Iraq



Iraq Iraq
  

<<   الصفحة السابقة  |  الصفحة الرئيسية  |  الصفحة السابقة  >>

VIII. الهجمات على المنظمات الإنسانية والأمم المتحدة

دأبت بعض جماعات المتمردين في العراق منذ صيف 2003 على مهاجمة العاملين الأجانب والعراقيين في المنظمات الإنسانية ووكالات الأمم المتحدة التي تقدم الرعاية الصحية، والأغذية وغير ذلك من صور المعونة إلى العراق. وقد استخدمت هذه الجماعات بعض الانتحاريين في تفجير المكاتب، إلى جانب أعمال الاختطاف والإعدام الفوري.

وترى جماعات المتمردين التي ترتكب هذه الأفعال أن منظمات المعونة الأجنبية والأمم المتحدة جزءٌ لا يتجزأ من القوات الأجنبية في العراق وأنها تعتبر بهذه الصفة أهدافاً مشروعة للهجوم. وقد أدى اتساع قاعدة هذه الهجمات، وعدم تمييزها بين هدف وهدف، فيما يبدو، إلى رحيل معظم الأجانب العاملين في المجالات الإنسانية من العراق.

ووفقاً للقانون الإنساني الدولي فإن العاملين في مجال المساعدة، سواءً كانوا من الأجانب أم من المواطنين، مدنيون لا بد من حمايتهم من العدوان. كما يفرض القانون الدولي التزامات إضافية على الحكومات والجماعات المسلحة، تقتضي منها تيسير عمل المنظمات الإنسانية المحايدة التي تقدم العون لضحايا الصراع207.

وقد أرغمت التهديدات وأعمال العنف أعداداً لا تحصى من العراقيين العاملين لدى منظمات المساعدة الأجنبية على ترك أعمالهم، ودفعتهم أحياناً إلى مغادرة البلاد. كما قامت المنظمات الإنسانية الدولية، خصوصاً بعد موجة اختطاف الأجانب في عام 2004، بتخفيض نطاق عملياتها في العراق تخفيضاً شديداً أو التوقف عنها تماماً. وكان عدد كبير من هذه المنظمات يقدم إلى السكان ما هم في مسيس الحاجة إليه من خدمات ومعونة في مجالات الصرف الصحي، والرعاية الصحية، والتعليم.

وقد وقعت إحدى الهجمات الأولى الواسعة النطاق يوم 19 أغسطس/آب 2003، عندما قام المتمردون بتفجير عبوة ناسفة هائلة محملة على شاحنة خارج المقر الرئيسي للأمم المتحدة في فندق القنال في بغداد، أدت إلى قتل اثنين وعشرين شخصاً وجرح ما يزيد على 150. وكان من بين القتلى سيرجيو فييرا دي ميلو، الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة.

وإذا لم تكن الأمم المتحدة في ذاتها من المنظمات الإنسانية، فإن بعض وكالاتها المتخصصة مثل اليونيسيف، والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي كانت تقدم خدمات أساسية للسكان في عدة مجالات، مثل التعليم، والصحة والتغذية، وصحة المياه والبيئة، وحماية الطفولة208.

وقد وقعت في الفترة من أول يونيو/حزيران إلى منتصف يوليو/تموز 2003 خمس عشرة حادثة أصابت الأمم المتحدة، كان من بينها الهجوم بالقنابل الصاروخية على مكاتب برنامج الغذاء العالمي، والمنظمة الدولية للهجرة في الموصل، وإطلاق النار على مكتب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في بغداد209. ففي الساعة الرابعة والنصف من عصر يوم 19 أغسطس/آب قام أحد الانتحاريين بقيادة شاحنة ذات ظهر مسطح، حتى وصل دون أن يعترض طريقه أحد إلى طريق الخدمات القريب من المقر الرئيسي للأمم المتحدة، وهناك فجّر شحنة هائلة من المتفجرات تقدر بنحو ألف كيلوغرام تحت مكتب دي ميلو في الطابق الثالث.

كانت رشا القيسي، وهي سكرتيرة شخصية وتعمل لدى الأمم المتحدة بالعراق منذ عام 1998، جالسة في مكتبها عندما انفجرت القنبلة، وقالت لهيومن رايتس ووتش:

لم أسمع صوت القنبلة، ولكن فجأة انكسر كل زجاج النوافذ، وكنت أظن في البداية أن الأمر بسيط، لكنني عندما خرجت وشاهدت الدمار أدركت أن المسألة خطيرة. ولم يكن الناس يعرفون في البداية ماذا حدث، لكن قيل لنا فيما بعد إنها كانت سيارة مفخخة. ولم يكن في المبنى، طبعاً، أي جهاز للأمن. وشاهدت الكثير من المصابين، والبعض يصرخ والبعض راقد على الأرض. وكان من المحال أن تعرف إن كانوا أحياءً أو أمواتاً. كان عدد الجرحى الراقدين على الأرض كبيراً جداً210.

