Iraq



Iraq Iraq
  

<<   الصفحة السابقة  |  الصفحة الرئيسية  |  الصفحة السابقة  >>

V. فرار الفلسطينيين من العراق عام 2003 ورد فعل الأردن

الفرار الأول وإقامة مخيمي الرويشد والكرامة

أدت المضايقات والهجمات التي تعرض لها الفلسطينيون ومواطنو دولٍ أخرى في العراق عقب بدء الحرب إلى جعل الكثيرين يلتمسون اللجوء إلى الأردن. وكان معظم الفلسطينيين الفارين من العراق يفضلون الذهاب إلى الأردن بسبب قربه النسبي وتشابه العادات والروابط العائلية، وكذلك بسبب ما يتمتع به من انفتاح وحرية نسبيين؛ إضافةً إلى أن معظم الدول المجاورة للعراق أقفلت حدودها بإحكام في وجه الفلسطينيين خاصةً.29

وكان الأردن قد استعد قبل حرب 2003 لاستقبال موجةٍ من اللاجئين، وذلك بمساعدة المفوضية العليا لشؤون اللاجئين ومنظمات الإغاثة المحلية والدولية.30  ومع أن الأردن ليس طرفاً في معاهدة اللاجئين لعام 1951 والبروتوكول الملحق بها عام 1967،31 فإن عليه التزامات بموجب القانون الدولي الخاص بمعاملة اللاجئين. وينص القانون العرفي حول حماية اللاجئين على أن الحظر المفروض على الإبعاد (الإعادة) "يسري حتى لحظة تقدم طالب اللجوء للدخول"، وهو يتضمن عدم رفضه عند الحدود.32

وبموافقةٍ من السلطات الأردنية، أعدت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين والمنظمات الإنسانية المشاركة مخيمين داخل الحدود الأردنية وجهزتهما لاستقبال 10000 لاجئ: واحدٌ للاجئين العراقيين - مخيم الرويشد (أ) - والثاني لمواطني الدول الأخرى الفارين من العراق - مخيم الرويشد (ب) والذي تديره منظمة الهجرة الدولية. وبدأ مواطنو الدول الأخرى، كالسودانيين والإثيوبيين والإريتريين وغيرهم، يصلون المخيم منذ 20 مارس/آذار 2003، حيث كانوا ينقلون سريعاً إلى مخيم الرويشد (ب). ولأن مواطني الدول الأخرى كانوا يخرجون من الأردن دون تأخير، فقد أغلق المخيم ب بعد فترةٍ وجيزة ولم يبق في الرويشد إلا مخيم واحد للاجئين العراقيين.

ومع تزايد العنف ضد الفلسطينيين في العراق، بدأ مئات منهم بالتحرك صوب الحدود الأردنية مع لاجئين أكراد إيرانيين تعرضوا لهجماتٍ مماثلة في مخيم الطاش للاجئين قرب الرمادي. لكن الأردن أغلق حدوده أمام هاتين الفئتين من اللاجئين مجبراً إياهم على البقاء في المنطقة العازلة على الحدود العراقية الأردنية. وبحلول 20 أبريل/نيسان، كان ما لا يقل عن 1000 فلسطيني وكردي إيراني عالقين في المنطقة العازلة.

وبعد احتجاج المفوضية العليا لشؤون اللاجئين وأطراف دولية أخرى، سمحت السلطات الأردنية لنحو 550 فلسطينياً بدخول الأردن في 1 مايو/أيار 2003 ووضعتهم في مخيم الرويشد (أ). لكنها، وقبل أن تسمح لهم بالدخول، أرغمتهم على توقيع تعهد غامض الصياغة ينص على أنهم سوف يعودون إلى العراق بمجرد انقضاء الأزمة الحالية واستقرار الأوضاع.33 ولم يسمح الأردن بدخول الأكراد الإيرانيين الذين بقي حوالي 1136 منهم في المنطقة العازلة حيث يقيمون في مخيمٍ مؤقت صار يعرف باسم مخيم الكرامة، نسبةً إلى نقطة الحدود الأردنية، واستمر هذا المخيم حتى عام 2005. كان فتح الحدود تنازلا قدمته السلطات الأردنية لمرةٍ واحدة، فبعد السماح للفلسطينيين بالتوجه إلى مخيم الرويشد سرعان ما عاد الأردن فأغلق حدوده أمام فلسطينيي العراق. أما القلة التي نجحت في اجتياز الحدود العراقية بعد ذلك فظلت في مخيم الكرامة داخل المنطقة العازلة.

