Lebanon



Lebanon Lebanon
  

VI.سلوك حزب الله أثناء الحرب

كان حزب الله مسؤولاً عن انتهاكاتٍ جسيمةٍ كثيرة لقوانين الحرب أثناء نزاعه مع إسرائيل. فقد أطلق مقاتلوه عشوائياً آلاف الصواريخ على إسرائيل فقتلوا 43 مدنياً (إضافةً إلى 12 جندياً)؛ وهو ما يوثقه تقريرٌ مستقل عن هيومن رايتس ووتش بعنوان "مدنيون تحت الهجوم".71 كما عرّض حزب الله أحياناً مدنيين لبنانيين للخطر عبر امتناعه عن اتخاذ جميع الاحتياطات المعقولة لتفادي إطلاق الصواريخ من المناطق المأهولة وتجنب الاختلاط بالمدنيين اللبنانيين، وكذلك عبر تخزين الأسلحة والذخائر في المناطق المأهولة. وأطلق مقاتلو حزب الله الصواريخ على نحوٍ شبه يومي من أماكن قريبة من مراكز مراقبي الأمم المتحدة بجنوب لبنان، وهو عملٌ من أعمال "اتخاذ الدروع البشرية"، جزئياً على الأقل. وقد عرض هذا جنود اليونيفيل للخطر لأنه اجتذب النيران الانتقامية الإسرائيلية لتصيب مواقع الأمم المتحدة القريبة. ويرد أدناه تفصيلٌ لكلٍّ من هذه الانتهاكات.

ولكننا لم نجد دليلاً على أن انتشار قوات حزب الله في لبنان مثل انتهاكاً متكرراً أو واسعاً لقوانين الحرب على النحو الذي تزعمه إسرائيل دائماً. فلم نجد مثلاً أن حزب الله دأب على نصب صواريخه داخل منازل المدنيين أو بالقرب منها. بل وجدنا أدلةً قوية تشير إلى أنه كان يخزن معظم صواريخه في أعشاش ومراكز تخزين أسلحة تقع في حقول ووديان غير مأهولة. وعلى نحوٍ مماثل، ومع أننا وجدنا أن مقاتلي حزب الله أطلقوا صواريخهم من القرى في بعض الحالات، وربما قاموا باتخاذ الدروع البشرية، وهي جريمة حرب، وذلك عندما قاموا قصداً وتكراراً بإطلاق الصواريخ من مقربةٍ من مراكز الأمم المتحدة ويحتمل أن يكون هذا بنية ثني إسرائيل عن الرد بالقصف، فإننا لم نجد دليلاً على أن حزب الله أطلق صواريخه من مناطق مأهولة. وتشير الأدلة المتوفرة إلى أن مقاتلي حزب الله عمدوا في الغالبية العظمى من الحالات إلى مغادرة المناطق المدنية المأهولة فور بدء القتال، وإلى أنهم أطلقوا معظم الصواريخ من مواقع معدة مسبقاً في وديان وحقول غير مأهولة تقع خارج القرى.

ويطرح المسؤولون الإسرائيليون مزاعم خطيرة مفادها أن حزب الله عادةً ما يستخدم "الدروع البشرية" لحماية قواته من الهجوم، مما يجعله يتحمل مسؤولية ارتفاع عدد الضحايا المدنيين في لبنان. إلا أننا، وبمعزلٍ عن اتخاذ حزب الله مواقع قرب جنود الأمم المتحدة، لم نعثر إلا على عددٍ محدود من حالات الاحتماء المحتمل بالمدنيين؛ وهي لا تشير أبداً إلى الارتكاب الواسع لهذا الانتهاك للقانون الإنساني أو إلى وجود سياسة لدى حزب الله تشجع على هذا السلوك. ولا تكاد هذه الحالات القليلة نسبياً تكون مسؤولةً عن أي قدرٍ من مقتل المدنيين اللبنانيين في الغارات الإسرائيلية.

وعند دراسة مسألة ممارسة "اتخاذ الدروع البشرية" يكون من المهم التمييز بين هذا الانتهاك الجسيم للقانون الإنساني (الاستخدام العمد للمدنيين أو غيرهم من الأشخاص المحميين بمثابة دروعٍ لحماية هدف عسكري من الهجوم) وبين انتهاك آخر يتمثل في تعريض المدنيين للخطر عبر القيام من غير ضرورة بتنفيذ عمليات عسكرية على مقربةٍ من المناطق المأهولة. وقد وثقنا عدداً من الحالات التي أدت فيها أفعال حزب الله إلى تعريض المدنيين للخطر؛ إلا أننا لم نجد دليلاً على أن ذلك جرى مع توفر القصد في استخدام المدنيين دروعاً.

ولا شك في أن امتناع مقاتلي حزب الله عن ارتداء لباس موحد يميزهم، أو وضع إشارات تميزهم، عن السكان المدنيين أمرٌ ساهم في تعريض المدنيين للخطر؛ على أن القانون الإنساني الدولي النافذ خلال النزاع لا يفرض عليه ذلك. فبما أن مقاتلي حزب الله غالباً ما يظهرون بملابس مدنية، كان من الصعب على القوات الإسرائيلية التمييز بينهم وبين غيرهم من الذكور في سن القتال. وقد زادت هذه الصعوبة من خطر العمليات العسكرية إسرائيلية على السكان المدنيين في لبنان. إلا أن امتناع مقاتلي حزب الله عن تمييز أنفسهم على نحوٍ منسجم بصفتهم مقاتلين لا يعفي القوات الإسرائيلية من واجب التمييز في جميع الأوقات بين المقاتلين والمدنيين والاقتصار على استهداف المقاتلين فقط.

لمحة عامة عن هيكلية حزب الله وقاعدة دعمه والسرية العسكرية لديه

حزب الله تنظيم سياسي شيعي متعدد الأوجه تتجاوز نشاطاته في لبنان المواجهة العسكرية مع إسرائيل إلى حدٍّ بعيد. وكثيراً ما يقال إن حزب الله "دولة داخل دولة" في لبنان. وهو مُمثلٌ في المجلس النيابي، وفي كثيرٍ من المجالس البلدية في أنحاء لبنان. كما يتمتع بدعم قاعدي حقيقي في معظم مناطق الجنوب الشيعية وفي ضواحي بيروت الجنوبية التي يغلب فيها الشيعة، إضافةً إلى القرى الشيعية المجاورة لسوريا في وادي البقاع. وهو مسؤول أيضاً عن برامج اجتماعية وخيرية واسعة تركز على السكان الشيعة في لبنان وتعمل ضمن مؤسساتها الخاصة. ويحظى حزب الله بدعمٍ معلن من معظم رجال الدين الشيعة في لبنان. إلا أن تأييد حزب الله في لبنان ليس شاملاً، حتى في أوساط الشيعة. فكثيرٌ من اللبنانيين يرتابون في الأصول الدينية للحزب وعلاقات الحزب بكل من سوريا وإيران ويفضلون نزع سلاحه أو دمج جناحه العسكري في الجيش اللبناني.

ومع أن حزب الله يعمل علناً بصفته منظمةً سياسيةً مقاتلة، فإن السرية تكتنف نشاطات جناحه العسكري، "المقاومة الإسلامية".72 وتخدم هذه السرية في ذاتها هدفاً هاماً من أهداف حزب الله العسكرية؛ فهو يعرف أن إسرائيل تعتمد كثيراً على مخابراتها وعلى اختراق المنظمات المقاتلة وعلى توجيه الضربات إلى قادتها. ومن خلال حرصه الشديد على أية معلوماتٍ تتعلق بإستراتيجيته العسكرية، يحد حزب الله من قدرة إسرائيل على استهداف قادته وأعضائه ومنشآته القتالية. وقد قللت إستراتيجية السرية هذه قدرة إسرائيل على ضرب حزب الله من الجو إذ أنها غالباً ما تفتقر إلى المعلومات الاستخباراتية اللازمة لاستهداف عناصر حزب الله ومنشآته.

ويلتزم مقاتلو حزب الله سياسة الصمت التام، ويحرصون جداً على حماية معلوماتهم العسكرية. وخلال حرب 2006، لم تكد تجري أية مقابلة مع مقاتلٍ في حزب الله من جانب مراسلين أجانب أو محليين، فغالباً ما كان المقاتلون يبتعدون عن الصحفيين الذين يحاولون الحديث معهم من غير أية تعليقات. ولم يرافق مقاتلي حزب الله أثناء العمليات العسكرية أي مراسلٍ محلي أو أجنبي (حتى ممن يعتبرون متعاطفين مع الحزب).

ويتمتع حزب الله بتأييدٍ شعبي كبير في أوساط السكان الريفيين الشيعة في جنوب لبنان خاصةً، لكن له تأييداً كبيراً في المناطق الشيعية الأخرى في لبنان كوادي البقاع وضواحي بيروت الجنوبية. ومع أن كثيراً من الشيعة اللبنانيين يؤيدون منظماتٍ سياسيةً أخرى، منها أمل والحزب الشيوعي اللبناني، فإن كثيراً من شيعة لبنان وغيرهم من الجماعات المذهبية اللبنانية يناصرون حزب الله بصفته منظمة "مقاومة" ضد إسرائيل، ويرون أن الفضل في إنهاء احتلال إسرائيل الطويل لجنوب لبنان يعود إلى النشاط العسكري الذي مارسه الحزب (1978 – 2000).73 ويتجلى حجم كل من التأييد الذي يحظى به الحزب والسيطرة التي يتمتع بها في رفع أعلام حزب الله ظاهرةً في كل قريةٍ شيعية تقريباً بجنوب لبنان، وفي ملصقات "الشهداء" التي تملأ الشوارع الرئيسية وتحمل صور مقاتلي حزب الله وأمل الذين لاقوا مصرعهم في المعارك مع إسرائيل. وفي الوقت عينه، يعارض كثيرٌ من اللبنانيين حزب الله معارضةً شديدة (ومنهم سنة وشيعةٌ ومسيحيون ودروز، وغير طائفيين)؛ فهم يرون فيه أداة يتسلل منها النفوذ السوري والإيراني، ويتهمونه بجر لبنان إلى مواجهاتٍ متكررة لا موجب لها مع إسرائيل.

تخزين أسلحة حزب الله

وثقت هيومن رايتس ووتش عدداً من الحالات التي انتهك فيها حزب الله قوانين الحرب عبر تخزين الأسلحة والذخيرة في مناطق مأهولة وعدم بذل أي جهد بغرض إبعاد المدنيين الواقعين تحت سيطرته عن تلك المناطق. ويفرض القانون الإنساني على الأطراف المتقاتلة اتخاذ الاحتياطات الأخرى اللازمة لحماية ما تحت سيطرتها من سكان مدنيين من الأخطار الناجمة عن العمليات العسكرية.74 ويشمل هذا تجنب إقامة أهداف عسكرية (كالأسلحة والذخيرة) في المناطق المكتظة بالسكان،75 وعند تعذر ذلك نقل السكان المدنيين بعيداً عن المناطق المجاورة للأهداف.76 وقد كتب أحد المعلقين:

"على القادة العسكريين

أما استخدام المدنيين عمداً بغية حماية الأهداف العسكرية من الهجوم فهو يعني اتخاذهم دروعاً بشرية.