وكانت بالمبنى موظفة إدارية تعمل لدى الأمم المتحدة تدعى ليلى المُلاَّ، وكانت تعمل مساعدة لرئيسة المستخدمين بمكتب دي ميلو، وهي نادية يونس، التي راحت ضحية الانفجار أيضاً. وكانت رشا المُلاّ جالسة في مكتبها الذي تفصله ردهة عن مكتب دي ميلو عندما انفجرت القنبلة. وقالت رشا:

كان ذلك في الساعة الرابعة والنصف تماماً، لأنني نظرت إلى الكمبيوتر أمامي. لم اشعر بشيء في تلك اللحظة، بل سمعت شيئاً ما وحسب. وكنا قد اعتدنا أصوات القنابل الثقيلة والانفجارات، وكان الصوت الذي سمعته يوحي بأن الحادث بعيد – كأنه صوت ارتطام مكتوم. وكنت بالقرب من النافذة، وكانت النافذة تشغل الحائط كله في الواقع. فأحسست بأن شيئاً ما قد سقط عليَّ من الخلف. وبصورة غريزية خفضت رأسي فإذا بكل شيء ينهار فوقي. وانقلب المكان كله رأساً على عقب. لم يكن عقلي قادراً على الاستيعاب فتركت المكتب ووقفت بجوار أحد الأعمدة. ونظرت إلى أسفل فوجدت سحابة سوداء تزحف صاعدة نحوي. وحاولت الخروج من الغرفة، لكنني لم اسر إلا خطوات معدودة، إذ كان الظلام دامساً، وانتظرت حتى ينجلي المشهد ولكن الغبار كان كثيفاً والحطام في كل مكان، وأحسست به يملأ رئتيَّ. وشاهدت شرخاً في السقف الأسمنتي، وبدأ المبنى يميل إلى جانبه. وأتضح لي أن الباب المؤدي إلى مكتب سيرجيو قد تحطم، فحاولت الخروج عندئذ.

لم أكن أعرف ماذا أفعل، فنزلت وشاهدت المصابين والدم والتراب في كل مكان، وكان الناس محشورين تحت الحطام، وكنت كلما خطوت خطوة خارج المبنى شاهدت المزيد من الدمار. كانت الفوضى عارمة؛ فالقتلى حولي في كل مكان والمصابون يصرخون من الألم211.

وقد بلغ العدد الكلي للقتلى اثنين وعشرين شخصاً. وكان خمسة عشر منهم يعلمون لدى الأمم المتحدة، خمسة من العراقيين، وعشرة من الموظفين الدوليين. أما القتلى من غير العاملين بالأمم المتحدة فكان ثلاثة منهم من العراقيين وأربعة من الأجانب212.

ولا يزال الغموض يكتنف تحديد الجهة المسؤولة عن تفجير مقر الأمم المتحدة، إذ زعمت ثلاث جماعات مسلحة ارتكابها لذلك الهجوم؛ وزعمت سلطة الائتلاف المؤقتة والحكومة العراقية أن جماعة أخرى، رابعة، هي التي ارتكبته. ففي 21 أغسطس/آب قالت جماعة كانت حتى ذلك الوقت مجهولة، وتدعى جماعة الطلائع المسلحة لجيش محمد الثاني - فرع الرمادي، إنها هي المسؤولة، وذلك في بيان أرسلته إلى قناة العربية الفضائية، وشاهدت إذاعته وكالات الأنباء الأخرى213. وجاء في البيان "أين كانت الأمم المتحدة حين قامت الولايات المتحدة وبريطانيا بِشَنِّ الحرب على العراق، وقتل الأطفال والمسنين والنساء؟ وأما عن عملها في مساعدة العراق، فعملها يقتصر على دفع الرواتب الشهرية لموظفيها من نفطنا". وبعد يومين قالت القناة الفضائية اللبنانية (LBC) إن جماعة تدعى جيش محمد، وربما كانت تلك الجماعة نفسها، قد زعمت مسؤوليتها عن الحادثة. وتلقت المحطة شريطاً صوتياً يتضمن تسجيلاً لبيان يزعم فيه أعضاء لواء عبدالله بن إياد، وهو من فروع الجماعة، أنهم قد فجروا الأمم المتحدة وقصفوا القصر الرئاسي الذي تشغله القوات المتعددة الجنسيات عدة مرات214.

وفي مايو/أيار 2004 أجرى مراسل المعهد الإعلامي للحرب والسلام مقابلة صحفية مع رجل "يزعم بدرجة ما من المصداقية" أنه المتحدث باسم جيش محمد؛ وعندما سأله المراسل عن موقفه إزاء تفجير الأمم المتحدة أجاب الرجل "لا توجد أمم متحدة حقيقية ... إنما هي منظمة تتحكم فيها الولايات المتحدة تحكماً كاملاً وقراراتها دائماً ما تخدم مصالح الولايات المتحدة"215. وفي 25 أغسطس/آب 2004، نشرت صحيفة الحياة اللندنية بياناً صادراً عن "كتائب أبي حفص المصري"، وهي جماعة تابعة للقاعدة، وزعمت مسؤوليتها عن التفجيرات بوصفها "درساً للولايات المتحدة". وقال البيان إن المقر الرئيسي للأمم المتحدة كان يعمل "بالتعاون مع المجرم صدام حسين، مركز الأمم المتحدة الرئيسي الذي قام بتجويع الشعب العراقي على مدى اثني عشر عاماً"216.

