Skip to main content

قالت هيومن رايتس ووتش واثنتان من المنظمات البحثية بأميركا الشمالية اليوم إن على الولايات المتحدة أن تدعو إسرائيل إلى وقف حظرها الشامل على مئات الطلاب الفلسطينيين الممنوعين من الخروج من قطاع غزة للدراسة بالخارج.

وفي رسالة (https://www.hrw.org/english/docs/2008/06/02/isrlpa19007.htm) موجهة إلى وزيرة الخارجية الأميركية كونداليزا رايس، رحبت كلٌ من هيومن رايتس ووتش وجمعية دراسات الشرق الأوسط وجمعية الأنثروبولوجيا الأميركية، بقرار وزارة الخارجية الأميركية بإعادة مِنَح فولبرايت إلى سبعة طلاب من غزة ومساعدتهم على إمداد إسرائيل لهم بتصاريح خروج من غزة. إلا أن المنظمات أعلاه أبدت استنكارها لحرمان مئات الطلاب الآخرين من تصاريح الخروج للدراسة في أوروبا والشرق الأوسط.

وقد ضربت إسرائيل منذ يونيو/حزيران 2007 حصاراً شاملاً منعت بموجبه – مع استثناءات قليلة – الأشخاص والسلع من دخول غزة أو الخروج منها. وقالت المنظمات الثلاث إن قرار وزارة الخارجية الأميركية السابق بإلغاء منح فولبرايت الممنوحة لطلاب من غزة للسنة الدراسية القادمة يكشف عن الاستعداد لدعم السياسة الإسرائيلية المنطوية على العقاب الجماعي.

وقالت سارة ليا ويتسن، المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: "يجب على الولايات المتحدة أن تتصدى بقوة للقيود الإسرائيلية غير القانونية على غزة، بدلاً من التكيف مع هذه القيود". وتابعت قائلة: "وعلى واشنطن أن تطالب إسرائيل بتمكين مئات الطلاب المُحاصرين في غزة من الخروج للدراسة بالخارج بدورهم".

وقالت الجماعات الثلاث إن على إسرائيل أن تتيح للطلاب في غزة ممن يرغبون في الدراسة بالخارج أن يفعلوا هذا، باستثناء الحالات التي توجد فيها اعتبارات أمنية مشروعة ومحددة إزاء أشخاص بعينهم.

وقال القنصل الأميركي في بريد إلكتروني مُرسل ليلة 1 يونيو/حزيران 2008 إلى الطلاب السبعة الحاصلين على منحة فولبرايت إن وزارة الخارجية "تعمل على تسهيل حصولهم على تصاريح الخروج للذهاب إلى القدس من أجل إجراء مقابلات التأشيرة والسفر إلى الولايات المتحدة للمشاركة في برنامج فولبرايت لهذا العام". وجاءت هذه الرسالة إثر رسالة سابقة بتاريخ 29 مايو/أيار مفادها أن منحهم الدراسية قد "تم توجيهها لآخرين" جراء عدم استعداد إسرائيل لمنحهم تصاريح الخروج.

وقد جاء قرار "توجيه المنح لآخرين" بخلاف طلاب غزة على الرغم من دعوات على مدى الشهور الستة الماضية من قبل هيومن رايتس ووتش (https://www.hrw.org/arabic/docs/2007/11/20/isrlpa17380.htm)، وجمعية دراسات الشرق الأوسط (http://www.mesa.arizona.edu/about/cafmenaletters.htm#May108)، وجماعات حقوقية إسرائيلية (http://www.gisha.org/index.php?intLanguage=2&intItemId=930&intSiteSN=113) والدعوات كانت موجهة لإسرائيل بأن تسمح للطلاب بمغادرة غزة من أجل الدراسة بالخارج.

وقالت سارة ليا ويتسن: "على الأقل يتوجب على الولايات المتحدة أن تعلن بوضوح وعلناً أن لا علاقة لها بسياسة إسرائيل الخاصة بحصار غزة المُشدد، والذي أثر على قدرة الطلاب على الدراسة بالخارج".

وكان عدد الطلاب ومرافقيهم العالقين في غزة والساعين للخروج للدراسة بالخارج قد ارتفع ليبلغ 1100 شخص تقريباً. وسمحت إسرائيل لأقل من نصف هذا العدد بمغادرة غزة إلى مصر والأردن من أجل الخروج إلى دول ثالثة، وظل مئات الأشخاص مُحاصرين بعيدين كل البعد عن إمكانية تحصيل العلم بالخارج. وطبقاً لمنظمة غيشا الحقوقية الإسرائيلية، يسعى ما يتراوح بين 1000 و2000 طالب في غزة لطلب المرور للدراسة بالخارج كل عام، لكن لم يُسمح لأحد بالخروج منذ 13 يناير/كانون الثاني.