ففي الساعة 4:05 تقريباً من يوم 13 يوليو/تموز، دمرت غارة جوية إسرائيلية على قرية برعشيت منزل بائع بطاقات اليانصيب نجيب حسين فرحات، ودمرت منزلاً مجاوراً يملكه شقيقه الذي انتقل إلى بيروت عام 1996. تسببت الغارة في مقتل نجيب (54 عاماً)، وابنته زينب (16 عاماً)، وأصابت زوجته وابنه وابنته بجراحٍ بالغة. ويقول مصدرٌ مطلع في القرية إن حزب الله استأجر قبو المنزل غير المأهول وقام بتوسيعه ليجعله "مستودعاً" لتخزين عددٍ كبيرٍ من الأسلحة. إلا أن حزب الله أو أقارب نجيب لم يبلغوه بوجود مخزن أسلحة بجواره مما جعله لا يرى ضرورةً لإخلاء منزله عندما اندلعت الحرب. وقد احتج الأقارب الناجون لدى مسؤولي حزب الله على هذه الحادثة فقوبلوا بالإنكار أول الأمر، ثم بتهديدهم بأن حزب الله سيحرم العائلة من التعويض إذا تحدثت عن الأمر علناً:

"بعد الحادثة، تشاجرت العائلة مع حزب الله. أنكر الحزب تلك المزاعم في البداية، إلا أنه أقر بها عندما عرفت القرية كلها بالأمر. والشخص الذي قدمت إليه الشكوى مسؤول عن التعويضات أيضاً، فما كان منه إلا أن أخر دفع التعويض للأسرة. وقد كفت الأسرة عن التحدث في الأمر لأنها خشيت خسارة التعويض".78

وقد جاء بعض أخطر المزاعم حول قيام حزب الله بوضع الأسلحة داخل المناطق المدنية المأهولة من قرية مروحين الحدودية السنية. ويقول أهالي مروحين إنهم بدأوا يعانون مشكلاتٍ جراء تسرب مقاتلي حزب الله وأسلحته إلى القرية بمجرد بدء الحرب تقريباً. وتحدث أحد الشهود كيف جاء إلى قريتهم اثنان من مقاتلي حزب الله يرتدي أحدهم ملابس عسكرية مموهة بينما يرتدي الآخر ملابس مدنية، وذلك يوم 12 يوليو/تموز وهو يوم اختطاف الجنديين الإسرائيليين، وراحا يستكشفان القرية. وكانت طوافة إسرائيلية تحلق فوق القرية بحثاً عن أهداف حزب الله. وقال أحد الشهود لـ هيومن رايتس ووتش إن زهرة عبد الله (52 عاماً)، وهي إحدى النساء اللواتي قتلن في غارةٍ إسرائيلية يوم 15 يوليو/تموز، صرخت على المقاتلين طالبةً منهما الرحيل وقائلةً لهما إن الطوافة ستهاجم القرية إذا شاهدتهما.79

إلا أن المقاتلين تجاهلاها كما يقول الشاهد، وعادا في وقتٍ لاحق من اليوم نفسه يقودان شاحنة بيضاء محملة بالأسلحة. وقاما بإيقاف السيارة قرب جامع القرية حيث ظلت حتى دمرتها غارةٌ إسرائيلية.80 ومن غير علم أهل القرية، أقام حزب الله مخزناً كبيراً للصواريخ وغيرها من الأسلحة في منزل بالقرية يملكه متعاطفٌ مع الحزب (دُمر هذا المخزن في غارةٍ إسرائيلية).81 وعقب الحرب، عثر باحثونا على السيارة المدمرة وعلى مخزن الأسلحة المدمر داخل المنزل؛ وكان فيهما بقايا صواريخ وبقايا قنابل مدفوعة بالصواريخ، وأسلحة أخرى. ويعرض تخزين الأسلحة في مناطق مأهولة يعرض المدنيين للخطر على نحوٍ ينتهك ما يفرضه القانون الإنساني الدولي على حزب الله من اتخاذ جميع الاحتياطات المعقولة لحماية المدنيين أثناء النزاع المسلح. إلا أننا لم نتمكن من العثور على أدلةٍ تلقي ضوءاً على ما إذا كان هذا الفعل قد جرى مع توفر القصد في استخدام المدنيين لحماية الأسلحة من الهجوم؛ وهو القصد الذي لابد من توفره حتى تصح الدعوى القانونية باتخاذ الدروع البشرية.

وعلى نحوٍ مماثل، عادت أفعال حزب الله في تلك القرية فعرضت المدنيين للخطر بعد ثلاثة أيام من الحادثة الأولى التي وقعت يوم 12 يوليو/تموز. فحوالي الساعة 7 أو 8 من صباح 15 يوليو/تموز، يقول بعض أقارب زهرة عبد الله الناجين إنها أخبرتهم بمشاهدتها ثلاثة مقاتلين من حزب الله يحملون أسلحةً وصواريخ خلف منزلها مخبأةً وسط بطانيات زرقاء. فما كان منها إلا أن واجهتهم مجدداً قائلةً لهم: "أرجوكم، ثمة أطفال في هذا البيت". إلا أن أحد المقاتلين وجه بندقيته الآلية نحوها قائلاً: "اصمتي، وادخلي بيتك". فعادت زهرة إلى منزلها باكيةً.82 وفي ذلك اليوم، نزح كثيرٌ من أهالي مروحين بعد الأوامر الإسرائيلية بإخلاء القرية. وقد قتل 23 شخصاً من المدنيين النازحين من مروحين، من بينهم زهرة عبد الله، في غارةٍ إسرائيلية استهدفت قافلتهم (انظر أدناه).

كما تلقينا معلوماتٍ يمكن تصديقها مفادها أن حزب الله خزن أسلحةً في مناطق مدنية بضواحي بيروت الجنوبية. وقالت إحدى القاطنات في الضاحية الجنوبية لـ هيومن رايتس ووتش إنها زارت مركزاً لتخزين الأسلحة في الطابق الثاني من مبنى سكني في الضاحية الجنوبية.83 وقالت أيضاً إنها شاهدت حزب الله ينقل بعض الأسلحة إلى ملجأ تحت المبنى كان مدنيون يحتمون به. وقد غطى المقاتلون الأسلحة بالشراشف بمساعدة عدد من المدنيين الذين كانوا يحتمون بذلك الملجأ. وتقول الشاهدة نفسها إن مقاتلي حزب الله احتموا في الملجأ مع المدنيين.84 واستخدام ملجأ مدني على هذا النحو يعرض المدنيين للخطر على أقل تقدير؛ وهذا انتهاك لما يفرضه القانون الإنساني الدولي، وهو يوحي بالقصد في استخدام المدنيين دروعاً للاحتماء من الهجوم.

وليس لدينا أي دليلٍ يشير إلى أن وضع حزب الله مخازن أسلحته ومقاتليه في الضاحية بهذه الطريقة كان أمراً منهجياً أو واسع الانتشار. وأما في الحالات التي قام بها الحزب بتخزين الأسلحة ونشر المقاتلين في أحياء كثيفة السكان، فقد كان يرتكب انتهاكاً جسيماً لقوانين الحرب. أما إذا عمد إلى استخدام المدنيين قصداً لدرء الغارات الإسرائيلية فقد ارتكب "اتخاذ المدنيين دروعاً". ومع أنه من المبرر لإسرائيل مهاجمة مخازن أسلحة حزب الله ومقاتليه، فهي تظل خاضعةً لواجب ضمان عدم كون هجماتها عشوائيةً أو غير متناسبة، أو واجب إلغاء الهجوم. وحتى في ضوء الأدلة التي قامت على الوجود العسكري لحزب الله في الضاحية، يظل التدمير الإسرائيلي الواسع للمنطقة عشوائياً وغير متناسب بكل تأكيد.

وفي 94 حادثة حققت هيومن رايتس ووتش فيها وتضمنت مقتل مدنيين، لم نجد إلا في حالةٍ واحدة أدلةً على أن أسلحة حزب الله كانت مخزنةً في مبانٍ سكنية. بل يتضح من تحرياتنا ومن دراسة التقارير المتاحة حول إستراتيجية حزب الله العسكرية أن حزب الله كان يخزن معظم أسلحته وذخيرته (الصواريخ خاصةً) في أعشاش ومراكز تخزين أسلحة مقامة في الحقول والوديان المحيطة بالقرى.

وقد تحدث مراسل كل من صحيفة التايمز اللندنية، وكريستيان ساينس مونيتور، وصحيفة التايم، في بيروت نيكولاس بلانفورد عن تجهيز حزب الله عدداً كبيراً من المواقع القتالية في مناطق ريفية غير مأهولة عامةً في جنوب لبنان:

"علاوةً على نقاط المراقبة الظاهرة على امتداد الخط الأزرق، مثل الموقع المحصن على تلة الشيخ عباد قرب قرية الحولة، كانت معظم نشاطات إقامة المواقع التي يقوم بها حزب الله مغلفةً بالسرية، وكانت في أماكن بعيدة عن الحدود [حيث] أقام الحزب مناطق أمنية صغيرة لا يصل إليها عامة الناس. وخلال ست سنوات، كنا نسمع أخباراً مستمرة عن بقاء سكان القرى في المناطق النائية من الحدود مستيقظين ليلاً بفعل انفجارات بعيدة عندما كان حزب الله يستخدم الديناميت لإقامة المواقع وأعشاش الذخيرة. وقد قلل المراقبون والجيش الإسرائيلي على حدٍّ سواء من حجم هذه البنية التحتية وشموليتها رغم تمتع الجيش الإسرائيلي بقدرات استطلاع واسعة من خلال طائرات الاستطلاع الليلية والطائرات دون طيار، إضافةً إلى ما يحتمل من وجود حضور إسرائيلي ميداني في جنوب لبنان. وقد عثرت القوات الإسرائيلية على بعض هذه الأعشاش خلال الحرب فوجدت فيها على عمق 25 قدماً غرفاً واسعةً حسنة التجهيز مزودة بأنفاقٍ جانبية وحجرات تخزين وكاميرات تلفزيونية مركبة عند مداخلها للحفاظ على أمنها".85

وبعد عدة أشهرٍ من الحرب، عثر بلانفورد مع فريقٍ من صحفيي هيئة الإذاعة البريطانية (البي بي سي)، بمفردهم، على عددٍ من الأعشاش التي أقامها حزب الله بجنوب لبنان ودخلوا إليها واكتشفوا أنها لم تصب بأذى خلال الحرب.86 وأكد عددٌ من سكان القرى لـ هيومن رايتس ووتش إقامة أعشاشٍ في مناطق محظور عليهم دخولها. وفي قرية عين إبل، قال الأهالي لـ هيومن رايتس ووتش إن حزب الله بدأ الحفر في حقولٍ تقع خلف القرية عام 2000 وحظر دخول الأهالي إلى عددٍ من الحقول المحاذية لقريتهم.87

لا ينكر حزب الله أبداً استعداداته الواسعة للحرب. فعند نهاية الحرب في أغسطس/آب 2006، قال نائب أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم لتلفزيون المنار: "كنا خلال الأعوام الستة الماضية نعمل ليل نهار من أجل الاستعداد والتجهيز والتدريب لأننا لا نثق بعدونا [إسرائيل] أبداً".88

خيارات حزب الله لإطلاق الصواريخ

في معظم قرى جنوب لبنان التي زرناها، تكرر قول الأهالي بأن مقاتلي حزب الله لم يقوموا بإطلاق الصواريخ من داخل قراهم، بل من الحقول والكروم المجاورة أو من وديان بعيدة غير مأهولة. وفي بضع حالات، تمكنا عبر مقابلاتٍ مع شهود عيان من التثبت من أن مقاتلي حزب الله أطلقوا بالفعل صواريخهم من القرى مباشرةً؛ وهو ما كان من شأنه تعريض سكان تلك القرى إلى خطرٍ كبير بفعل النيران المضادة الإسرائيلية. ومع أن القانون الإنساني الدولي يعترف بأن القتال انطلاقاً من المناطق المأهولة أو من جوارها أمرٌ مسموح إذا لم يتوفر بديلٌ معقول، فإن حزب الله كان يمتلك بدائل أخرى عندما قام بإطلاق الصواريخ من قلب القرى، وذلك في [معظم] الحالات التي تحريناها. ويتضح هذا من حقيقة امتلاك الحزب مواقع وأعشاشاً خارج القرى كان يمكنه استخدامها فعلاً على امتداد زمنٍ طويل.