وفي فبراير/شباط 2004 قال المسؤولون في سلطة الائتلاف المؤقتة والعسكريون الأمريكيون إنهم حصلوا على معلومات استخبارية وأدلة على علاقة القاعدة وأبو مصعب الزرقاوي بتفجير الأمم المتحدة، ولكنهم لم يقدموا المعلومات اللازمة لتأييد زعمهم217. وبعد ذلك اتهمت وزارة الخارجية الأمريكية جماعة التوحيد والجهاد التي يتزعمها الزرقاوي بارتكاب الهجوم، لكنها لم تقدم هي الأخرى أدلة تثبت صحة ذلك218. وأخيراً، وفي 15 يناير/كانون الثاني 2005، ألقت السلطات العراقية القبض على سامي محمد على سعيد الجعف، المعروف أيضاً باسم أبو عمر الكردي، وهو من زعمت أنه من كبار قادة القاعدة. وجاء في بيان للحكومة العراقية أن الجعف قد اعترف بإعداد وتجهيز اثنتين وثلاثين سيارة مفخخة، وكانت من بينها السيارة التي استخدمت في الهجوم على الأمم المتحدة219.

وبعد شهر واحد من تفجير مبنى الأمم المتحدة، أي في 22 سبتمبر/أيلول 2003، انفجرت قنبلة أخرى في موقف للسيارات يبعد نحو خمسين متراً من مدخل فندق القنال، فأدى الانفجار إلى قتل أحد رجال الأمن بالأمم المتحدة وشرطيين عراقيين. وبحلول شهر نوفمبر/تشرين الثاني كان الموظفون الدوليون بالأمم المتحدة قد غادروا بغداد.

وأدت هذه الهجمات إلى الحد من قدرة الأمم المتحدة على العمل بدرجة بالغة، وهكذا قامت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق، المشكَّلة بموجب قرار مجلس الأمن رقم 1500، الصادر في أغسطس/آب 2003، بنقل مقرها إلى الأردن. وأما الموظفون الدوليون الذين عادوا إلى بغداد فقد اقتصروا على المكوث في ’المنطقة الخضراء‘ التي تتمتع بحماية القوات الأمريكية، كما أصبح مكتب بغداد يتحمل أعباء التكاليف الباهظة للأمن واللوجستيات، وهكذا أصبح العاملون في بغداد، الذين يبلغ عددهم 256 شخصاً، يضمون ما يربو على 200 من أفراد الأمن.

كما هاجم المتمردون أيضاً مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي تعمل في العراق منذ اندلاع الحرب بين إيران والعراق في عام 1980. ففي نحو الحادية عشرة من صباح 22 يوليو/تموز 2003، أطلق بعض المسلحين النار فقتلوا مهندس الاتصالات باللجنة واسمه ناديشا ياساسري رونموثو، شماليّ مدينة الحلّة وعلى مقربة منها، وأصابوا سائقه العراقي مازن حامد راشد بجروح بالغة220. وفي 13 يناير/كانون الثاني 2005 اختفى أحد السائقين العاملين لدى اللجنة بالقرب من أبو غريب، وعثر على جثته في اليوم التالي؛ وقالت اللجنة، التي لم تحدد اسم القتيل، إنه عراقي في الأربعينيات من عمره، ولديه أربعة أطفال221.

وصبيحة يوم 27 أكتوبر/تشرين الأول 2003، انفجرت عربة محمّلة بالمتفجرات عند المقر الرئيسي للجنة الدولية للصليب الأحمر في بغداد، مما أدى إلى مقتل اثني عشر شخصاً، كان من بينهم اثنان من العراقيين العاملين باللجنة، هما زهير عبدالله أحمد الشيخلي، ودكران جريجور دركان هاجوبيان222. وكان أحد سائقي اللجنة موجوداً في المقر الرئيسي أثناء الهجوم، فوصف ما شاهده لهيومن رايتس ووتش قائلاً:

كنا جالسين في مبنى اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في مكان ما خارج بهو الاستقبال. وشاهدت كيف دخلت السيارة المفخخة. وتعرف ما يحدث في هذه الأحوال. أدهشني اقتراب سيارة كبيرة إلى هذا الحد؛ وكان في بهو الاستقبال شخص يدعى عمر، فأطلق النار على السيارة، ثم انفجرت. وشاهدت أوصال الجثث على الجدار. كنت خارج المبنى. وقُتل ثمانية رجال كانوا في بهو الاستقبال... وتناثرت الجثث في كل مكان. كان المشهد رهيباً وفظيعاً وبشعاً. ولك أن تتصور ما يكون حين تشاهد جثة يغمرها الدم وبعض أوصالها على الجدار والأرض مغطاة بالدماء223.

