The Children of Syria stories
فاجعة
فاطمة (17 عاما)، متحدثة عن موت أخيها محمد (10 أعوام)
![](http://features.hrw.org/features/features/syrias_childern/img/refugee_education_graphic_002.jpeg)
فاجعة
قالت فاطمة في رسالة هاتفية إلى هيومن رايتس ووتش في 2017 أثناء حديثها عن قصف استهدف مدرسة وتسبب في مقتل شقيقها محمد الذي كان عمره عشر سنوات آنذاك: "في كل بيت هناك حزن وخوف. في كل بيت هناك جريح".
حصل الهجوم على المدرسة أثناء سيطرة التحالف السوري-الروسي على الغوطة الشرقية، وهي منطقة كانت محاصرة وتسيطر عليها قوات مناهضة للحكومة قرب دمشق. وكما هو الحال في حوادث أخرى، استُخدم في الهجوم أسلحة محظورة، مثل الذخائر العنقودية، وتمّ تقييد المساعدات الإنسانية لتجويع السكان حتى الاستسلام، مع استهداف المنشآت الضرورية لحياة الناس بشكل عشوائي، مثل مدرسة محمد.
قُتل خمسة أطفال آخرين من المدرسة الابتدائية التي يرتادها محمد لما انفجرت قذيفة هاون أمام المدخل بعد أن انتهى الأطفال من الدروس، وجميعهم دون 12 عاما، وكانوا يصطفون لشراء الحلوى من بائع متجول، لقي هو الآخر حتفه. أصيب ما لا يقل عن 20 طفلا في الحادثة. كتبت فاطمة: "بدأ الناس في البلدة يبحثون عن أطفالهم في [غرف] الطوارئ وأمام المدرسة، لأن الكثير من الأطفال أصيبوا أو قتلوا".
"كان محمد الصبي الوحيد في عائلتنا".
مخفيّون
أحمد المسلماني (14 عاما)
![](http://features.hrw.org/features/features/syrias_childern/img/syria1215_main.jpg?2)
مخفيّون
ظهرت صور الجثث أكثر من 6,786 شخص الذين قتلوا رهن الاحتجاز لدى الحكومة، والتي هُرّبت إلى خارج سوريا على يد منشق أطلق عليه اسم "قيصر"، للرأي العام لأول مرة في يناير/كانون الثاني 2014، وأصبحت تُعرف بصور قيصر.
من بين هذه الصور صورة لأحمد المسلماني (14 عاما)، الذي اختفى أثناء سفره من لبنان إلى سوريا لحضور جنازة والدته.
شوهد أحمد آخر مرة على متن حافلة صغيرة مع خمسة أشخاص آخرين، عندما أخذ عنصر أمن في نقطة تفتيش هواتف الركاب فوجد أغنية مناهضة للأسد في هاتفه. سحب العنصر أحمد إلى غرفة صغيرة في نقطة التفتيش، بحسب ما قال أحد المسافرين لأسرته في اليوم التالي.
قال ضاحي المسلماني، عم أحمد، لـ هيومن رايتس ووتش إنه ذهب لمقابلة العديد من المسؤولين الحكوميين بعد اختفاء أحمد. علم أن أحمد محتجز على الأرجح لدى "المخابرات الجوية"، ودفع رشاوى تجاوزت قيمتها 14 ألف دولار للإفراج عنه، لكن دون جدوى.
لما ظهرت صور قيصر، بحث فيها ضاحي عن أحمد:
"ذهبت مباشرة إلى ملف المخابرات الجوية، فوجدته. آه، لقد كانت صدمة حياتي لما شاهدته هناك. كنت أبحث عنه... 950 يوما وأنا أبحث عنه. كنت أحسب كل يوم. لما كانت والدته على فراش الموت، قالت لي: 'أتركه في حمايتك'.. أي حماية سأعطيه؟"
مصير مجهول
إبراهيم (15 عاما)
![](http://features.hrw.org/features/features/syrias_childern/img/turkey1115_reportcover.jpg?2)
مصير مجهول
التقت هيومن رايتس ووتش بإبراهيم وشقيقه الأكبر عمر (27 عاما آنذاك) في 2015. كان إبراهيم المعيل الأساسي للعائلة، التي كانت تتكون أيضا من والدته وشقيق آخر أصغر منه.
فرّوا بعد أن ألقت طائرة تابعة للحكومة برميلا مليئا بالمتفجرات والمسامير على بعد 25 متر من صيدلية العائلة. كانت البراميل المتفجرة مرتجلة وغير موجهة وذات دمار واسع، وهي من الأسلحة غير القانونية التي تُستخدم في الغارات الجوية الحكومية. الدمار الذي تخلفه عشوائي، أي أنها تصيب الأطفال والعائلات والمقاتلين على حد سواء. ولا تستطيع العائلات البقاء في أماكن آمنة في المناطق المستهدفة بهذه البراميل.
وجدت عائلة إبراهيم ملجأ مؤقتا في ريف حلب. لكن بعد ذلك سيطر تنظيم "الدولة الإسلامية" (المعروف أيضا بـ "داعش") على المنطقة، وفرض نمطا من الفظائع المنهجية، ففرّوا إلى تركيا، حيث وجد إبراهيم، الذي كان يُفترض أنه في الصف التاسع، عملا في طلاء السيارات.