وقد تمكنت هيومن رايتس ووتش من التثبت من عددٍ من الحالات التي قام فيها حزب الله بإطلاق الصواريخ من قلب المناطق المأهولة في القرى؛ ولعل هذا اجتذب غاراتٍ انتقاميةٍ إسرائيلية قاتلة أوقعت إصاباتٍ في صفوف المدنيين. ففي الساعة 12:45 من ليل 18 يوليو/تموز، ضربت غارةٌ إسرائيلية منزلين مدنيين في مركز قرية عيترون فتسببت في مقتل تسعة أفراد من عائلة عواد.89 ويقول بعض أفراد العائلة الناجين،90 إن مقاتلي حزب الله كانوا يطلقون الصواريخ على إسرائيل من مكانٍ يبعد 100 إلى 150 متراً من منزلهم، وذلك حوالي الساعة 10:15 ليلاً (أي قبل الغارة الإسرائيلية بساعتين ونصف الساعة). وكان عددٌ من أفراد عائلة عواد قد غادروا منزلاً آخر لهم على أطراف عيترون؛ لأن حزب الله كان يطلق الصواريخ من نقطةٍ قريبةٍ منه:

"قبل يومين من الغارة، شاهدت [امرأة من عائلة عواد] حزب الله يطلق الصواريخ من مسافة 50 متراً عن منزلها الذي هو على أطراف القرية. وقد شاهدتهم ينصبون الصواريخ ويطلقونها من مسافة 50 متراً. ففرت من منزلها وجاءت إلى منزلٍ في مركز القرية لأنها ظنته أكثر أماناً....

وفي ليلة الغارة، كان حزب الله يطلق الصواريخ من داخل القرية، وكان عليهم أن يظلوا خارج القرية لا أن يطلقوا من داخلها

وتقول منال حسن علوية، وهي جارةٌ لعائلة عواد: "كنا نياماً؛ وكانت الساعة حوالي 12:45 ليلاً، وكان البعض في الملجأ، أما نحن فكنا في بيتنا. وفجأة سمعنا طائرةً تحلق على ارتفاعٍ منخفض. ثم ألقت قنبلةً فتحطمت جميع النوافذ في بيتنا. أخذني خطيبي إلى الملجأ ثم ذهب لمساعدة من في المنزل".92 تسببت الغارة في مقتل تسعة أفرادٍ من عائلة عواد: حسن محمود عواد (43)، وهو صاحب متجرٍ للملابس والأحذية؛ وابنه حسين حسن عواد (3)؛ وشقيقته جميلة محمود عواد (45)؛ وزوج شقيقته موسى نايف عواد (45)، وهو معلم مدرسة؛ وأطفالهما الخمسة علي موسى عواد (17)؛ وعبير موسى عواد (16)؛ وحسن موسى عواد (12)؛ ومريم موسى عواد (10)؛ ومحمد موسى عواد (6). ونجا 13 شخصاً غيرهم كانوا في المنزل من بينهم ستة أطفال وخمس نساء. ولم يكن لأي شخصٍ في المنزل علاقةٌ بحزب الله.

ويقول أحد أهالي عيترون إن معظم المدنيين غادروها بعد بدء حزب الله إطلاق الصواريخ من داخلها وبعد الغارة الإسرائيلية القاتلة على المنزلين في القرية يومي 16 و17 يوليو/تموز: "عندما أصيب منزلنا غادر القرية جميع أهلها تقريباً. وقد واصل حزب الله إطلاق الصواريخ من داخلها".93

وقد تثبتنا أيضاً من أن مقاتلي الحزب أطلقوا الصواريخ من أماكن قريبة من المنازل في قرية يارون التي يتألف أهلها من شيعةٍ ومسيحيين وتقع على بعد كيلومتر واحد من حدود إسرائيل. كما أطلع شاهدٌ من القرية باحثينا على مركز القرية الذي دمرته الغارات الإسرائيلية تدميراً تاماً؛ وقال الشاهد:

"كان حزب الله يطلق صواريخ الكاتيوشا من المنازل التي على التلة [في مركز البلدة]. وكان الناس ما يزالون هنا، إلا أن ليس في المنازل التي على التلة، فـأقرب منزلٍ مأهول يبعد 100 متر على الأرجح. وقد جرى تدمير الحي [الذي كانوا يطلقون منه] تدميراً تاماً. وكانوا أيضاً يطلقون من وادٍ [غير مأهول] خلف القرية. ولا نستطيع الذهاب إلى الوادي الآن بسبب القنابل العنقودية [الإسرائيلية غير المنفجرة]".94

إلا أن الواقع الذي لمسناه في معظم الحالات التي حققنا فيها هو أن مقاتلي حزب الله تمركزوا مع أسلحتهم خارج المناطق المأهولة، وغالباً في مواقع معدة قبل سنين من بدء الحرب؛ ولم يكن وجودهم في المناطق المأهولة إلا عابراً. وقال مقاتلٌ شاب من حزب الله في قرية زبقين لـ هيومن رايتس ووتش إن مقاتلي الحزب أعدوا خلال السنوات الماضية الست "بنيةً تحتية" (كهوفاً لخزن الصواريخ ومنصات إطلاقها، وطرقاً لدخولها، ومواقع إطلاق للصواريخ) في الوديان المحيطة بزبقين. كما قاموا مسبقاً بإعداد الصواريخ ومنصات الإطلاق في هذه المواقع قبل الحرب:

"لدينا واديين كنا نطلق منهما صواريخ رعد على إسرائيل. ويقع واحدٌ منهما إلى ناحيةٍ من القرية، بينما يقع الآخر في الناحية الأخرى. وكنا نجهز البنية التحتية والطرق مدة ست سنوات

كما قال أيضاً إن مقاتلين من حزب الله في زبقين قاموا في إحدى المرات بنصب منصة إطلاق واحدة على الأقل على شاحنة من نوع ميتسوبيشي. وأثناء الحرب تعطلت الشاحنة داخل زبقين عندما كان حزب الله ينقل منصة الإطلاق المتحركة هذه من وادٍ إلى وادٍ آخر مرور بالقرية. وسرعان ما رصدت طائرة إسرائيلية دون طيار منصة الإطلاق فشنت الطائرات الحربية غارةً فورية أدت إلى تدمير الشاحنة مع أربعة منازل مجاورة. ويقول هذا المقاتل: "كنا ننقل منصة الإطلاق من وادٍ إلى آخر فحسب".96

ويقول قرويون ومسؤولون قابلناهم إن حزب الله كان في معظم الأحوال يلتزم البقاء خارج القرى أثناء الحرب، ويطلق الصواريخ من مواقع معدة مسبقاً خارجها. (قام مقاتلو حزب الله بمواجهة القوات الإسرائيلية على الأرض عندما دخلت لبنان قرب نهاية الحرب وبعد نزوح معظم المدنيين من المنطقة. ووقعت بعض أعنف المعارك البرية في قرى مارون الراس وبنت جبيل وعيتا الشعب الحدودية).

ويقول مختار قرية حداثا السابق الحاج عبد الجليل سلمان ناصر الذي ظل في القرية حتى وقف إطلاق النار الأول الذي بدأ في 31 يوليو/تموز 2006 واستمر 48 ساعة، وهو ليس على علاقةٍ بحزب الله، إن قيادة القرية منعت مقاتلي حزب الله من دخولها، وإن الحزب كان يقاتل انطلاقاً من مواقع أعدها مسبقاً في الوديان المحيطة:

"كنت في القرية آنذاك؛ ولم تكن المقاومة داخل القرية. وكان من الممنوع عليهم إطلاق الصواريخ من داخل القرية، فكانوا مضطرين إلى الذهاب خارجها. لم يسمح أهل القرية للمقاومة بإطلاق الصواريخ من القرية. وقد حفر المقاتلون عدداً كبيراً من الكهوف ليحتموا فيها [خارج القرية]. وكانت لديهم سيارة لاندروفر عليها من 8 إلى 12 منصة إطلاق. وكان عمق كهوفهم مترين على الأقل. وعندما كانوا يطلقون كانوا يخرجون السيارة لتطلق الصواريخ ثم يعيدونها. وهكذا ظلت منصات الإطلاق في الحقول. ويحظر إدخال هذه الأسلحة إلى القرية؛ فأهل القرية لم يسمحوا بذلك لأن من شأنه أن يجلب الكوارث عليهم".97

ويؤكد أقوال المختار ضابط اتصالات ولوجستيات من حزب الله ظل في القرية خلال الحرب وشارك في القتال الذي دار في المنطقة. وقال هذا الضابط لـ هيومن رايتس ووتش: "كنا نطلق الصواريخ من أماكن خارج القرية. ولم نطلق أي صاروخ من منطقةٍ مدنية [في حداثا]. أما عندما وقعت المواجهة المباشرة، فقد جرى القتال بين المنازل. وكان في القرية منزلان كنا نذهب إليهما لإعداد الخبز".98

وفي قرية جبين الواقعة إلى الشمال تماماً من حدود إسرائيل، تحدث إلينا مزارع التبغ البالغ 81 عاماً علي محمد عقيل عن مقاتلي حزب الله وعن مواقع الصواريخ حول القرية. وقال إن مقاتلي الحزب كانوا يتحركون عبر القرية أحياناً أثناء الحرب، لكنه لم يرهم يطلقون الصواريخ منها:

"لا يوجد أي موقع لحزب الله داخل القرية؛ وهم لا يتحركون فيها إلا عبوراً. وقد أطلقوا الصواريخ من خارج القرية ومن أطرافها، وكانت إسرائيل ترد على نيرانهم، وعندما كان حزب الله يطلق الصواريخ من مكانٍ قريبٍ من القرية؛ كانت إسرائيل ترد بإطلاق النار على القرية نفسها".