وكان للتفجير آثاره البالغة على عمل اللجنة، إذ أرغمها على تخفيض عدد موظفيها الدوليين، الذين كان عددهم نحو ثلاثين من بين موظفي المنظمة في العراق والبالغ عددهم ستمائة224. وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر "إن اللجنة اضطرت إلى اتباع أسلوب عمل استثنائي في العراق، نظراً للاعتداءات المباشرة عليها وبسبب الحالة الأمنية العامة هناك". وأصبحت اللجنة تعتمد على الموظفين العراقيين فقط، مع فريق يدعمهم من الموظفين الأجانب الذين يعملون خارج المناطق التي يسيطر عليها الأكراد في شماليّ العراق وفي الأردن225.

وكان من شأن الاعتداء على منظمة مستقلة راسخة مثل اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وهي التي قامت بتقديم خدماتها للعراق على مدى السنوات الثلاث والعشرين الماضية، أن دفع المنظمات الإنسانية الأخرى إلى التساؤل عما إذا كانت تستطيع ممارسة عملها آمنة في العراق. وقد اعتبر كثير منها أن ذلك التفجير، وإن لم تزعم أي جهة مسؤوليتها عنه، يمثل رسالة تقول إن جميع المنظمات التي تقدم المعونة أصبحت عرضة للعدوان.

وقالت منظمة أطباء بلا حدود "إن هذا الاعتداء وما سبقه من اعتداءات قد جعل مجرد إمكانية تقديم المساعدة المستقلة في العراق محل شك حقيقي". وأضاف بيان المنظمة "أن الاستهداف المتعمد للمدنيين ووكالات المعونة المستقلة يمثل جريمة حرب؛ والذين ارتكبوا هذا العدوان على اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وهي منظمة ذات تاريخ طويل في تقديم المساعدة الإنسانية للعراقيين، يواجهوننا بالسؤال عما إذا كانت جميع منظمات المعونة يمكن أن تصبح أهدافاً لهم. لقد كان الهجوم يمثل عدواناً على قلب العمل الإنساني في حد ذاته"226.

ولقد قامت الجماعات المتمردة، منذ الهجوم على اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بتوجيه التهديدات إلى العاملين بشتى المنظمات الإنسانية، والاعتداء عليهم، واختطافهم وقتلهم. وإذا كانت الحالات التي حظيت بأكبر نصيب من التغطية الإعلامية تتعلق بالضحايا الأجانب، وأشهرها حالة المديرة الإقليمية لمنظمة كير مارغريت حسن (انظر أدناه)، فإن الغالبية العظمى من الضحايا كانوا من الموظفين العراقيين.

وقد حادثت هيومن رايتس ووتش ثلاثة من العاملين في المنظمات الدولية الذين فروا إلى بلدان أخرى بعد أن تلقوا تهديدات بالقتل من الجماعات المسلحة، سواء كانت تهديدات كتابية أو شخصية. وكان كل من هؤلاء يعرف بعض زملائه وأصدقائه الذين فروا أيضاً بعد تلقي التهديد. وكانت التهديدات في بعض الحالات جنائية لا سياسية، إذ إن بعض العصابات تعتقد فيما يبدو أن العراقيين الذين يعملون لدى المنظمات الأجنبية لديهم من المال ما يمكِّنهم من دفع الفدية. وقد تلقت مثلاً أسرة أحد الموظفين بالأمم المتحدة خطاباً يقول "ادفعوا لنا 5000 دولار وإلا فسوف نقتل جميع أبنائكم وابنتكم"227.

ولكن التهديدات كانت، في بعض الحالات، ذات طابع سياسي واضح، وكانت تؤدي عند تجاهلها إلى مقتل من يعمل في مجال المساعدة الإنسانية. فعلى سبيل المثال، كان محمد هوشيار سالم أحمد ديزايي، البالغ من العمر ثلاثين عاماً، وغير المتزوج، يعمل رئيساً لفرع منظمة المساعدة الإنسانية الرؤية العالمية (وورلد فيجن) في مدينة الموصل، وهي منظمة مسيحية مقرها في الولايات المتحدة وتعمل في مجال الإغاثة والتنمية، وكانت خلال تلك الفترة تعمل في مجال إصلاح المدارس وتعميرها.

وقالت أسرته لهيومن رايتس ووتش إن أفراداً مجهولين في المدينة أنذروه بأن يترك عمله، ولكن ديزايي قرر مواصلة العمل في المنظمة. وفي يوم 29 سبتمبر/أيلول 2004 قام مسلحون مجهولون بإطلاق النار عليه فقتلوه أثناء جلوسه في أحد المقاهي بالموصل.

ويقول والد ديزايي، الذي كان في أربيل وقت مقتل ابنه، إن أحد الشهود أخبره بأن سيارتين جاءتا وأطلق مسلحون منها النار على ابنه الوحيد في أحد المقاهي بالقرب من الجامعة. وقال إنه ذهب إلى المستشفى وإلى الشرطة في الموصل ولكنه لم يجد بين المسؤولين من أبدى استعداده للمساعدة. وأضاف "لم يكن بالمستشفى أحد. بل إنني ذهبت إلى الشرطة. لكنهم قالوا لن نستطيع اصطحابك لأننا نخشى الإرهابيين. وقالوا إن الإرهابيين سوف يهاجمونك من جديد إذا أتيت للحديث معنا في هذا الشأن". أما في المستشفى فلم يكن بها إلا عامل نظافة واحد قال لي "حذار من البكاء أو الصراخ لأن الإرهابيين سوف يعودون"228.