مخيم الرويشد

منذ دخولهم مخيم الرويشد في مايو/أيار 2003، يعيش الفلسطينيون الذين فروا من بغداد عيشةً صعبة في الصحراء الأردنية حيث لا يملكون كبير أملٍ في الإفلات من سجنهم داخل ذلك المخيم المحروس. والفلسطينيون معتادون على الحياة في المدينة، وهم غير مستعدين لحياة الصحراء؛ كما يشكل الأطفال نحو 60% من سكان المخيم.

وشروط المعيشة في المخيم الصحراوي صعبةٌ وقاسية. حيث تهب عواصف رملية كثيرة تقذف بالرمل الناعم داخل جميع الخيام. وقد لجأ بعض عمال الإغاثة الإنسانية إلى وضع نظارات واقية للتمكن من العمل في تلك الظروف الصعبة. ويعاني سكان المخيم من تفشي المشكلات التنفسية إضافةً إلى حرّ الصيف الذي لا يحتمل. ومازال هؤلاء، وبعد ثلاث سنوات من وصولهم، يقطنون في خيامٍ بسيطة وأكواخٍ مصنوعة من إطاراتٍ خشبية وبطانيات خيطت إلى بعضها البعض. وخلال الزيارة التي قامت بها في أبريل/نيسان 2006، شهدت هيومن رايتس ووتش أعقاب هبوب عاصفة رملية قلبت مقطورةً يقيم فيها موظفو الحدود الأردنيون مما استدعى نقل ثلاثةٍ منهم إلى المستشفى.

وخلال السنوات الثلاث الماضية، كان سكان مخيم الرويشد سجناء من الناحية العملية؛ إذ يحيط بالمخيم سورٌ تحرسه الشرطة الأردنية. وينال اللاجئون إذناً بمغادرة المخيم والذهاب إلى بلدة الرويشد للتسوق، لكنهم لا يستطيعون مغادرة المخيم لغير ذلك. أما عندما يحتاج اللاجئ علاجاً في المستشفى، فإن الشرطة تخفره باستمرار حتى وهو في سرير المستشفى. وأما زيارة أي شخصٍ لمخيم الرويشد (الأقارب والأصدقاء والصحفيين ومسئولو الإغاثة أو حقوق الإنسان) فتحتاج موافقة مسبقة من وزير الداخلية الأردني. وتضطر أمٌ أردنية لثلاثة أبناء فلسطينيين عراقيين (اثنان منهم قاصرون)، لا تسمح لهم السلطات بالانضمام إلى أمهم في عمان، إلى الحصول على هذه الموافقة حتى تتمكن من زيارة أبنائها في المخيم (يرد أدناه وصفٌ لمحنة هذه العائلة، وهي عائلة حدّة، أثناء احتجاز الأبناء الثلاثة في مخيم الكرامة).34

ويشكل الحظر الشامل المفروض على مغادرة اللاجئين للمخيم خرقاً لالتزامات الأردن بموجب القانون الدولي. فالعهد الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، والأردن طرفٌ فيه، يعترف بحق اللاجئين وطالبي اللجوء بحرية الحركة على قدم المساواة مع المواطنين.35 وليس لأية دولة أن تقيد حق هؤلاء الأشخاص في حرية الحركة إلا عندما يمثلون خطراً على الأمن القومي وعندما تفرض تلك القيود عليهم بموجب القانون.36