والظروف المحيطة بمقتل أربعة مقاتلين من حزب الله في جبين (لم يقتل غيرهم في تلك القرية) تؤيد ما قاله السيد عقيل عن نشاطاتهم. ففي 3 أو 4 أغسطس/آب، قتلت غارةٌ إسرائيلية أربعةً من مقاتلي الحزب (حسن سامي مسلماني، وعلي سامي مسلماني، وحسن أحمد عقيل، وعباس أحمد عقيل) في وادٍ غير مأهول يبعد نحو 900 متر عن أقرب منزل. والواضح أن ذلك كان أثناء إطلاقهم الصواريخ على إسرائيل. وقد حاول باحثونا زيارة المنطقة التي قتل فيها المقاتلون الأربعة، إلا أن مسؤولاً في البلدية (وبعد التشاور مع أحد القادة العسكريين لحزب الله عن طريق الهاتف الخلوي) منعهم من ذلك ريثما يجري "تنظيف الموقع".99

وتعد حالة قرية عين إبل مثالاً نموذجياً؛ إذ يقول واحدٌ من أهاليها: "طلبنا [من حزب الله] عدم إطلاق الصواريخ من القرية، فوافقوا على إطلاقها من الكروم".100 وتحدث حسين علي كيكي، وهو من أهالي عين إبل أيضاً، لـ هيومن رايتس ووتش، عن إصابة ساقه بفعل قنبلةٍ عنقودية قتلت أيضاً صديقه علي محمد أبو عيد بعد الحرب أثناء عودتهما إلى بستانهما الواقع بين قريتي تول ورأس العين المجاورتين لعين إبل. وتحدث أيضاً عن وجود منصات إطلاق صواريخ لحزب الله في الحقول القريبة:

"لم يكن في الحقل الذي أصبت فيه أية منصات إطلاق. لكنها كانت في الحقل المجاور. في البداية كانت إسرائيل تطلق معظم القنابل العنقودية على الأماكن التي تحوي منصات إطلاق. لكنهم راحوا يطلقونها في كل مكان بعد ذلك".101

وقد عثرنا على حالاتٍ مماثلة لوجود منصات إطلاق في كروم الموز والليمون الواسعة الواقعة على امتداد ساحل جنوب صور. ففي قرية المنصورية، أطلق مقاتلو حزب الله الصواريخ من مزارع الموز الواقعة على الساحل فأدت النيران المضادة الإسرائيلية إلى تدمير منزل على الشاطئ يشغله المقاتلون وألحقت أضراراً بمنشآت مدنية مجاورة كان من بينها بيت اصطياف خاص.102 وفي قرية قليلة شمال المنصوري، جرحت قنبلة عنقودية إسرائيلية قدم صالح رامز كراشت البالغ 49 عاماً عندما كان في بستان الليمون الخاص به. وقال الرجل إن حزب الله استخدم بستانه لإطلاق الصواريخ: "من المؤكد أن هدفاً عسكرياً كان في البستان. فعندما رجعنا إليه [بعد الحرب]، وجدنا بقايا منصات إطلاق الصواريخ إضافةً إلى صواريخ غير منفجرة".103 وفي 6 أغسطس/آب، أغارت قوة كوماندوس إسرائيلية على مبنى يقع على أطراف صور كانت مجموعةٌ من حزب الله تشغله وتطلق على إسرائيل صواريخ بعيدة المدى من بساتين الليمون القريبة منه. وقتلت هذه الغارة اثنين على الأقل من مقاتلي حزب الله؛ لكن إطلاق الصواريخ بعيدة المدى تواصل من بساتين الليمون عينها حتى نهاية الحرب.104

ويؤيد نمط إطلاق النار الإسرائيلي في لبنان الاستنتاج القائل بأن حزب الله أطلق كميات كبيرة من الصواريخ من حقول التبغ والموز والزيتون والليمون، وكذلك من وديان غير مأهولة أكثر بعداً في أنحاء جنوب لبنان. وأخضعت إسرائيل هذه المناطق الزراعية لقصفٍ شديد بالمدفعية من عيار 155 ملم و77 ملم، إضافةً إلى قصفها بأنظمة الإطلاق الصاروخي المتعددة إم 26 باستخدام قنابل من طراز إم77، وهي نوعٌ من القنابل العنقودية مصممٌ خصيصاً من أجل تخريب مواقع إطلاق الصواريخ وتدميرها وتحييدها. وكانت الرادارات الإسرائيلية قادرةً على تحديد بعض مواقع إطلاق صواريخ حزب الله بعد انطلاق الصاروخ في الجو مما يسمح لطواقم المدفعية الإسرائيلية بالرد عن طريق رشقات مدفعية بقنابل إم77 بصفتها أسلحة ذات أثر يشمل منطقة كاملة، وذلك في محاولةٍ لقتل طواقم إطلاق الصواريخ أثناء انسحابها ولتعطيل منصات الإطلاق نفسها. وقد جرى رصد عدد كبير من الكروم والأراضي الزراعية الملوثة بالقنابل العاطلة والتي تحمل آثار القصف المدفعي، وذلك على محيط المناطق المأهولة على الأقل، رغم أن مواقع إطلاق أخرى يشتبه بوجودها تعرضت إلى القصف المدفعي الإسرائيلي بذخيرة إم 77 العنقودية وكانت في وديان بعيدة غير مأهولة.

وقد قام حزب الله أثناء الحرب وفور انتهائها بإخلاء عدد من المواقع العسكرية التي ضربتها إسرائيل مزيلاً منصات الإطلاق المدمرة وغير ذلك من الأدلة التي تشير إلى أسلحته. ويقول أحد كبار المسؤولين عن إزالة الألغام في لبنان: "عثرنا على اثنتين من الكاتيوشا [منصات إطلاق الصواريخ] أثناء أعمال التنظيف، إلا أن حزب الله عادةً ما يتولى إزالتها بنفسه".105

المزاعم حول استخدام حزب الله "الدروع البشرية"

كثيراً ما يتهم المسؤولون الإسرائيليون حزب الله باستخدام المدنيين اللبنانيين "دروعاً بشرية" من خلال نشر قواته (المقاتلين والأسلحة والعتاد) في مناطق مدنية بغية درء الهجمات الإسرائيلية. وكثيراً ما يقول المسؤولون الإسرائيليون إن هذه الممارسات هي السبب الأول في مقتل المدنيين اللبنانيين. وثمة تصريحٌ نموذجي بهذا الشأن يظهر على موقع وزارة الخارجية الإسرائيلية على الإنترنت:

"إن إرهابيي حزب الله يختبئون ويكدسون صواريخهم في المناطق السكنية قصداً بحيث يعرضون السكان المحيطين للخطر. والواقع أن كثيراً من الصواريخ التي أطلقت مؤخراً على إسرائيل كانت مخزنةً في، وأطلقت من، منازل خاصة بأمرٍ من إرهابيي حزب الله الذين يحاولون الاختباء خلف المدنيين بغية تفادي الرد الإسرائيلي".106

وعلى نحوٍ مماثل، قال رئيس الأركان الإسرائيلي دان حالوتس في تعليقٍ على غارةٍ إسرائيلية تسببت في مقتل 27 شخصاً في قانا يوم 30 يوليو/تموز إن حزب الله يتحمل مسؤولية هذا الحادث المميت. وصرح حالوتس قائلاً: "تتخذ منظمة حزب الله المدنيين اللبنانيين درعاً للوقاية تضعه بينها وبيننا، أما الجيش الإسرائيلي فيضع نفسه درعاً واقياً بين المدنيين الإسرائيليين وبين إرهاب حزب الله. وهذا هو الفارق الرئيسي بيننا وبينهم".107 وفي 19 يوليو/تموز، قال الجيش الإسرائيلي: "حول إرهابيو حزب الله جنوب لبنان إلى منطقة حرب، وهم ينشطون قرب المناطق المأهولة هناك ويستخدمون المدنيين دروعاً بشرية".108 وفي اليوم نفسه، قال سفير إسرائيل إلى الأمم المتحدة دان جيلرمان لمحطة سي إن إن: "إننا نحاول تقليل إصابات المدنيين إلى الحد الأدنى، لكن عندما يستخدم حزب الله المدنيين دروعاً بشرية، فسوف يصاب بعض المدنيين أحياناً".109

وكما ورد في القسم القانوني من هذا التقرير (انظر أعلاه)، فإن قوانين الحرب تحرم خاصةً استخدام المدنيين "دروعاً بشرية" لمنع العدو من شن الهجوم:

"لا يجوز التوسل بوجود السكان المدنيين أو الأشخاص المدنيين أو تحركاتهم في حماية نقاط أو مناطق معينة ضد العمليات العسكرية ولاسيما في محاولة درء الهجوم عن الأهداف العسكرية أو تغطية أو تحبيذ أو إعاقة العمليات العسكرية. ولا يجوز أن يوجه أطراف النزاع تحركات السكان المدنيين أو الأشخاص المدنيين بقصد محاولة درء الهجمات عن الأهداف العسكرية أو تغطية العمليات العسكرية".110

ويعتبر القصد عنصراً جوهرياً في ارتكاب "استخدام الدروع البشرية": أي الاستخدام المتعمد للمدنيين لحماية الأهداف العسكرية من الهجوم.

وكما أشرنا أعلاه، فقد وثقنا حالاتٍ قام فيها حزب الله بخزن الأسلحة داخل منازل مدنية، أو بإطلاق الصواريخ من قلب مناطق مدنية مأهولة. وهذا، بالحد الأدنى، ينتهك الواجب القانوني في اتخاذ جميع الاحتياطات المعقولة لتجنيب المدنيين مخاطر النزاع المسلح؛ وهو يشير في بعض الحالات إلى استخدامٍ مقصود للمدنيين من أجل الاحتماء من الهجوم. إلا أن هذه الحالات أقل عدداً بكثير مما يشير إليه المسؤولون الإسرائيليون. فالعدد المحدود من الحالات التي التي عثرنا عليها ويحتمل أنها استخدام للدروع البشرية لا تكاد تكون مسؤولةً عن أي قدرٍ من وقوع القتلى المدنيين في لبنان. (يتضمن القسم التالي من التقرير مناقشةً لقضيةٍ ذات صلة بالأمر، هي استخدام حزب الله على نحوٍ غير مشروع مواقع الأمم المتحدة قرب الحدود الإسرائيلية اللبنانية بمثابة دروعٍ له).

وإضافةً إلى الأبحاث التي أجريناها، قمنا أيضاً بمراجعةٍ متأنية لما أوردته الصحافة المحلية والدولية، ولتصريحات الجيش الإسرائيلي والحكومة الإسرائيلية، ولعمل عدد كبير من مراكز البحث المستقلة، وذلك بغية تقييم مقدار الصدق في الزعم باستخدام حزب الله الدروع البشرية. ومع أن الحكومة الإسرائيلية وبعض المعلقين يصفون استخدام حزب الله الدروع البشرية بأنه واسع الانتشار، فإنهم لا يقدمون أدلةً مقنعة تؤيد زعمهم.111 فقد عرضت الحكومة الإسرائيلية تسجيلات فيديو التقطتها طائرات إسرائيلية دون طيار تبين مقاتلي حزب الله يطلقون الصواريخ من قمة ما يبدو أنه منشآتٌ مدنية، أو يدخلون هذه المنشآت، إلا أن التسجيلات لا تقدم أية إشارة بشأن ما إذا كانت هذه المنشآت مأهولةً بالمدنيين أو واقعة ضمن مناطق مأهولة في ذلك الوقت.

