 أغسطس/آب 2007. 90 فيما اعترف بعض السجناء بتهريب زملائهم من السجناء بتهريب المخدرات، وهي عادة أقراص علاج نفسي، وتُباع بقيمة سبعة دينارات للقرص (700 في المائة من السعر العادي في الصيدليات)، فإن الكثيرين منهم يضعون اللوم على بعض حراس السجن الذين يديرون حلقات التوزيع غير القانونية للمخدرات في السجن. 91 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع محمد محيميد، مدير سجن الجويدة، 22 أكتوبر/تشرين الأول 2007. 95 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع مدير سجن بيرين، 15 أبريل/نيسان 2008. 96 مبادرة سياسة الجوار الأوروبية،Supply Procurement Notice. Supply of Security and Surveillance Equipment for the Correcitons and REhabilitiation Centres Directorate of the Hashemite Kingdom of Jordan,” Delegation of the European Commission in Jordan, EuropeAid/126697/D/SUP/JO 97 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع شريف العمري، مدير إدارة مراكز الإصلاح والتأهيل، عمان، 31 يوليو/تموز 2008. 98 مشاهدات هيومن رايتس ووتش على الغداء في قفقفا، 25 أغسطس/آب 2007. 99 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع السجين عقل، سواقة، 21 أغسطس/آب 2007. 100 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع السجين خالد، قفقفا، 25 أغسطس/آب 2007. قال مدير سجن واحد على الأقل إن المطبخ يُجهز وجبات خاصة للأشخاص المصابين بمرض السكري. 101 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع السجين فالح، سواقة، 21 أغسطس/آب 2007. 102 مديرية الأمن العام، تعليمات قانون مراكز الإصلاح والتأهيل، مادة 10. 106 القواعد النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء، أوصي باعتمادها مؤتمر الأمم المتحدة الأول لمنع الجريمة ومعاملة المجرمين المعقود في جنيف عام 1955 وأقرها المجلس الاقتصادي والاجتماعي بقراريه 663 جيم (د-24) المؤرخ في 31 تموز/يوليو 1957 و 2076 (د-62) المؤرخ في 13 أيار/مايو 1977، قاعدة 37 و39. 107 مجموعة المبادئ المتعلقة بحماية جميع الأشخاص الذين يتعرضون لأي شكل من أشكال الاحتجاز أو السجن (مجموعة المبادئ)، تم تبنيها في 9 ديسمبر/كانون الأول 1988، G.A. Res. 43/173, annex, 43 U.N. GAOR Supp. (No. 49) at 298, U.N. Doc. A/43/49 (1988 المبدأ 15. 108 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع شريف العمري، 13 أبريل/نيسان 2008. 109 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع محمود عشران، مدير سجن قفقفا، 25 أغسطس/آب 2007. 110 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع السجين عقل، سواقة، 21 أغسطس/آب 2007. 111 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع السجين مراد، قفقفا، 25 أغسطس/آب 2007. 112 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع السجين مؤيد، بيرين، 15 أبريل/نيسان 2008. 113 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع السجين مؤسى، الجويدة، 22 أكتوبر/تشرين الأول 2007. 114 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع السجين رائد، سواقة، 21 أغسطس/آب 2007. 115 اتصال هاتفي من هيومن رايتس ووتش بزوجة السجين عقل، سواقة، 22 أغسطس/آب 2007. 116 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع السجين جليل، قفقفا، 25 أغسطس/آب 2007. 117 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع شريف العمري، 14 أبريل/نيسان 2007. تعليمات مراكز الإصلاح والتأهيل، مادة 11 د.1. 118 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع السجين عمرو، سواقة، 22 أغسطس/آب 2007. 119 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع السجين جليل، قفقفا، 25 أغسطس/آب 2007. 120 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع السجين ناصر، السلط، 23 أغسطس/آب 2007. 121 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع مدراء سواقة وقفقفا، 21 و25 أغسطس/آب 2007، ومع قيادات مديرية الأمن العام، عمان، 13 أبريل/نيسان 2008. 122 مجموعة المبادئ، المبدأ 28. 123 القواعد النموذجية الدنيا، قاعدة 40.
|