Iraq



Iraq Iraq
  

اللاجئـون الفلسطينيون من العـراق

نشرت هيومن رايتس ووتش في سبتمبر/أيلول 2006  تقريراً حول وضع اللاجئين الفلسطينيين في العراق. ولا يزال العنوان الذي حمله التقرير ("لا مفر") صالحاً لوصف حالتهم، وقد وثق التقرير الاستهداف الوحشي للفلسطينيين من قبل ميليشيات شيعية على الأغلب، لكنه أظهر بأن ما يميز الفلسطينيين عن المواطنين العراقيين المهددة حياتهم أيضاً هو افتقارهم الكامل لأي مخرج. وفيما تحول تدفق اللاجئين العراقيين الآن إلى ما لا يزيد عن غيض، فإن خروج اللاجئين الفلسطينيين من العراق - وهم واحدة من أكثر الجماعات تعرضاً للمخاطر في ذلك البلد – ما زال مجمداً تماماً. وهناك ما يقارب 1200 فلسطيني "مقطعين" بين ثلاثة مخيمات حدودية بجوار الحدود السورية العراقية، وهي: الطنف، في أرض قفر خالية من الناس بين نقاط التفتيش التي تفصل مخرج العراق الحدودي عن مدخل سوريا، والوليد على الجانب العراقي من الحدود السورية، والحول داخل سوريا.

ولم يبق سوى أقل من 100 لاجئ فلسطيني في مخيم الرويشد في منطقة صحراوية نائية أقصى شرق الأردن، على بعد حوالي 85 كيلومتراً من الحدود العراقية. وبالمقارنة مع الفلسطينيين الذين علقوا في العراق أو المنطقة المحايدة، فإنهم "محظوظون" لأنهم وصلوا أولاً في إبريل/نيسان 2003، مع بداية الحرب وقبل أن يغلق الأردن حدوده كلياً أمام الفلسطينيين. وقد خيمت مجموعة تقل عن مائتي شخص من الأكراد الإيرانيين في المنطقة المحايدة بين العراق والأردن، حيث تم حرمانهم أيضاً من دخول الأردن.

وقد سمحت السلطات السورية للاجئين الفلسطينيين الثلاثمائة في مخيم الحول بدخول سوريا في مايو/أيار 2006 بعد أن انقطعت بهم السبل على الحدود الأردنية، ولكن بعد فترة وجيزة من هذا التحول الإيجابي، وفيما مجموعات من الفلسطينيين تفر نحو الحدود السورية، أغلقت سوريا أيضاً حدودها أمام اللاجئين الفلسطينيين.

وهذه السنة، وعقب تصاعد اختطاف الفلسطينيين وقتلهم في بغداد، حاول مئات اللاجئين الفلسطينيين مجدداً الفرار إلى سوريا، إلا أن السلطات السورية رفضت إدخالهم.

وأثناء إعداد هذه الدراسة الموجزة طلبت هيومن رايتس ووتش من السلطات السورية السماح لها بزيارة مخيمات الفلسطينيين العراقيين داخل سوريا، وفي المنطقة المحايدة، وعلى الجانب العراقي من الحدود. ولم تكتف الحكومة السورية برفض هذا الطلب فحسب، بل رفضت أيضاً تقديم تأشيرات دخول لـ هيومن رايتس ووتش كي تدرس وضع اللاجئين العراقيين.