ويبدو أن مزاعم الحكومة الإسرائيلية نابعةٌ من عدم استعدادها للتمييز بين الحظر المفروض على استخدام الدروع البشرية (الاستخدام المقصود للمدنيين لحماية الأهداف العسكرية من الهجوم) وبين الحظر المفروض على تعريض السكان المدنيين للخطر من خلال الامتناع عن اتخاذ الحمايات المعقولة لتقليل الأذى الذي يصيبهم، بل حتى بين الحالة الأولى وبين الحالات التي نفذ فيها حزب الله عملياته في مناطق سكنية خالية من المدنيين.

ويمكن ملاحقة الأشخاص المسؤولين عن استخدام الدروع البشرية قضائياً لارتكابهم جرائم حرب؛ وأما الامتناع عن تقليل الأذى اللاحق بالمدنيين فلا يعتبر من الانتهاكات التي تمكن الملاحقة القضائية فيها باعتبارها جرائم حرب.112

وحتى يتم ارتكاب استخدام المدنيين دروعاً بشرية، يجب توفر قصد محدد باستخدامهم من أجل درء الهجوم. فعلى سبيل المثال، وخلال حرب 2003 في العراق، وثقت هيومن رايتس ووتش استخدام الدروع البشرية من جانب القوات العراقية. فقد رأى بعض الشهود قواتٍ مسلحةً عراقية غير نظامية (تعرف باسم الفدائيين) تواجه قوات التحالف مستخدمةً النساء والأطفال دروعاً بشرية إذ كانت تربطهم على مقدمة مركباتها لمنع قوات التحالف من مهاجمتهم؛ وكانت تضع النساء والأطفال في المركبات أثناء مهاجمة قوات التحالف.113

إن كثيراً من المزاعم التي تتحدث عن تفشي استخدام الدروع البشرية تتحدث عن حالاتٍ لا تبين ما يقال إنها تبينه، وذلك عند دراستها عن كثب. فمن أكثر الحوادث تداولاً فيما يتعلق بزعم استخدام حزب الله الدروع البشرية حادثةٌ وقعت في قرية عين إبل المسيحية التي تبعد نحو 5 كيلومترات عن حدود إسرائيل والتي كانت فيما مضى أحد معاقل جيش لبنان الجنوبي الذي تسانده إسرائيل، وهو معادٍ لحزب الله.114 وقد تذمر أهل عين إبل النازحون من قريتهم من أساليب حزب الله، وقالوا لصحيفة نيويورك تايمز إن "حزب الله جاء إلى [قريتنا] من أجل إطلاق صواريخه

وقامت هيومن رايتس ووتش بزيارة قرية عين إبل عدة مرات للتحقيق في هذه المزاعم. وبينت تحرياتنا أن حزب الله انتهك الحظر المفروض على تعريض المدنيين للخطر من غير داعٍ، وذلك عندما استولى على منازل مدنية ضمن القرية المأهولة وأطلق صواريخه من أماكن قريبة من المنازل وعبرت سياراته القرية مرةً واحدة على الأقل وهي تحمل أسلحةً.117 إلا أن أدلة منسجمة تشير إلى عدم استخدام الدروع البشرية – الاستخدام العمدي للمدنيين لدرء الهجوم - في عين إبل (أي عدم الاستخدام المتعمد للمدنيين بغية درء الهجوم). ولم يستول حزب الله على أية منازل مأهولة في القرية. ويقر الشهود الذين وجهوا انتقاداتٍ لسلوك حزب الله بأن الحزب لم يستول إلا على منازل خالية.118 ومع أنه أطلق الصواريخ من داخل القرية، فإن أحداً من الشهود الذين قابلناهم لم يقل إن الحزب أطلق الصواريخ من منازل مأهولة في ذلك الوقت أو من أماكن قريبة منها؛ ولم يقل أحدٌ منهم إن مقاتلي الحزب فروا إلى مناطق مأهولة بعد إطلاق صواريخهم. ويقول واحدٌ من أهل القرية إن حزب الله كان يطلق الصواريخ من حقولٍ مجاورةٍ للقرية استولى عليها بعد انسحاب إسرائيل عام 2000 وأقام فيها أعشاشاً ومنصات إطلاق صواريخ.119 وكان حزب الله يمنع أهل القرية من الذهاب إلى هذه الحقول، لأنه كان يخشى أن يتكلموا عن نشاطاته.

كما قابلنا أيضاً أشخاصاً كانوا في القافلة التي زُعم أن حزب الله هاجمها، وذلك بغية منع المدنيين من النزوح عن القرية كما قيل. ففي 24 يوليو/تموز، حوالي الساعة 9:30 صباحاً، تعرضت قافلةٌ تضم 17 سيارة وتحمل قرويين من عين إبل وأشخاصاً شُرّدوا من بعض القرى المجاورة لنيران بنادق آلية أثناء عبورها منطقة التلال المعروفة باسم تل مسعود والواقعة على أطراف القرية مباشرةً. وكانت المنطقة مسرحاً لقتالٍ بالبنادق الآلية بين حزب الله والجنود الإسرائيليين. وقال أشخاصٌ كانوا في القافلة لـ هيومن رايتس ووتش إن النيران جاءت من الناحية الشمالية للطريق، أي من خلف مطعم "جراند بالاس"، وإن تلك النيران يجب أن تكون صادرةً عن حزب الله لأن الجنود الإسرائيليين لم يصلوا إلى تلك الناحية من الطريق حتى ذلك الوقت.120 وأصابت النيران السيارات الخمس الأولى في القافلة وجرحت ما يصل إلى 11 مدنياً. وانتشرت أخبارٌ متضاربة بشأن ما إذا كان أحدٌ قد قتل في هذه الحادثة، على أن بعض الشهود قالوا إن أحداً لم يقتل في حين ظن غيرهم أن رجلاً شيعياً من عيترون قتل.121 ولم ير أحد من الشهود الذين قابلناهم الأشخاص الذين أطلقوا النار.

وعلى الرغم من خطورة هذه الحادثة، فإن من غير الواضح ما إذا كان حزب الله قد أطلق النار على القافلة من أجل منع القرويين من الرحيل، أو ما إذا كان القرويون قد وقعوا في تقاطع نيران بين حزب الله والجنود الإسرائيليين. وقد نقلت سيارات الإسعاف الجرحى إلى مستشفى صالح غندور الذي يديره حزب الله من أجل تلقي العلاج. وبعد ذلك ذهب الجرحى إلى تبنين سيراً على الأقدام، ثم نقلتهم سيارات إسعاف بأمانٍ إلى صور.122 وقد غادرت عين إبل سيارات أخرى في الأيام اللاحقة من غير أية حوادث.123

وقال جميع الشهود تقريباً ممن قابلتهم هيومن رايتس ووتش في مختلف أرجاء لبنان إن مقاتلي حزب الله ومسؤوليه قاموا بإخلاء مقارهم فور بدء الحرب، وإنهم غالباً ما أبلغوا بقية سكان المبنى بوجوب المغادرة أيضاً. وحتى حين لم يحدث إبلاغٌ من هذا النوع، قام المقاتلون والسكان في الأحياء الموالية لحزب الله، أو الأشخاص الذين يعيشون قرب مقار الحزب، بإخلاء المنازل تلقائياً في معظم الأحوال لعلمهم نتيجة حملات القصف الإسرائيلي السابقة بأن إسرائيل سوف تستهدف مقار حزب الله ومنازل مسؤوليه ومقاتليه.

وقال عادل عمار، مختار قرية مشغرة المسيحية الشيعية بجنوب وادي البقاع، لـ هيومن رايتس ووتشً: "لم يكن [أعضاء حزب الله] يقيمون في بيوتهم. فقد غادروها جميعاً عند بدء الحرب كما أكد ميشيل حبوش، وهو عامل مسيحي في شركة كهرباء مشغرة، ما قاله المختار في شهادةٍ منفصلة:

"لا تضم الحارة الفوقانية في مشغرة كثيراً من أعضاء حزب الله. فمعظمهم يقيم في الحارة التحتانية التي كانت خاليةً منذ بدء الحرب

ولم نوثق أية حالةٍ عاد فيها مقاتلو الحزب إلى قراهم بقصد استخدام وجود المدنيين لحماية أنفسهم من الهجوم. ومع أن كثيراً من مقاتلي الحزب الذين كانوا يقاتلون قرب قراهم حافظوا على اتصالٍ مع عائلاتهم وقاموا بزيارتها أحياناً، ومع أنهم لاقوا حتفهم مع المدنيين في الغارات الإسرائيلية على القرى، فقد قال الشهود في الحالات التي تم تحريها لـ هيومن رايتس ووتش إن هؤلاء المقاتلين لاقوا حتفهم أثناء تفقدهم القرى أو تقديمهم المساعدة لسكانها.

إطلاق حزب الله الصواريخ من أماكن قريبة من مواقع الأمم المتحدة

مع أننا لم نعثر إلا على عددٍ محدود من حالات إطلاق مقاتلي حزب الله الصواريخ من المناطق المدنية المأهولة، فإن ثمة أدلةُ قوية تشير إلى حالاتٍ أكثر عدداً بكثير قاموا فيها بإطلاق أسلحتهم من جوار مخافر الأمم المتحدة من جنوب لبنان. وتقول سجلات موثوقة لدى قوات يونيفيل إن مقاتلي حزب الله كانوا يطلقون الصواريخ على نحو شبه يومي من مقربةٍ شديدة من مراصد الأمم المتحدة بجنوب لبنان؛ وهذا ما كان يجتذب النيران الإسرائيلية لتصيب مواقع الأمم المتحدة. وثمة دافعان مرجحان لهذا السلوك، على أنهما ليسا على نفس الدرجة من الشمول. فمن ناحيةٍ أولى، تعتبر التلال التي تقوم عليها مراكز الرصد أماكن جيدة لإطلاق صواريخ حزب الله على إسرائيل. أما من ناحيةٍ ثانية، فلعل قادة حزب الله العسكريين عمدوا إلى اختيار هذه المواقع أحياناً لأن وجود عناصر الأمم المتحدة يجعل من الأصعب على إسرائيل أن تسدد ضرباتٍ مضادة. وبقدر ما يكون الدافع الثاني هو الذي ساق مقاتلي حزب الله إلى ذلك السلوك بقدر ما يمثل هذا الأمر ممارسة لاستخدام الدروع البشرية.