وقد أدت شروط المعيشة البدائية والقاسية في المخيمات الحدودية إلى حالة وفاة واحدة على الأقل، عندما احترقت آية لؤي عوني وهدان البالغة ثلاث سنوات حتى الموت يوم 9 أبريل/نيسان 2005. كما تعرضت والدتها وإحدى الجارات إلى حروقٍ شديدة، بعد أن دفعت ريحٌ قوية بالنار فأحرقت أربع خيام. وكانت آية قد أمضت الشطر الأكبر من حياتها القصيرة في مخيم الرويشد.37

وقد صدر أمرٌ ملكي عام 2003 نال بموجبه 386 فلسطينياً في مخيم الرويشد، مع أزواجهم الأردنيين، لجوءاً مؤقتاً مع عائلاتهم في الأردن (لكنه منعهم من العمل).38 أما الفلسطينيون الآخرون الذين سمح لهم بمغادرة مخيم الرويشد فهم الذين اعتقدوا أن من الأفضل لهم أن يعودوا إلى بغداد (أنظر أدناه).

مخيم الكرامة، 2003 – 2005

تجلت سياسات التقييد الأردنية تجاه فلسطينيي العراق بأوضح صورها في مخيم الكرامة الواقع في المنطقة العازلة التي يبلغ عرضها 2 كم وتفصل بين الأردن والعراق. وعادةً ما تستخدم هذه المنطقة كفسحة لوقوف الأعداد الكبيرة من السيارات والشاحنات التي تنتظر إنجاز معاملات مرورها في أيٍّ من المركزين الحدوديين. ومع أن القوات الأردنية والعراقية والأمريكية تعمل داخل المنطقة العازلة، فإن أياً من الأردن أو العراق لا يمارس السيادة أو الولاية عليها، رغم أن لكل طرفٍ وجوداً في الشطر الذي يليه من هذه المنطقة. وتحتاج زيارة المنطقة العازلة إلى تنسيقٍ بين المسئولين العسكريين الأردنيين والعراقيين والأمريكيين.

وبعد أن فتح الأردن حدوده لفترةٍ وجيزة أمام فلسطينيي العراق في مايو/أيار 2003، كما ورد أعلاه، عاد فأغلقها تاركاً جميع من وصلوا بعد ذلك عالقين في المنطقة العازلة، أو رفض دخولهم عند الحدود (وكان التخفيف الوحيد لهذه القيود هو السماح المحدود بدخول الأشخاص بعد إغلاق مخيم الكرامة في أبريل/نيسان 2005 ـ أنظر أدناه). وقد أدت سياسات الأردن تجاه فلسطينيي العراق، بما فيها الإبعاد القسري من مخيم الرويشد إلى مخيم الكرامة (وهو يعتبر طرداً من الأردن في واقع الأمر)، إلى تشتيت شمل العائلات.

وعائلة حدّة، التي ورد ذكرها سايقا، واحدةٌ من تلك العائلات. فخالد (21 عاماً)، وشقيقه يوسف (17)، وشقيقتهما آلاء (14)، أبناءُ لأمٍ أردنية هي سماح عودة وأبٍ فلسطيني عراقي توفي عام 2002 في العراق. وكانت الأم وأبناؤها فروا من العراق في مايو/أيار 2003 فوضعتهم السلطات الأردنية في مخيم الكرامة عندما وصلوا إلى الحدود. وهناك بقيت سماح ثمانية أشهر مع أبنائها قبل أن تذهب إلى عمان للعيش لدى أقاربها. ولم تستفد سماح وأبناؤها من الأمر الملكي الذي صدر في 2003 وسمح للأردنية المتزوجة من لاجئ فلسطيني عراقي بدخول الأردن مع أبنائهما، وذلك ببساطة لأنهم كانوا في مخيم الكرامة لا في مخيم الرويشد. (نقل الأبناء إلى مخيم الرويشد عندما أغلق مخيم الكرامة في أبريل/نيسان 2005).39