وقد أصرت إسرائيل على استمرار إغلاق معبر رفح بين غزة ومصر. وقامت مصر لبضعة أيام في أواخر يناير/كانون الثاني – لدى اختراق الحدود في غزة – بالسماح للأشخاص ممن معهم تأشيرات لدول ثالثة بالمرور إلى القاهرة.

وقالت كلٌ من هيومن رايتس ووتش وجمعية دراسات الشرق الأوسط وجمعية الأنثروبولوجيا الأميركية إن طلاب غزة بحاجة للقدرة على تحصيل التعليم العالي بالخارج لأن فرص التعليم العالي في غزة هي فرصٌ جد محدودة. ولا توجد تخصصات دراسية عديدة في الجامعات الأربع المتواجدة في غزة. مثلاً لا توجد درجات على مستوى البكالوريوس أو الليسانس، في أية لغات بخلاف العربية والإنجليزية والفرنسية، ولا توجد درجة ماجستير في القانون أو الصحافة أو تكنولوجيا المعلومات. ولا توجد درجة الدكتوراه في أي تخصص بالمرة. وقلما تسمح إسرائيل للأساتذة والمُحاضرين من خارج غزة بالمرور إليها لإلقاء المحاضرات والتعليم في غزة.

كما طالب أعضاء من لجنة التعليم بالكنيست بأن تسمح الحكومة الإسرائيلية للفلسطينيين في غزة بالدراسة بالخارج. وقال الحاخام مايكل ملشيور، رئيس اللجنة في جلسة بتاريخ 28 مايو/أيار: "إن حصار مئات الطلاب في غزة هو عمل لا أخلاقي ولا يتحلى بالحكمة". وأضاف: "وقد يتم تفسير هذا العمل على أنه عقاب جماعي. ولا تتفق هذه السياسة مع المعايير الدولية ولا المعايير الأخلاقية لليهود الذين تعرضوا للحرمان من التعليم العالي في الماضي. فحتى أثناء الحروب توجد قواعد يجب اتباعها".

خلفية

قامت إسرائيل منذ يونيو/حزيران 2007 بضرب حصار مُشدد على قطاع غزة، لتمنع – مع استثناءات قليلة – الأشخاص والسلع من المرور إلى غزة أو الخروج منها. ويقول المسؤولون الإسرائيليون إن سياسة الحصار المشدد هذه تهدف إلى منع الهجمات الصاروخية غير المشروعة والعشوائية، وغيرها من الهجمات، التي تشنها الجماعات الفلسطينية المسلحة، والتي تصيب الكثير منها مناطق يشغلها المدنيون في إسرائيل.

وأثر هذه السياسة على قدرة الجماعات المسلحة على تنفيذ هذه الهجمات، هو أمر محل خلاف وجدل شديدين. إلا أن أثر الحصار على سكان غزة المدنيين كان جسيماً، فضلاً عن انتهاك إسرائيل لالتزاماتها بموجب اتفاقية جنيف الرابعة، بشأن حماية الاحتلال لحقوق المدنيين في غزة، وحرية التنقل والحصول على التعليم، بالإضافة إلى أشياء أخرى يجب أن يكفلها الاحتلال. وتعتبر القيود الإسرائيلية على سكان غزة المدنيين بمثابة عقاب جماعي يخرق القانون الدولي.

ويسمح القانون الدولي لحقوق الإنسان بوضع قيود على حرية التنقل لأسباب أمنية، على أن يكون لهذه القيود سند قانوني واضح، وأن تكون قاصرة على حالات الضرورة، وأن تكون متناسبة مع حجم التهديد المستوجب لفرضها.

وتضم جمعية دراسات الشرق الأوسط لأميركا الشمالية (ميسا) 2700 باحث وأكاديمي من جميع أنحاء العالم يقومون بالتدريس وإجراء الأبحاث في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهي جمعية مهنية بارزة في مجالها. وتنشر الجمعية "الدورية الدولية لدراسات الشرق الأوسط"، وهي ملتزمة بضمان احترام مبادئ الحريات الأكاديمية وحرية التعبير في المنطقة، فيما يتصل بدراسة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (www.mesa.arizona.edu).

وتُشجع جمعية الأنثروبولوجيا الأميركية على إجراء الأبحاث وإثارة الوعي العام حول الأنثروبولوجيا، وترعى من يستخدمون المعلومات الأنثروبولوجية في التصدي للمشكلات إنسانية الطابع (www.aaanet.org).

للاطلاع على مقابلات هيومن رايتس ووتش الإذاعية مع طلاب غزة المُحاصرين، يُرجى زيارة:
https://www.hrw.org/audio/2007/english/iopt11/isrlpa17311.html

Your tax deductible gift can help stop human rights violations and save lives around the world.