وقوات حفظ السلام ليست طرفاً في النزاع، حتى وإن كانت تتألف عادةً من جنودٍ محترفين. فطالما أن هؤلاء الجنود لا يشاركون في الأعمال العدائية فهم يستحقون الحماية عينها التي تمنحها قوانين الحرب للمدنيين وغيرهم من الأشخاص غير المقاتلين.126 ونشر القوات العسكرية أو العتاد العسكري قرب قواعد أو مخافر للأمم المتحدة ينتهك، على أقل تقدير، واجب اتخاذ جميع الاحتياطات المستطاعة لتجنب إصابة غير المقاتلين بالأذى إذا لم تتوفر بدائل معقولة أخرى. وأما الاستخدام المتعمد لوجود عناصر حفظ السلام لجعل القوات آمنةً من الهجوم فهو يرقى إلى مرتبة استخدام الدروع البشرية.127

وتبين التصريحات الصادرة عن اليونيفيل خلال الحرب أن مقاتلي حزب الله كانوا يطلقون الصواريخ من جوار مواقع الأمم المتحدة على نحوٍ شبه يومي، وأن هذا الأمر ازداد تواتراً مع اشتداد القتال.128

  • في 19 – 20 يوليو/تموز، أطلق مقاتلو حزب الله الصواريخ من الجوار القريب لمراكز الأمم المتحدة في الناقورة ومارون الراس. فرد الجيش الإسرائيلي بقصف تلك المناطق، وسقطت 10 قذائف مدفعية داخل موقع الأمم المتحدة في الناقورة، في حين سقطت 4 قذائف مدفعية داخل موقع الأمم المتحدة في مارون الراس مسببةً أضراراً ماديةً جسيمة في الموقعين؛129

  • وفي 25 – 26 يوليو/تموز، أطلق مقاتلو حزب الله الصواريخ من جوار مواقع الأمم المتحدة في علما الشعب وتبنين وبرعشيت والطيرة. وفي الفترة نفسها، دمر صاروخ إسرائيلي موجه مرصداً للأمم المتحدة في قرية الخيام فقتل أربعة مراقبين (ترد مناقشة هذه الحالة أدناه)، إلا أن لم يجر الإبلاغ عن أي إطلاق صواريخ من جانب حزب الله على مقربةٍ من هذا الموقع؛130

  • وفي 26 – 27 يوليو/تموز، أطلق مقاتلو حزب الله الصواريخ من جوار أربعة مواقع للأمم المتحدة في مروحين وعلما الشعب وبرعيشت والطيرة؛131

  • وفي 27 – 28 يوليو/تموز، أطلق مقاتلو حزب الله الصواريخ من جوار خمسة مواقع للأمم المتحدة في علما الشعب والطيرة وبيت ياحون وتبنين. وأشارت اليونيفيل إلى أنه "جرى خفض عدد الجنود في بعض مواقع الكتيبة الغانية إلى حدٍّ ما بسبب زيادة المخاطر الناجمة عن تكرار إطلاق صواريخ حزب الله من جوار مواقعهم، وعن القصف المدفعي والجوي الإسرائيلي القريب من هذه المواقع"؛132

  • وفي 28 – 29 يوليو/تموز، أطلق مقاتلو حزب الله الصواريخ من جوار مواقع الأمم المتحدة ست مرات: تبنين (مرتين)، والطيرة، وبيت ياحون، وعلما الشعب (مرتين)؛133

  • وفي 29 – 30 يوليو/تموز، أطلق مقاتلو حزب الله الصواريخ من جوار ثلاثة مواقع للأمم المتحدة: تبنين والطيرة وبرعشيت. كما أطلق مقاتلو حزب الله نيران أسلحة صغيرة قرب مركزين للأمم المتحدة: علما الشعب والضهيرة؛134

  • وفي 30 – 31 يوليو/تموز، أطلق مقاتلو حزب الله الصواريخ من جوار ثلاثة مواقع للأمم المتحدة: علما الشعب (حيث أطلقوا أيضاً نيران الأسلحة الصغيرة بجوار موقع الأمم المتحدة)، وتبنين، والطيرة، مما أدى إلى قصف جوي إسرائيلي بجوار موقع الأمم المتحدة في علما الشعب؛135

  • وفي 31 يوليو/تموز – 1 أغسطس/آب، أطلق مقاتلو حزب الله الصواريخ من جوار ثلاثة مواقع للأمم المتحدة: تبنين وحاريص والطيرة؛136

  • وفي 1 – 2 أغسطس/آب، أطلق مقاتلو حزب الله أربعة صواريخ من مقربةٍ من فريق اليونيفيل وفصيل الهندسة التابع للجيش اللبناني الذي تم إرساله إلى قرية صريفا للمساعدة في انتشال الجثث من تحت الأنقاض. فرد الجيش الإسرائيلي على القصف؛ مما اضطر فريق اليونيفيل إلى الانسحاب من المشاركة في جهود الإغاثة. كما أطلق مقاتلو حزب الله أيضاً صواريخهم من جوار ثلاثة مواقع لليونيفيل: تبنين والطيرة وعلما الشعب؛137

  • وفي 2 – 3 أغسطس/آب، أصاب صاروخان أطلقهما حزب الله على أهداف إسرائيلية موقع اليونيفيل في الحولة فأوقعا أضراراً مادية واسعة من غير إصاباتٍ بشرية. وأطلق مقاتلو الحزب الصواريخ من جوار أربعة مواقع للأمم المتحدة في علما الشعب ومروحين وتبنين والطيرة؛138

  • وفي 3 – 4 أغسطس/آب، أطلق مقاتلو حزب الله الصواريخ من جوار موقعين للأمم المتحدة في علما الشعب والطيرة؛139

  • وفي 4 – 5 أغسطس/آب، أطلق مقاتلو حزب الله الصواريخ من جوار موقع الأمم المتحدة في تبنين؛140

  • وفي 5 – 6 أغسطس/آب، سقطت قذيفة هاون أطلقها حزب الله على قيادة الكتيبة الصينية في اليونيفيل في قرية حنية فجرحت ثلاثة مراقبين صينيين. وأطلق مقاتلو حزب الله الصواريخ من جوار ثلاثة مواقع للأمم المتحدة: تبنين، والطيرة، وبيت ياحون؛141

  • وفي 6 – 7 أغسطس/آب، أطلق مقاتلو حزب الله الصواريخ مرتين من جوار موقع الأمم المتحدة في الحولة؛ كما أطلقوا عدة صواريخ من جوار موقع الأمم المتحدة في تبنين مما أدى إلى غارة جوية إسرائيلية على المنطقة المحيطة بذلك الموقع؛142

  • وفي 7 – 8 أغسطس/آب، أطلق مقاتلو حزب الله الصواريخ من جوار مواقع الأمم المتحدة في تبنين مما أدى إلى غارة جوية إسرائيلية على المنطقة المحيطة به في اليوم التالي؛143

  • وفي 8 – 9 أغسطس/آب، أطلق مقاتلو حزب الله الصواريخ من جوار موقعين للأمم المتحدة في الطيرة وتبنين؛144

  • وفي 9 – 10 أغسطس/آب، أطلق مقاتلو حزب الله الصواريخ من نقطةٍ قريبة من موقع الأمم المتحدة في الحولة، ومن جوار ثلاثة مواقع للأمم المتحدة في اللبونة وتبنين والطيرة. وسقطت أربع رشقات هاون أطلقها حزب الله داخل موقع اليونيفيل في دير ميماس مسببةً أضراراً مادية واسعة؛145

  • وفي 10 – 11 أغسطس/آب، أطلق مقاتلو حزب الله الصواريخ من جوار أربعة مواقع للأمم المتحدة: اللبونة، وتبنين، وبرعشيت، وحاريص. كما أطلقوا النار أيضاً على سيارة مصفحة تابعة لليونيفيل كانت تتحرك إلى الغرب من الناقورة؛ وسقط صاروخ كاتيوشا أطلقه الحزب على مقر اليونيفيل في الناقورة مسبباً أضراراً مادية ومصيباً جندياً فرنسياً بجروحٍ طفيفة؛146

  • وفي 11 – 12 أغسطس/آب، أطلق مقاتلو حزب الله الصواريخ من جوار موقعين للأمم المتحدة في تبنين والطيرة؛147

  • وفي 12 – 13 أغسطس/آب، لم تبلغ اليونيفيل عن أي إطلاق لصواريخ حزب الله من جوار مواقع الأمم المتحدة؛ إلا أنها أشارت إلى وقوع صاروخ أطلقه حزب الله في موقع الأمم المتحدة في الغندورية مسبباً خسائر مادية من غير وقوع إصابات؛148

  • وفي 13 – 14 أغسطس/آب، وهي آخر فترة من القتال قبل وقف الأعمال العدائية، لم تبلغ اليونيفيل عن إطلاق أية صواريخ من جانب حزب الله من جوار مواقع الأمم المتحدة؛ إلا أنها أشارت إلى أن الجيش الإسرائيلي أطلق ما لا يقل عن 85 قذيفة سقطت مباشرةً داخل مواقع الأمم المتحدة في تبنين وحاريص والطيرة ومارون الراس موقعةً "أضراراً ماديةً جسيمة بجميع هذه المواقع".149

    وكما أشرنا أعلاه، يتعين على حزب الله اتخاذ خطوات فورية لضمان عدم تكرار هذا السلوك في أي نزاعٍ في المستقبل.150

    مقاتلو حزب الله بالملابس المدنية

    في الحالات القليلة التي صادف فيها باحثونا مقاتلين من حزب الله في الميدان أثناء الحرب، كان جميع هؤلاء المقاتلين يرتدون ملابس مدنية. ولم تكن أسلحتهم ظاهرة في معظم الأحوال. وبعيداً عن خط الجبهة خاصةً، يبدو أن مقاتلي الحزب كانوا يعملون ضمن خلايا صغيرة ويرتدون ملابس مدنية ويتواصلون مع بعضهم البعض ومع مقاتلي الحزب في الخلايا الأخرى باستخدام أجهزة لاسلكي محمولة.151 وبعيداً عن مناطق القتال الفعلي، كان المقاتلون غير مسلحين عادةً إذ أنهم يحتفظون بأسلحتهم بعيداً عن الأنظار إلى أن تنشأ حاجةٌ إلى استخدامها. وخلال المواجهات الفعلية مع القوات الإسرائيلية فقط، كان مقاتلو الحزب، وخاصةً مقاتلو النخبة فيه، يرتدون الملابس العسكرية.152

    ومع أن القانون الإنساني النافذ خلال الحرب بين إسرائيل وحزب الله لا يوجب على المشاركين في هذا النزاع ارتداء ملابس عسكرية؛153 فإن تكرر ظهور مقاتلي حزب الله بالملابس المدنية وامتناعهم عن حمل الأسلحة علناً يعرض المدنيين اللبنانيين للخطر. وبما أنهم عادةً ما يظهرون بالملابس المدنية؛ فإن من الصعب على القوات الإسرائيلية التمييز بين المقاتلين وبين غيرهم من المدنيين الذكور في سن القتال. ومن شأن هذه الصعوبة أن تزيد من خطورة عمليات الجيش الإسرائيلي على سكان لبنان المدنيين. إلا أن عدم تمييز مقاتلي حزب الله أنفسهم دائماً بصفتهم مقاتلين لا يعفي القوات الإسرائيلية من واجب التمييز في جميع الأوقات بين المدنيين والمقاتلين، واستهداف المقاتلين فقط.154 ولا تنفي صعوبة هذا التمييز ما يترتب على إسرائيل من واجبات. وأما في حالة الشك فيجب اعتبار الشخص مدنياً وليس هدفاً عسكرياً مشروعاً.155




    71 إضافةً إلى هؤلاء القتلى، تسببت الصواريخ في إصابة 33 مدنياً إسرائيلياً بجراحٍ بالغة، وإصابة 68 شخصاً بإصاباتٍ متوسطة، فضلاً عن 1388 إصابة طفيفة؛ وكذلك معالجة 2773 مدنياً إسرائيلياً من الصدمة.