كما وصل زهير إبراهيم، وهو سائق سيارة أجرة من حي الدورة ببغداد ويبلغ 59 عاماً، إلى مخيم الرويشد مع أسرته في مايو/أيار 2003. وفي 27 مايو/أيار، طلب زهير من إدارة المخيم الأردني السماح له بمغادرة المخيم لزيارة ابنه عند الحدود العراقية الأردنية ليحصل منه على بعض المال، فوافقت الإدارة. وعندما أراد العودة، رفض مسئولو مخيم الرويشد السماح له بالدخول وأرسلوه إلى مخيم الكرامة. وظل زهير عامين كاملين مفصولاً عن أسرته الموجودة في مخيم الرويشد، وذلك حتى إغلاق مخيم الكرامة في أبريل/نيسان 2005، ولم يتمكن من زيارتهم أو الإقامة معهم. وقد شاهد أسرته مرةً واحدة لمدة 15 دقيقة عندما نقل إلى مستشفى الرويشد البلدي عام 2004.40 وفي حالةٍ أخرى، وصل ولدا "أبو حنان" إلى مخيم الرويشد في أبريل/نيسان 2003. وعندما وصل أبو حنان وزوجته وابنتاه إلى الحدود بعد شهرٍ من ذلك، رفضت السلطات السماح لهم بالدخول وظلوا في مخيم الكرامة. وظلت العائلة تعيش مشتتة الشمل لعامين كاملين. ولم يتمكن أحد شطريها من زيارة الآخر رغم أن المسافة الفاصلة لم تكن أكثر من ستين كيلومتراً. ثم اجتمع شمل العائلة عند إغلاق مخيم الكرامة.41

وفي أبريل/نيسان 2004، وقع صدامٌ بين مجموعةٍ من الشباب في مخيم الرويشد وبين الشرطة الأردنية أدى إلى إصابة نقيب في الشرطة الأردنية إصابةً طفيفة بأحد الحجارة. وفي 21 يوليو/تموز 2004، قامت السلطات الأردنية على نحوٍ تعسفيّ بترحيل (طرد) ثلاثة عشر لاجئاً من مخيم الرويشد إلى مخيم الكرامة بحيث فصلت الشباب عن ذويهم. وقد قال أحد المبعدين لهيومن رايتس ووتش أن الشرطة قالت للمجموعة: "ستقيمون الآن في مخيم الكرامة ولن تعودوا إلى الأردن أبداً". وبقيت تلك المجموعة من اللاجئين في مخيم الكرامة إلى أن أغلقته السلطات الأردنية. وقبل السماح للشباب بمغادرة المخيم، حذرهم مسئول من وزارة الداخلية الأردنية بقوله: "إذا تنفستم بطريقة خاطئة ثانيةً، فسنعيدكم إلى بغداد بالقوة".42

عدم قبول اللاجئين في المخيم مرة ثانية بعد أن تبين لهم عدم جدوى العودة إلى بغداد

دفعت الظروف غير المحتملة في مخيمي الرويشد والكرامة ما لا يقل عن 250 فلسطينياً إلى تفضيل العودة لمواجهة مستقبل غير واضح في بغداد بدلاً من البقاء في المخيمين.43 وقد حدثت معظم حالات العودة عام 2004. وصرح ناصر حسين البالغ 53 عاماً، وهو دهان، عند عودته:

لقد مضى على انتظارنا زمنٌ طويل جداً بحيث صرنا نفضل العودة إلى بغداد لنموت أحراراً بدلاً من البقاء في مخيم اللاجئين حيث لا يمكننا العيش وسط الأفاعي والعقارب والحر القاتل والعواصف الرملية... فبعد انتظاري هنا عاماً كاملاً صرت أعرف أن لا حل هنا من أجلنا، فلا أمل يمكن انتظاره في أي مكان.44