ووقعت حادثة أخرى من أحداث القتل التي تستهدف أشخاصاً بعينهم يوم 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2004 عندما أطلق بعض المسلحين النار فقتلوا أحد موظفي منظمة كاريتاس العراق، وهي منظمة ترتكز على الكنيسة الكاثوليكية الرومانية تقوم بمساعدة الأسر المحرومة بتقديم الأدوية والأغذية وإسداء المشورة في الشؤون الاجتماعية229. وكان القتيل يدعى علاء أندراوس، مدير مركز بيبي وِل لرعاية الأطفال في حي الدورة ببغداد. وقالت تلميذة في مدرسة البتول الثانوية للبنات في منطقة الميكانيك بحيّ الدورة، وهي التي كانت تعرفه لأنه قدم بعض الأغذية إلى إحدى الأسر الفقيرة في المبنى الذي تقيم فيه لهيومن رايتش ووتش ما يلي:

كنا ندرس في الفناء عندما سمعنا صوت احتكاك إطارات السيارات بالأرض، وصوت اصطدامها بالسور، والاختلاط الذي صاحب إطلاق النار. وكنا على وشك الدخول إلى المدرسة لأننا ظنناها تتعرض للهجوم – إذ سبق أن تعرضت للتهديدات. وكنا قد تلقينا رسائل تقول إن على الفتيات المسيحيات أن يرتدين الحجاب. ودخلت إحدى السيارتين إلى فناء المدرسة، فهدمت جانباً من الجدار. أما السيارة الأخرى فقد أطلقت النار فقط وانطلقت مسرعة. وكانت الشرطة التي تحمي المدرسة ترد على الطلقات النارية.

وكان في السيارة الأولى سائق وشخص يدعى علاء. وكانت زوجته وابنه في المقعد الخلفي. وقد توفي السائق. وأصيب علاء بجروح وتوفي في الليلة نفسها. وقد تمكنت من مشاهدة الرجال من نافذة الطابق العلوي وهم يخرجون الجثث من السيارة. كان السائق قد مات، وأصيب علاء في فكه، الذي انفصل عن وجهه من شدة الطلقة، وكانت زوجته قد أغمي عليها من الصدمة230.

واضطرت كاريتاس إلى إغلاق مركز رعاية الأطفال في الدورة، وهو الذي كان يتولى علاج الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية. وقال سباستيان ديشان، المسؤول عن مكتب المنظمة بالشرق الأوسط، لهيومن رايتس ووتش، إن "الأثر كان مباشراً، وسرى التوتر بين العاملين وانتابهم الخوف؛ إذ إن الصدمة هزّتهم جميعاً. فعندما يموت أحد زملائك قتيلاً بطلق ناري، يكون التأثير بالغ الشدة"231.

وبحلول أبريل/نيسان 2004، كان المتمردون قد شنوا حملة اختطاف للأجانب العاملين في العراق، وكان من بينهم العاملون في المجالات الإنسانية. وفي 7 سبتمبر/أيلول قام بعض المسلحين باختطاف سيمونا باري وسيمونا توريتا من المنظمة الإيطالية المسماة جسر إلى بغداد، إلى جانب اثنين من العاملين العراقيين هما الدكتور رائد العلي ومهناز بسام. وقد أطلقوا سراح الجميع بعد ثلاثة أسابيع في ظروف لا يزال يكتنفها الغموض، وقد تكون وراء اختطافهم دوافع إجرامية لا دوافع سياسية232.

أما الحادثة التي أثارت أكبر قدر من الاهتمام على المستوى الدولي فكانت حادثة اختطاف مارغريت حسن، المديرة القُطْرية لمنظمة كير؛ وكانت متزوجة من أحد العراقيين، واكتسبت الجنسية العراقية وأقامت في العراق خمسة وعشرين عاماً عملت فيها بتقديم المعونة الإنسانية. وقد ظلت منظمة كير تمارس نشاطها في العراق طيلة السنوات الخمس عشرة الماضية، وبدأت مارغريت حسن عملها مديرة محلية للمنظمة منذ عام 1996، وكانت من بين القلة القليلة من المغتربين العاملين في مجال المساعدة الإنسانية الذين لم يغادروا العراق إبان الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003.

وقالت منظمة كير إن بعض المسلحين قاموا باختطاف مارغريت حسن في السابعة والنصف من صباح يوم 19 أكتوبر/تشرين الأول 2004، في أثناء ذهابها بالسيارة إلى العمل. وقد بثت قناة الجزيرة بعد ذلك شريط فيديو تظهر فيه السيدة مذعورة وتطالب بانسحاب القوات البريطانية وإطلاق سراح السجينات في العراق. وقالت مارغريت حسن "أرجوكم أن تساعدوني. أرجوك أيها الشعب البريطاني أن تطلب من توني بلير أن يسحب القوات من العراق، وألا يأتي بهم إلى بغداد. هذا هو السبب الذي تعرض فيه البعض مثل السيد بيغلي ومثلي للاختطاف، وربما كان مصيرنا الموت مثل السيد بيغلي. أرجوكم أرجوكم أتوسل إليكم". وكانت تشير إلى كنيث بيغلي، المهندس البريطاني الذي قطعت رأسه يوم 8 أكتوبر/تشرين الأول233.