    72 يرى نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم أن السرية العسكرية هي "مفتاح نجاح" إستراتيجية الحزب العسكرية. قاسم، "حزب الله: القصة من الداخل"، ص 69 – 70.

    73 يتجلى الدعم الشعبي الواسع لحزب الله في الأعداد الضخمة لمن يشاركون في تظاهرته. وتقدر وسائل الإعلام عدد من شاركوا في "مسيرة النصر" في 22 سبتمبر/أيلول 2006 بمئات الألوف.

    74 انظر البروتوكول الأول، المادة 58(ج).

    75 انظر البروتوكول الأول، المادة 58(ب).

    76 انظر البروتوكول الأول، المادة 58(أ).

    78 مقابلة هيومن رايتس ووتش (جرى حجب الاسم والمكان والتاريخ، وهذه المعلومات موجودة في أرشيف هيومن رايتس ووتش).

    79 مقابلة هيومن رايتس ووتش (جرى حجب الاسم والمكان والتاريخ، وهذه المعلومات موجودة في أرشيف هيومن رايتس ووتش).

    80 المصدر السابق.

    81 مقابلة هيومن رايتس ووتش (جرى حجب الاسم والمكان والتاريخ، وهذه المعلومات موجودة في أرشيف هيومن رايتس ووتش).

    82 مقابلة هيومن رايتس ووتش (جرى حجب الاسم والمكان والتاريخ، وهذه المعلومات موجودة في أرشيف هيومن رايتس ووتش).

    83 مقابلة هيومن رايتس ووتش (جرى حجب الاسم)، بيروت، 14 أغسطس/آب 2006.

    84 المصدر السابق.

    85 نيكولاس بلانفورد، "حزب الله والجيش الإسرائيلي: قبول حقائق جديدة على امتداد الخط الأزرق"، صحيفة MIT الإلكترونية لدراسات الشرق الأوسط، المجلد 6، صيف 2006؛ جوناثان فاينر، "جنود إسرائيل يجدون في حزب الله خصماً عنيداً"، واشنطن بوست، 8 أغسطس/آب 2006.

    86 نيكولاس بلانفورد، "داخل أعشاش حزب الله الخفية"، تايم ماجازين، 29 مارس/آذار 2007، http://www.time.com/time/world/article/0,8599,1604529,00.html (تمت زيارة الصفحة في 3 أبريل/نيسان 2007)؛ "مطاردة حزب الله"، برنامج ’هذا العالم‘ في بي بي سي، 31 مايو/أيار 2007، http://news.bbc.co.uk/2/hi/programmes/th-is_world/6701117.stm (تمت زيارة الصفحة في 11 يونيو/حزيران 2007).

    87 مقابلة هيومن رايتس ووتش (جرى حجب الاسم)، عين إبل، 20 أغسطس/آب 2006.

    88 مقابلة على تلفزيون المنار، 17 أغسطس/آب 2006، وردت لدى بلانفورد، "حزب الله والجيش الإسرائيلي: قبول حقائق جديدة على امتداد الخط الأزرق"، صحيفة MIT الإلكترونية لدراسات الشرق الأوسط.

    89 في تقرير هيومن رايتس ووتش السابق "الضربات القاتلة"، لم يكن لدينا معلومات بشأن إطلاق حزب الله الصواريخ من المنطقة. وقد قال شاهدٌ وردت أقواله في ذلك التقرير: "على حد علمي، لم يكن حزب الله ناشطاً في المنطقة؛ لكنني لست متأكداً بنسبة 100% لأننا كنا نياماً. ثمة طريقٌ قرب المنزل يمكن لحزب الله طبعاً أن يستخدمه للتحرك في الجوار، لكن الوقت كان متأخراً وكنا نياماً في الملجأ". "الضربات القاتلة"، ص 24 - 25.

    90 بقي هذا الناجي في عيترون بعد الغارة، لكننا لم نتمكن من السفر إليها خلال الحرب بسبب تواصل القتال في تلك المنطقة. وبالتالي، فإن المعلومات التي قدمها هذا الشخص لم تكن متوفرةً لدينا وقت نشر تقرير "الضربات القاتلة".

    92 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع منال حسن علوية، بيروت، 23 يوليو/تموز 2006.

    93 مقابلة هيومن رايتس ووتش (تم حجب الاسم)، عيترون، 19 سبتمبر/أيلول 2006.

    94 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع أحد القرويين (تم حجب الاسم)، يارون، 25 سبتمبر/أيلول 2006.

    96 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع مقاتل من حزب الله، زبقين، 15 سبتمبر/أيلول 2006.

    97 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع الحاج عبد الجليل سلمان ناصر، حداثا، 14 سبتمبر/أيلول 2006.

    98 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع ضابط من حزب الله (تم حجب الاسم)، حداثا، 23 أكتوبر/تشرين الأول 2006.

    99 المصدر السابق. زعم هذا المسؤول لباحثينا أن ثمة خطراً في المنطقة بسبب القنابل غير المنفجرة. لكن الاتصالات المتكررة التي قام بها المسؤول العسكري من حزب الله للتأكد من أن باحثي مقابلة هيومن رايتس ووتش لم يتوجهوا إلى موقع الهجوم تشير إلى أن في ذلك المكان منصات إطلاق صواريخ مدمرة، أو صواريخ، أو موقع قتالي ميداني.

    100 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع حسن محمد ناصر، عين إبل، 22 سبتمبر/أيلول 2006.

    101 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع حسين علي كيكي، عين إبل، 22 سبتمبر/أيلول 2006.

    102 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع مالكي البيت (تم حجب الأسماء)، المنصوري، سبتمبر/أيلول 2006.

    103 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع صالح رامز كراشت، مستشفى حمود، صيدا، 22 سبتمبر/أيلول 2006.

    104 بلانفورد، "حزب الله والجيش الإسرائيلي: قبول حقائق جديدة على امتداد الخط الزرق"، مجلة MIT الإلكترونية لدراسات الشرق الأوسط.

    105 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع مسؤول عن إزالة الألغام (تم حجب الاسم)، صور، 14 سبتمبر/أيلول 2006.

    106 موقع وزارة الخارجية الإسرائيلية، "استغلال حزب الله للمراكز السكانية اللبنانية والمدنيين: أدلةٌ مصورة"، http://www.mfa.gov.il/MFA/MFAArchive/2000_2009/2006/Operation+Change+of+Direction+Video+Clips.htm (تمت زيارة الصفحة في 24 أكتوبر/تشرين الأول 2006). لكن تسجيل الفيديو الذي يعرضه الموقع، ويتعلق بحادثةٍ واحدة، لا يؤيد هذا التصريح المعمم. كما أن التسجيل المذكور يحمل إيحاءات، لكنه لا يحمل تأكيداً لها حتى فيما يتصل بالحادثة المصورة تحديداً: يبين التسجيل مقاتلي حزب الله يطلقون صواريخ من المباني، لكنه لا يجيب على ما إذا كانت المباني مأهولةً بالمدنيين في ذلك الوقت أو ما إذا كانت واقعةً ضمن مناطق مأهولة.

    107 متحدث باسم جيش الدفاع الإسرائيلي، "اكتمال التحقيق في حادثة 30 يوليو/تموز في قانا"، 3 أغسطس/آب 2006، http://www1.idf.il/DOVER/site/mainpage.asp?sl=EN&id=7&docid=55484.EN (تمت زيارة الصفحة في 4 أبريل/نيسان 2007).

    108 متحدث باسم جيش الدفاع الإسرائيلي، "إسقاط منشورات لحماية المدنيين في جنوب لبنان"، 19 يوليو/تموز 2006، http://www1.idf.il/DOVER/site/mainpage.asp?sl=EN&id=7&docid=54602.EN (تمت زيارة الصفحة في 4 أبريل/نيسان 2007).

    109 سي إن إن، برنامج "ذا سيتيويشن روم"، بثٌّ في 19 يوليو/تموز 2006، http://transcripts.cnn.com/TRANSCRIPTS/-0607/19/sitroom.03.html (تمت زيارة الصفحة في 4 أبريل/نيسان 2007).

    110 البروتوكول الأول، المادة 51(7)؛ انظر أيضاً اتفاقية جنيف الرابعة، المادة 28.

    111 غالباً ما تكون واهيةً تلك الأدلة التي يقدمها من يقولون إن حزب الله يستخدم الدروع البشرية على نحوٍ منهجي (وإن هذه الممارسات هي المسؤول الأول عن العدد الضخم من الإصابات المدنية). فعلى سبيل المثال، قدم أستاذ القانون بجامعة هارفارد آلان درشوفيتز ثمانية "مصادر أخبار موثوقة" تحدثت عن استخدام حزب الله المدنيين دروعاً بشرية. آلان درشوفيتز، "ما الذي تراقبه ’هيومن رايتس ووتش‘؟"، جيروسالم بوست، 24 أغسطس/آب 2006. لكن دراسةً متأنية لهذه "المصادر الموثوقة" لا تخرج بأي دليلٍ تقريباً؛ فكثير من هذه الأخبار يكتفي بتكرار معلومات أو آراء لأشخاص لم يكونوا في لبنان أثناء الحرب. انظر آرييه نير، "مهاجمة هيومن رايتس ووتش"، نيويورك ريفيو أوف بوكس، 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2006.

    112 انظر مثلاً، نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، المادة 8(2)(ب)(xxiii) (وهي تحرم استخدام الدروع البشرية).

    113 انظر هيومن رايتس ووتش، "بعيداً عن الهدف: مسار الحرب والإصابات المدنية في العراق"، (هيومن رايتس ووتش، 2003)، ص 67 – 69.

    114 انظر مثلاً، سابرينا تافرنايز، "مسيحيون نازحون من لبنان يدينون حزب الله"، نيويورك تايمز، 28 يوليو/تموز 2006؛ مايكل توتن، "حصار عين إبل"، http://www.michaeltotten.com/archives/001361.html (تمت زيارة الصفحة في 1 فبراير/شباط 2007)؛ U.S. Newswire، "المنظمة الدولية للتضامن المسيحي: حزب الله يستخدم القرويين المسيحيين لحماية نشاطاته العسكرية على نحوٍ ينتهك القانون الدولي"، 2 أغسطس/آب 2006؛ مارك ماكينون، "لا يجد القرويون المسيحيون سبيلاً للفرار فهم عالقون بين الأطراف المتقاتلة، وقد بقي كثيرٌ منهم لحراسة منازلهم التاريخية"، جلوب آند ميل (تورنتو)، 2 أغسطس/آب 2006.