لكن كثيراً من الفلسطينيين العراقيين الذين كانوا يقيمون في مخيم الرويشد ثم عادوا "طوعاً" إلى بغداد عام 2004، ما لبثوا أن عادوا ففروا من الاضطهاد في بغداد في أبريل/نيسان 2006 قاصدين الأردن من جديد. لكن الأردن أغلق الحدود في وجوههم هذه المرة، كما منعهم حرس الحدود العراقيين من مغادرة العراق. وقد قال محمد عبد الله حسن، وهو أحد الفلسطينيين العالقين عند الجانب العراقي من الحدود العراقية الأردنية، لهيومن رايتس ووتش أن الأمر الملكي الصادر عام 2003 (ورد ذكره أعلاه) سمح له بمغادرة مخيم الرويشد ليلتحق بزوجته الأردنية بعمان، لكنه منعه من العمل. ولأنه لم يتمكن من إعالة أسرته عاد إلى بغداد في يوليو/تموز 2004 ليكسب بعض المال فيرسله إلى زوجته وأطفاله في عمان فيتمكن أطفاله من الذهاب إلى المدرسة. لكن، وبعد تفجير سامراء، كان على محمد الفرار من العراق مجدداً بسبب انعدام الأمن وعدم قدرته على تأمين العمل والمأوى. وقد ذهب لينضم إلى أسرته، لكنه مُنِع من دخول الأردن منعاً كاملاً هذه المرة. وقد قال لهيومن رايتس ووتش وهو جالسٌ في المخيم الصحراوي المؤقت: "لا عمل لدي الآن، ولم أعد قادراً على إعالة أطفالي".45





29 كان الفرار إلى السعودية أو الكويت مستحيلاً بسبب الكراهية الباقية إزاء الفلسطينيين منذ حرب الخليج في عام 1991 عندما أيد رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات غزو صدام حسين للكويت. كما أن إيران بلدٌ غريب بالنسبة لمعظم فلسطينيي العراق الذين يعتبرونه بلداً معادياً بسبب هويته الشيعية. وكانت تركيا بعيدةً ويصعب دخولها. كما أن المعلومات المتوفرة بشأن ذهاب فلسطينيي العراق إلى سوريا قليلة. وأما الحركة الرئيسية فكانت باتجاه الأردن.

30 كان من بين المنظمات المشاركة المنظمة الدولية للهجرة، وأطباء بلا حدود، وأوكسفام، وجمعية الهلال الأحمر الأردنية، والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، وأطباء العالم، ومؤسسة بلاتفورم اليابان، والمؤسسة الخيرية الهاشمية.

31 دخلت المعاهدة المتعلقة بوضع اللاجئين، 189 U.N.T.S. 150، حيز التطبيق في 22 أبريل/نيسان 1954؛ أما البروتوكول المتعلق بوضع اللاجئين، 606 U.N.T.S. 267، فدخل حيز التطبيق في 4 أكتوبر/تشرين الأول 1967.

32 أنظر غاي س. غودوين ـ جيل، "اللاجئون في القانون الدولي"، (أكسفورد: كلارندو، 1996، طبعة ثانية)، ص 123 – 124؛ وانظر أيضاً النتيجة رقم 22 التي خرجت بها اللجنة التنفيذية في المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، حماية طالبي اللجوء في حالات النزوح الواسعة، 1981 (مع ملاحظة أن الأشخاص الذين "وبفعل عدوانٍ خارجي أو احتلال أو هيمنةٍ أجنبية أو أحداثٍ تعكر النظام العام في جزءٍ من البلد الذين قدموا منه أو في بلد مواطنتهم، أو في البلد كله، يكونون مجبرين على التماس اللجوء خارج ذلك البلد" هم من طالبي اللجوء الذين يجب "حمايتهم بشكلٍ كامل" كما أن "المبدأ الأساسي الخاص بعدم الإبعاد، بما فيه عدم الرفض عند الحدود، يجب أن يطبق بدقة").

33 مقابلات هيومن رايتس ووتش في مخيم الرويشد للاجئين. انظر أيضاً "عمان تسمح لمئتي شخص بالدخول من المنطقة العازلة"، وكالة أنباء الأمم المتحدة، 23 أبريل/نيسان 2003.

34 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع خالد محمد جهاد حدّة، مخيم الرويشد للاجئين، 1 مايو/أيار 2006. 