كان أصلا لديه مشاكل صحية حينها، وكانت رجلاه تؤلمانه وصدره يضيق من روائح الطلاء السامة.
قال عمر في ذلك الوقت: "بإذن الله، خلال شهر تقريبا، بعد القضاء على داعش، سنعود إلى سوريا"، مضيفا أن شقيقه كان يرغب في العودة إلى المدرسة بعد أن يرجعوا إلى منزلهم.
لا نعرف ما الذي حلّ بإبراهيم وعائلته، أو الآخرين مثله. لكن من المستبعد أن يكون قد عاد إلى المدرسة. هناك حوالي 900 ألف طفل سوري خارج المدارس. لقد سُرق مستقبلهم ببطء بسبب انعدام الموارد والبيروقراطية القاتلة.
عمالة الأطفال
يوسف (11 عاما) ونزار (10 أعوام)
![](http://features.hrw.org/features/features/syrias_childern/img/2016-07-mena-lebanon-photo-06.jpg?2)
عمالة الأطفال
حتى عندما ينجحون في الخروج من سوريا، يواجه الأطفال السوريون تحديات يصعب التغلب عليها. الشقيقان يوسف ونزار يمرّان كلّ يوم ببوابة المدرسة قرب منزلهما المؤقت في جبل لبنان، لكن أقدامهما لا تدوسان الفصل الدراسي مطلقا.
بدل ذلك، يذهبان لبيع العلكة في الشوارع لمساعدة عائلتهما. تعرّض كلاهما للسرقة واعتداءات عنيفة في الشوارع، واحتجزتهما الشرطة أثناء عملهما من أجل جني ما يكفي من المال لإعالة الأسرة.
قالت والدتهما منى لـ هيومن رايتس ووتش في 2016: "أحيانا يسلبهم الناس أموالهما، فيعودان إلى المنزل فارغي اليدين. ضربوا يوسف وكسروا ذراعه".
رغم أن شقيقهما البالغ من العمر 16 عاما كان يعمل أيضا، إلا أن والد الصبية كان لديه داء الصرع ويكافح للحصول على الدواء اللازم.
قالت منى: "حتى لو كانت لنا حرية القرار، لن يستطيع الأطفال الذهاب إلى المدرسة. هم الوحيدون القادرون على العمل".
تنمر وضرب
غيث (12عاما) وروان (11 عاما)
![](http://features.hrw.org/features/features/syrias_childern/img/201905crd_lebanon_illustration1.jpg?2)
تنمر وضرب
الاعتداءات البدنية على الطلاب متفشية في لبنان، وكثيرا ما يكون الأطفال السوريون أكثر عرضة لها بسبب وضعهم القانوني الهش في البلاد. ولذلك تكون عائلاتهم في الغالب خائفة من تقديم شكوى.
الشقيقان السوريان غيث وروان تعرضا للضرب والاعتداء بشكل منتظم من قبل المعلمين. نفس المعلمين كانوا في الغالب يمنعون الأطفال السوريين من الذهاب إلى الحمّام. ولما اشتكت والدتهما من ذلك، تعرضت هي الأخرى إلى اعتداء عنصري.
"كانت المديرة تقول [مدير المدرسة] 'أنتم السوريون تحصلون على التعليم والطبابة مجانا وتدمّرون بلادنا'".
تحدث غيث عن الألم الناتج عن الضرب على الرقبة والظهر من قبل المعلّم، وعلى اليدين بمسطرة معدنية وكابل كهربائي.
قال: "الكابل الكهربائي جرحني في يدي وبقيت أنزف منه لعدة أيام". في نهاية المطاف، غادر غيث المدرسة وبدأ يعمل في رعاية الأبقار.
"بدل أن أضيع وقتي دون أن أتعلم في المدرسة، أفضل مساعدة عائلتي".
روان تعرضت هي الأخرى إلى الضرب مرات عدة، بما في ذلك من قبل معلم الرياضة "الذي صفعني على وجهي لما طلبت الذهاب إلى الحمّام".
الإصرار على التعلّم
براءة (10 أعوام)
![](http://features.hrw.org/features/features/syrias_childern/img/lebanon_3.jpg?2)
الإصرار على التعلّم
قالت براءة (10 أعوام) لـ هيومن رايتس ووتش في 2016، وهي جالسة في ظلّ شجرة كبيرة قرب المخيّم في لبنان، حيث كانت تعيش مع عائلتها بعد أن فرّوا من هجوم كيميائي في الغوطة الشرقية، غير بعيد عن منزلهم: "العلم نور والجهل ظلام".
كانت براءة في المدرسة لما قابلتها هيومن رايتس ووتش، لكن قبل ذلك كانت تعلّم الأطفال الأصغر منها ما تتذكره من الصف الأول – الصف الذي كانت فيه لما اضطرّت لترك منزلها.
عندما قابلناها في 2016، كانت قد أنشأت مدرسة صغيرة في مبنى مغطى بالمشمع الأزرق للبنات والصبية الصغار في المخيم.
قالت: "عليهم أن يتعلّموا حتى يصيروا ما يريدون عندما يكبرون. إذا أراد أحدهم أن يصبح معلّما أو طبيبا، عليه أن يتعلّم القراءة والكتابة".