وفي يوم 5 نوفمبر/تشرين الثاني أصدر تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين بياناً يطالب فيه بإطلاق سراح مارغريت حسن "إلا إذا توافر ما يثبت أنها من العملاء". وقال البيان إن آسريها "إذا سلموا لنا هذه الرهينة فسوف نطلق سراحها على الفور، إلا إذا ثبت أنها كانت تتآمر ضد المسلمين"234.

وفي 16 نوفمبر/تشرين الثاني أعلنت منظمة كير أنها تعتقد أن مارغريت حسن قد ماتت، على الرغم من عدم العثور على جثتها. وقالت المنظمة في بيان قصير لها "إننا نعرب عن عميق الأسى لسماعنا نبأ وجود شريط فيديو يظهر منه أن زميلتنا مارغريت حسن قد قتلت"235.

وقالت القوات العراقية والأمريكية في مايو/أيار 2005 إنها قد قبضت على أحد عشر رجلاً يشتبه في تورطهم في قتل مارغريت حسن. وقالت الشرطة العراقية إن خمسة منهم قد اعترفوا بتواطئهم على قتلها236.

وكان مقتل مارغريت حسن بمثابة صدمة جديدة سرت موجاتها في أوساط المنظمات الإنسانية العاملة بالعراق، إذ كانت هذه المنظمات تفترض - رغم الاعتداءات المنتظمة على العاملين في مجال المساعدة الإنسانية منذ صيف 2003 - أن مارغريت حسن لن يصيبها مكروه بسبب تاريخ أسرتها الطويل في العراق والروابط المهنية التي تربطها بالبلد. ولكن قتلها عمداً يثبت أن أحداً ليس بمأمن من العدوان، ولو كان امرأة ذات روابط عميقة بالعراق. وأعلنت منظمة كير إيقاف عملياتها في العراق يوم 28 أكتوبر/تشرين الأول 2003237.

وقالت علية خليفة، منسقة دعم برامج منظمة كير في العراق، والتي نقلت مقرها الآن إلى عمان: "من المحزن إنهاء مثل هذه العملية التي مر عليها زمن طويل وقدمت العون لأعداد كبيرة من الناس. وهكذا كان لا بد من إيقاف جميع أنشطتنا، وهي التي كانت تعود بفائدة مباشرة على الناس"238.

وحذت منظمات إنسانية دولية حذو كير؛ ففي 9 نوفمبر/تشرين الثاني، أعلنت لجنة الإنقاذ الدولية، وهي التي كان قد مضي عليها في العراق ثمانية عشر شهراً وقامت فيها بعملها في مجالات نظم المياه، والمرافق الصحية والطبية، والتطعيم ضد الأمراض، وإعادة بناء المدارس - أعلنت أنها ستخفض برامجها في العراق حتى تنتهي منها في نهاية العام. وقال مارك بارتوليني، مدير اللجنة في منطقة الشرق الأوسط وآسيا "لقد اضطررنا آسفين إلى التسليم بالأمر الواقع الذي يقول إن القيود الأمنية المفروضة علينا جعلتنا نعجز بصورة مطردة عن الوفاء باحتياجات العراق. فأحوال الأمن المتدهورة تكشف عن اتجاه نحو القيام بهجمات على المدنيين العراقيين الذين يرتبطون بهيئات دولية، وكذلك على الموظفين الدوليين في تلك المنظمات"239.

وفي الشهر نفسه أعلنت منظمة الرؤية العالمية، التي كانت قد فقدت مديرها في الموصل قبل ستة أسابيع، أنها هي أيضاً ستقوم بإنهاء عملياتها في العراق. وبعد أن قضت في العراق ثمانية عشر شهراً عملت فيها على تحسين أحوال المدارس والمستشفيات والعيادات وإمدادات المياه، قالت المنظمة إن صعوبة الحفاظ على الأمن أصبحت مستعصية، وقال تيم كوستيلو، مدير فرع الرؤية العالمية بأستراليا "لقد أدركنا أنه من المحال الإبقاء على رجال الأمن في عملهم أربع وعشرين ساعة يومياً، ولقد أصبحت الآن حتى المنظمات الإنسانية، مثل منظمتنا أو منظمة كير – بل والصليب الأحمر بما أثبته من حرص على الحياد طيلة 150 عاماً – هدفاً للعدوان"240.



207 اللجنة الدولية للصليب الأحمر، القانون الإنساني الدولي العرفي، المجلد الأول، المادتان 55 و56، وانظر أيضاً البروتوكول الأول، المادة 81 (4).