    117 مقابلة هيومن رايتس ووتش (تم حجب الاسم)، عين إبل، 20 أغسطس/آب 2006؛ مقابلة هيومن رايتس ووتش (تم حجب الاسم)، عين إبل، 28 ديسمبر/كانون الأول 2006.

    118 مقابلة هيومن رايتس ووتش (تم حجب الاسم)، عين إبل، 20 أغسطس/آب 2006. انظر أيضاً الشهادة الواردة لدى توتن في "حصار عين إبل".

    119 مقابلة هيومن رايتس ووتش (تم حجب الاسم)، عين إبل، 20 أغسطس/آب 2006.

    120 مقابلة هيومن رايتس ووتش (تم حجب الاسم)، عين إبل، 28 ديسمبر/كانون الأول 2006.

    121 المصدر السابق. انظر أيضاً الشهادة الواردة لدى توتن في "حصار عين إبل"، ومفادها أن أحداً لم يقتل في الهجوم.

    122 مقابلة هيومن رايتس ووتش (تم حجب الاسم)، عين إبل، 28 ديسمبر/كانون الأول 2006.

    123 مقابلة هيومن رايتس ووتش (تم حجب الاسم)، عين إبل، 28 ديسمبر/كانون الأول 2006.

    126 انظر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، "القانون الإنساني الدولي العرفي"، ص 112.

    127 انظر البروتوكول الأول، المادة 51(7)، ("لا يجوز التوسل بوجود السكان المدنيين أو الأشخاص المدنيين أو تحركاتهم في حماية نقاط أو مناطق معينة ضد العمليات العسكرية ولاسيما في محاولة درء الهجوم عن الأهداف العسكرية أو تغطية أو تحبيذ أو إعاقة العمليات العسكرية. ولا يجوز أن يوجه أطراف النزاع تحركات السكان المدنيين أو الأشخاص المدنيين بقصد محاولة درء الهجمات عن الأهداف العسكرية أو تغطية العمليات العسكرية").

    128 كانت تصريحات اليونيفيل الصحفية تصدر بعد ظهر كل يوم من أيام الحرب وتغطي فترة الـ 24 ساعة السابقة. وبالتالي، فإن التصريح الصحفي في 20 يوليو/تموز يغطي الفترة الممتدة من بعد ظهر 19 يوليو/تموز حتى بعد ظهر 20 يوليو/تموز.

    129 "بيان صحفي" لليونيفيل، 20 يوليو/تموز 2006، http://www.un.org/Depts/dpko/missions/unifil/pr04.pdf (تمت زيارة الصفحة في 4 أبريل/نيسان 2007).

    130 "بيان صحفي" لليونيفيل، 26 يوليو/تموز 2006، http://www.un.org/Depts/dpko/missions/unifil/pr010.pdf (تمت زيارة الصفحة في 4 أبريل/نيسان 2007).

    131 "بيان صحفي" لليونيفيل، 27 يوليو/تموز 2006، http://www.un.org/Depts/dpko/missions/unifil/pr011.pdf (تمت زيارة الصفحة في 4 أبريل/نيسان 2007).

    132 "بيان صحفي" لليونيفيل، 28 يوليو/تموز 2006، http://www.un.org/Depts/dpko/missions/unifil/pr012.pdf (تمت زيارة الصفحة في 4 أبريل/نيسان 2007).

    133 "بيان صحفي" لليونيفيل، 29 يوليو/تموز 2006، http://www.un.org/Depts/dpko/missions/unifil/pr013.pdf (تمت زيارة الصفحة في 4 أبريل/نيسان 2007).

    134 "بيان صحفي" لليونيفيل، 30 يوليو/تموز 2006، http://www.un.org/Depts/dpko/missions/unifil/pr014.pdf (تمت زيارة الصفحة في 4 أبريل/نيسان 2007).

    135 "بيان صحفي" لليونيفيل، 31 يوليو/تموز 2006، http://www.un.org/Depts/dpko/missions/unifil/pr015.pdf (تمت زيارة الصفحة في 4 أبريل/نيسان 2007).

    136 "بيان صحفي" لليونيفيل، 1 أغسطس/آب 2006، http://www.un.org/Depts/dpko/missions/unifil/pr016.pdf (تمت زيارة الصفحة في 4 أبريل/نيسان 2007).

    137 "بيان صحفي" لليونيفيل، 2 أغسطس/آب 2006، http://www.un.org/Depts/dpko/missions/unifil/pr017.pdf (تمت زيارة الصفحة في 4 أبريل/نيسان 2007).

    138 "بيان صحفي" لليونيفيل، 3 أغسطس/آب 2006، http://www.un.org/Depts/dpko/missions/unifil/pr018.pdf (تمت زيارة الصفحة في 4 أبريل/نيسان 2007).

    139 "بيان صحفي" لليونيفيل، 4 أغسطس/آب 2006، http://www.un.org/Depts/dpko/missions/unifil/pr019.pdf (تمت زيارة الصفحة في 4 أبريل/نيسان 2007).

    140 "بيان صحفي" لليونيفيل، 5 أغسطس/آب 2006، http://www.un.org/Depts/dpko/missions/unifil/pr020.pdf (تمت زيارة الصفحة في 4 أبريل/نيسان 2007).

    141 "بيان صحفي" لليونيفيل، 6 أغسطس/آب 2006، http://www.un.org/Depts/dpko/missions/unifil/pr021.pdf (تمت زيارة الصفحة في 4 أبريل/نيسان 2007).

    142 "بيان صحفي" لليونيفيل، 7 أغسطس/آب 2006، http://www.un.org/Depts/dpko/missions/unifil/pr022.pdf (تمت زيارة الصفحة في 4 أبريل/نيسان 2007).

    143 "بيان صحفي" لليونيفيل، 8 أغسطس/آب 2006، http://www.un.org/Depts/dpko/missions/unifil/pr023.pdf (تمت زيارة الصفحة في 4 أبريل/نيسان 2007).

    144 "بيان صحفي" لليونيفيل، 9 أغسطس/آب 2006، http://www.un.org/Depts/dpko/missions/unifil/pr024.pdf (تمت زيارة الصفحة في 4 أبريل/نيسان 2007).

    145 "بيان صحفي" لليونيفيل، 10 أغسطس/آب 2006، http://www.un.org/Depts/dpko/missions/unifil/pr025.pdf (تمت زيارة الصفحة في 4 أبريل/نيسان 2007).

    146 "بيان صحفي" لليونيفيل، 11 أغسطس/آب 2006، http://www.un.org/Depts/dpko/missions/unifil/pr026.pdf (تمت زيارة الصفحة في 4 أبريل/نيسان 2007).

    147 "بيان صحفي" لليونيفيل، 12 أغسطس/آب 2006، http://www.un.org/Depts/dpko/missions/unifil/pr027.pdf (تمت زيارة الصفحة في 4 أبريل/نيسان 2007).

    148 "بيان صحفي" لليونيفيل، 13 أغسطس/آب 2006، http://www.un.org/Depts/dpko/missions/unifil/pr028.pdf (تمت زيارة الصفحة في 4 أبريل/نيسان 2007).

    149 "بيان صحفي" لليونيفيل، 14 أغسطس/آب 2006، http://www.un.org/Depts/dpko/missions/unifil/pr029.pdf (تمت زيارة الصفحة في 4 أبريل/نيسان 2007).

    150 يوجد تحليل للهجمات الجيش الإسرائيلي على اليونيفيل في القسم 8 تحت العنوان الفرعي: "مقتل أربعة من مراقبي الأمم المتحدة، الخيام، 25 يوليو/تموز"

    151 انظر مثلاً كريغ ماير، "الجرحى الإسرائيليون يتحدثون عن عدوٍّ صلبٍ مخادع: معارك برية عنيفة على نحوٍ غير متوقع"، نيويورك تايمز، 11 أغسطس/آب 2006. (يورد ما قاله نقيب في الجيش الإسرائيلي أمضى أربعة أيام في بنت جبيل عن حزب الله: "إنهم يعملون ضمن مجموعاتٍ صغيرة تتألف من رجلين أو ثلاثة. وهم يرتدون ملابس مدنية. لا يمكنك رؤيتهم، فأنت ترى نيرانهم فقط")؛ مارك ماكينون، "في موطن حزب الله يتزايد التأييد له كلما سقطت قنابل؛ إن ’المحافظين‘ المخلصين يبقون بعد فرار السياح والبيروقراطيين"، جلوب آند ميل (تورنتو)، 9 أغسطس/آب 2006. (متحدثاً عن مقاتلي حزب الله الاحتياطيين الذين قابلهم في بعلبك: "لم يكونوا يحملون أسلحة ظاهرة، لكنهم على اتصالٍ مستمر عبر أجهزة اللاسلكي مع أشخاصٍ غير منظورين. ومع أنهم يرتدون ملابس مدنية، فهم من رجال أمن حزب الله")؛ باسم برو، "تقارير عن نزاع الشرق الأوسط، 12 أغسطس/آب 2006"، أسوشيتد برس (متحدثاً كيف "ظهر عددٌ من أعضاء حزب الله وجميعهم بالملابس المدنية مع قبعاتٍ بلون أزرق أو بيج ويحملون أجهزة لاسلكي وطلبوا منا أن نتبعهم")؛ معهد واشنطن لدراسات الشرق الأوسط، "حزب الله في الحرب: تقييم عسكري"، ديسمبر/كانون الأول 2006، ص 5: ("على نحوٍ عام، وإن من غير حصر، كانت وحدات حزب الله القتالية جماعات تتراوح من سبعة رجال إلى عشرة... وعلى المستويات الدنيا كان المقاتلون يستخدمون أجهزة لاسلكي تعمل بالاتجاهين للتواصل ضمن القرية وبين المواقع القتالية المعزولة").

    152 انظر مثلاً، نيكولاس بلانفورد، "مقاتلو حزب الله يظهرون من بين الأنقاض عندما يرفض اللاجئون الأمر بالتوجه إلى منازلهم"، التايمز (لندن)، 15 أغسطس/آب 2006. (يصف مقاتلاً من حزب الله: "كان يرتدي قميصاً من غير أكمام وسروالاً بلون الكاكي وليس اللباس المموه الذي عادةً ما يرتديه مقاتلو الحزب في الميدان. وكان عددٌ من رفاقه يرتدون سراويل وأحذية عسكرية مما أعطاهم مظهراً شبه عسكري".)

    153 تنص المادة 44 من البروتوكول الأول على: "يلتزم المقاتلون، إزكاءً لحماية المدنيين ضد آثار الأعمال العدائية، أن يميزوا أنفسهم عن السكان المدنيين أثناء اشتباكهم في هجوم أو في عمليةٍ عسكرية تجهز للهجوم". لكن إسرائيل ليست طرفاً في البروتوكول الأول؛ كما لا تعتبر المادة 44 معبرةً عن القانون الإنساني الدولي.

    154 البروتوكول الأول، المادة 48.

    155 البروتوكول الأول، المادة 50(1).


  •