35 دخل العهد الدولي الخاص بالحقوق السياسية والمدنية، قرار الجمعية العامة رقم 2200A (XXI)، 21 U.N. GAOR Supp. (No. 16) at 49, U.N. Doc. A/6316 (1966)، حيز التنفيذ في 3 يناير/كانون الثاني 1976. كما رأت لجنة حقوق الإنسان، وهي الهيئة التي تراقب التزام الدول بالعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، أن هذا العهد يجب أن يطبق "دون تمييز بين المواطنين والأجانب". ويشمل مصطلح "الأجانب" اللاجئين وطالبي اللجوء. وتلاحظ اللجنة أيضاً أن "للأجانب كامل الحق في الحرية والأمن الشخصيين ... ولهم الحق في حرية التحرك واختيار مكان إقامتهم بشكلٍ حر ... ولا يجوز تقييد هذه الحقوق إلا بالقيود التي يمكن فرضها على نحوٍ قانوني بموجب هذا العهد". لجنة حقوق الإنسان، "وضع الأجانب بموجب العهد"، ملاحظة عامة رقم 15، 1986، الفقرة 2.

36 تنص المادة 12 (1)، (3) من العهد الدولي الخاص بالحقوق السياسية والمدنية، على مبدأ حرية الحركة بالشكل التالي: "لكل فرد يوجد على نحو قانوني داخل إقليم دولة ما حق حرية التنقل فيه وحرية اختيار مكان إقامته". ولا يمكن فرض قيود على هذا الحق بحرية الانتقال إلا "بموجب القانون" وإذا كانت "ضرورية لحماية الأمن القومي أو النظام العام أو الصحة العامة أو الأدب العامة أو حقوق الآخرين وحرياتهم".

وبالمجمل، يمكن فهم هذا الحق بالصورة التالية:

- يجب أن يتمتع أي شخص من غير المواطنين (بمن فيهم اللاجئون وطالبو اللجوء) يكون موجوداً على نحوٍ قانوني في البلاد بالحق في حرية التنقل؛

- يمكن فرض قيود قانونية على هذا الحق إذا كان غير المواطن موجوداً في البلاد على نحوٍ غير قانوني؛

- يمكن فرض قيود قانونية على هذا الحق إذا شكل غير المواطن خطراً على الأمن القومي أو النظام العام أو الصحة العامة أو الأدب العامة أو حقوق الآخرين وحرياتهم؛

- لا يجوز للدولة أن تفرق بين حرية المواطنين وغير المواطنين في التنقل إلا إذا مثّل غير المواطنين خطراً على الأمن القومي، وفي هذه الحالة يجب فرض القيود على هذا الحق بموجب القانون؛

- لا يجوز للدولة أن تفرق بين فئاتٍ مختلفة من المواطنين من حيث الحق في حرية التنقل.

37 "وفاة طفلة تلقي الضوء على محنة اللاجئين عند الحدود العراقية الأردنية"، أخبار المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، 15 أبريل/نيسان 2005.

38 جينيفر باغونيس المتحدثة باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، "العراق: لاجئو المنطقة العازلة"، تصريحات المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، 10 ديسمبر/كانون الأول 2004.

39 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع خالد محمد جهاد حدّة، مخيم الرويشد للاجئين، 1 مايو/أيار 2006.

40 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع زهير إبراهيم كامل عباس، مخيم الرويشد للاجئين، 1 مايو/أيار 2006.

41 "لم شمل أسر اللاجئين في مخيم الرويشد"، أخبار المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، 1 يونيو/حزيران 2005.

42 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع أحد أفراد المجموعة المُبعدة، مخيم الرويشد للاجئين، 1 مايو/أيار 2006.

43 باغونيس، "العراق: لاجئو المنطقة العازلة".

44 "فلسطينيون يغادرون المخيم الصحراوي متوجهين إلى بغداد"، أخبار المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، 26 مايو/أيار 2004.

45 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع محمد عبد حسن، مخيم طريبيل، 30 أبريل/نيسان 2006.


<<   الصفحة السابقة  |  الصفحة الرئيسية  |  الصفحة السابقة  >> September 2006