208 استمر وجود الأمم المتحدة في العراق لما يربو على أربعين سنة، وقد اتسع نطاق هذا الوجود في منتصف التسعينيات بهدف إدارة برنامج النفط مقابل الغذاء. وقد استبقت الأمم المتحدة العمليات العسكرية بين العراق والولايات المتحدة بأن أجلَتْ كل موظفيها الدوليين، وكان عددهم يبلغ 387، في 18 مارس/آذار 2003. وظل هؤلاء خارج العراق خلال الغزو بقيادة الولايات المتحدة ثم عادوا إلى بغداد في أول مايو/أيار 2003. وقد وصل دي ميلو والعاملين معه وقوة الأمن الخاصة به بعد ذلك التاريخ بشهر ويوم واحد.

209 المرجع السابق.

210 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع رشا القيسي، عمان، الأردن، 13 فبراير/شباط 2005.

211 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع ليلى المُلاّ، عمان، الأردن، 13 فبراير/شباط 2005.

212 "الزملاء الذين قتلوا في بغداد ضربوا المثل على موقف أسرة الأمم المتحدة ’في أشد حالاتها التزاماً وشجاعة‘، وفقاً لما قاله الأمين العام في حفل إحياء ذكراهم". بيان صحفي للأمم المتحدة بتاريخ 19 سبتمبر/أيلول 2003.

213 "جماعة غامضة تزعم مسؤوليتها عن تفجير مبنى الأمم المتحدة في بغداد، وتقسم على القيام بالمزيد من الهجمات"، وكالة الأنباء الفرنسية، 21 أغسطس/آب 2004، ودكستر فيلكنز "التحريات في تفجير مبنى الأمم المتحدة تركز على إمكانية ارتباطه بالحرس العراقي"، جريدة نيويورك تايمز، 22 أغسطس/آب 2004.

214 "العراق: جماعة ’جيش محمد‘ تقول إنها فجرت المقر الرئيسي للأمم المتحدة"، قسم الاستماع السياسي بهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) في الشرق الأوسط، تقرير أذاعته القناة الفضائية اللبنانية (LBC)، في 23 أغسطس/آب 2003.

 [215]علي قيس الرُّبيع "الإسلاميون يتعهدون بمواصلة الحرب ضد الائتلاف" المعهد الإعلامي للحرب والسلام، 14 مايو/أيار 2004.

216 "بيان يقال إنه صادر عن تنظيم ’القاعدة‘ يزعم المسؤولية عن الهجوم على المقر الرئيسي للأمم المتحدة في العراق"، مترجم من قسم الاستماع السياسي لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) في الشرق الأوسط، ومحمد صلاح "القاعدة تعلن مسؤوليتها عن تفجير المقر الرئيسي للأمم المتحدة في بغداد"، الحياة، 25 أغسطس/آب 2003.

217 بيان إحاطة من سلطة الائتلاف المؤقتة مع دانيل سينور والعميد مارك كيميت، بغداد، العراق، 12 فبراير/شباط 2004.

218 "منظمة إرهابية أجنبية": الاسم الذي يطلق على جماعة ’التوحيد والجهاد‘ وما تعرف به من أسماء أخرى"، بيان صحفي من وزارة الخارجية الأمريكية في 15 أكتوبر/تشرين الأول 2004. وانظر:

http://www.state.gov/r/pa/prs/ps/2004/37130.htm

(بتاريخ 9 مارس/آذار 2005).

219 باسم مروة "القوات العراقية تقبض على أحد كبار رجال القاعدة" أسوشيتد برس، 24 يناير/كانون الثاني 2005.

220 "العراق: مقتل أحد الموظفين في اللجنة الدولية للصليب الأحمر وإصابة آخر بجروح" بيان صحفي من اللجنة بتاريخ 22 يوليو/تموز 2003، و"ناديشا: ليس ضحية حرب بل ضحية القتل العمد" بيان صحفي للجنة في 30 يوليو/تموز 2003.

221 "العراق: مقتل أحد الموظفين في اللجنة الدولية للصليب الأحمر" بيان صحفي للجنة في 15 يوليو/تموز 2005.

222 بالتازار ستيلن "العراق: ارتكاب العنف دون تمييز يزيد من شقاء المدنيين"، مقال صحفي للجنة الدولية للصليب الأحمر، 27 أكتوبر/تشرين الأول 2004 (وانظر:

www.icrc.org/Web/Eng/siteeng0.nsf/iwpList74/927D51C2698B002AC1256F390047EB87

(بتاريخ 9 يوليو/تموز 2005). وكان المقال قد نشر أولاً في صحيفة الحياة اللندنية في 27 أكتوبر/تشرين الأول 2004.

223 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع أحمد، وقد حجبنا الاسم الكامل، في السليمانية، العراق، 3 فبراير/شباط 2005.

224 "الصليب الأحمر يعتزم تقليل عدد العاملين في العراق"، بي بي سي في 29 أكتوبر/تشرين الأول 2003، وانظر:

http://news.bbc.co.uk/1/hi/world/middle_east/3224723.stm

225 العراق: عمليات اللجنة الدولية للصليب الأحمر في 2004، المستجدات في العمليات، 31 ديسمبر/كانون الأول 2004 ويمكن الإطلاع على هذا في:

http://www.icrc.org/Web/Eng/siteeng0.nsf/html/693L9H?OpenDocument,

حتى 9 يونيو/حزيران 2005.

226 "العراق: المساعدة الإنسانية المستقلة تتعرض للعدوان" مترجم من بيان منظمة أطباء بلا حدود، 10 نوفمبر/تشرين الثاني 2003، ويمكن الإطلاع عليه في:

http://www.doctorswithoutborders.org/publications/other/iraq_11-10-2003.shtml,

بتاريخ 4 مارس/آذار 2005.

227 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع موظف بالأمم المتحدة، عمان، الأردن، 13 فبراير/شباط 2005.

228 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع هوشيار سالم أحمد باشا ديزايي، أربيل، العراق، 6 فبراير/شباط 2005.

229 لم يكن مقتل عملاء أندراوس أو لحادثة عنف تتعرض لها منظمة كاريتاس في العراق، فقبلها بعام كامل، أي في 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2003، قام أحد الانتحاريين بتفجير نفسه في المقر الرئيسي للشرطة العراقية في الناصرية، الأمر الذي أدى إلى قتل ثمانية عشر إيطاليا وتسعة عراقيين، وإصابة ما يزيد على 105 أشخاص بجروح. وأحدث الانفجار أضراراً بمكتب منظمة كاريتاس في العراق، الذي لم يكن يبعد سوى عدة مئات من الأمتار عن مقر الشرطة، كما أسفر عن إصابة مدير مركز رعاية الأطفال بجروح خطيرة. وتقول مصادر كاريتاس إن شدة الانفجار حطمت النوافذ إلى جانب إصابة اثني عشر من العاملين بجروح، وقال مدير كاريتاس "إن هذا الهجوم وقع في منطقة سكنية هادئة، وأدى إلى دمار واسع النطاق". (جون ف. بينز "مقتل 26 شخصاً على الأقل في تفجير مجمع إيطالي في العراق" نيويورك تايمز، 3 فبراير/شباط 2003، "عدد القتلى يرتفع إلى 27 في تفجير إحدى القواعد الإيطالية في جنوب العراق" وكالة الأنباء الفرنسية، 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2003، و"العمال العراقيون في كاريتاس يصابون بجروح في تفجير انتحاري في الناصرية" بيان صحفي لكاريتاس في 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2003.

230 مقابلة هيومن رايتس ووتش، عين كوة، العراق، 29 يناير/كانون الثاني 2005.

231 مقابلة هاتفية لهيومن رايتس ووتش مع سباستيان ديشان، 10 فبراير/شباط 2005.

232 ريتشارد أوين "عمال المعونة العراقيون يقولون: تحسنت معاملتهم لنا حين عرفوا أننا لسنا جواسيس" صحيفة التايمز، في 30 سبتمبر/أيلول 2004، و"الجزيرة تقول إن الرهائن الإيطاليين أفرج عنهم في العراق" وكالة الأنباء الفرنسية، 28 سبتمبر/أيلول 2004.

233 كيم سنغوبتا "تسجيل مروع يعرض لقطات لمارغريت حسن وهي تناشد الناس أن ينقذوها من الموت"، مترجم من صحيفة ذي إندبندنت، 23 أكتوبر/تشرين الأول 2004.

234 كيم سنغوبتا "جماعات الزرقاوي تطالب بإطلاق سراح الرهينة الأيرلندية" صحيفة ذي إندبندنت الأيرلندية، 6 نوفمبر/تشرين الثاني 2004،وآدم ناثان وتوم كوغلان، "جماعات إرهابية: تدعو إلى إطلاق سراح، الرهينة البريطانية" صحيفة صنداي تايمز 7 نوفمبر/تشرين الثاني 2004.

235 "منظمة كير يعتصرها الحزن لأن السيدة مارغريت حسن، فيما يبدو، قد قتلت"، مترجم من بيان صحفي لمنظمة كير، 16 نوفمبر/تشرين الثاني 2004.

236 "حملات عراقية تنجح في القبض على رجال ذوي صلة بوفاة امرأة بريطانية"، رويترز، أول مايو/أيار 2005، وآن بينكيث "خمسة ’يعترفون‘ بقتل امرأة تعمل في مجال المعونة" صحيفة ذي إندبندنت، 2 مايو/أيار 2005.

237 "منظمة كير توقف عملياتها في العراق" – بيان صحفي لمنظمة كير، 28 أكتوبر/تشرين الأول 2004.

238 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع علية خليفة، عمان، الأردن، 14 فبراير/شباط 2005.

239 "برامج لجنة الإنقاذ الدولية تتوقف في نهاية العام"، بيان صحفي صادر عن لجنة الإنقاذ الدولية في 9 نوفمبر/تشرين الثاني 2004.

240 "منظمة كبرى للمعونة تغادر العراق"، بي بي سي، 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2004:

http://news.bbc.co.uk/1/hi/world/middle_east/4025171.stm,


<<   الصفحة السابقة  |  الصفحة الرئيسية  |  الصفحة السابقة  >> November 2005