Skip to main content
تبرعوا الآن

الهجوم السوري الروسي على مجمّع للنازحين يبدو أنه جريمة حرب

500 ألف نازح عالقون على الحدود التركية جرّاء الأعمال القتالية الأخيرة

سكان ينقذون طفلا مصابا بعد الهجوم على مجمّع للنازحين في حاس في 16 أغسطس/آب 2019.  © المركز الإعلامي العام 2019


(بيروت) – قالت "هيومن رايتس ووتش" اليوم إن الضربة التي شنها التحالف العسكري السوري الروسي على مجمّع للنازحين في منتصف أغسطس/آب يبدو أنها جريمة حرب .

قال شهود إنه لم يكن هناك هدف عسكري واضح للهجوم على بلدة حاس في محافظة إدلب. أسفرت الضربة عن مقتل 20 مدنيا على الأقل في المجمّع وتشريد حوالي 200 ناج. فرّ هؤلاء إلى القرى المجاورة ومخيمات النازحين المتاخمة للحدود التركية المغلقة، والواقعة تحت سيطرة الجماعات المناهضة للحكومة، وحيث يوجد مئات الآلاف من السوريين المشردين الآخرين المحاصرين والذين لم يعد لديهم مكان للفرار إليه.

قال جيري سيمبسون، المدير المشارك لقسم الأزمات والنزاع في هيومن رايتس ووتش: "منذ بدء الهجوم على إدلب، استخدم التحالف العسكري السوري الروسي تكتيكات غير قانونية لقتل وجرح مئات المدنيين. تفاقمت خسائر الأرواح والإصابات المأساوية في صفوف المدنيين بسبب الأثر المدمر لهذه الهجمات على البنية التحتية المدنية دافعة بأزمة النزوح المستمرة في سوريا نحو نقطة الانهيار".

في أبريل/نيسان، صعّد التحالف السوري الروسي حملته العسكرية على محافظة إدلب وأجزاء أخرى من شمال غرب سوريا، آخر معاقل الجماعات المناهضة للحكومة في البلاد. وفقا لـ"الأمم المتحدة"، قتل التحالف ألف مدني على الأقل وشرّد أكثر من نصف مليون آخرين وضرب البنية التحتية الأخرى التي تتمتع بالحماية بما في ذلك المدارس والمستشفيات. رغم وقف إطلاق النار في 30 أغسطس/آب، قال عمال الإغاثة لـ هيومن رايتس ووتش إنهم ما زالوا غير قادرين على تقديم المساعدة الكافية للعديد من النازحين منذ أبريل/نيسان ما ترك عشرات الآلاف دون مأوى. في 9 أكتوبر/تشرين الأول، اجتاحت تركيا والفصائل المسلحة شمال شرق سوريا، وهي منطقة خاضعة لسيطرة قوات يقودها الأكراد. تسببت الأعمال الحربية الدائرة في تشريد 160 ألف شخص آخرين مما زاد من عبء النزوح المتزايد في سوريا.

تحدثت هيومن رايتس ووتش إلى 24 من الشهود والسكان الذين قالوا إنه مساء 16 أغسطس/آب قصفت طائرة مجمّعا للنازحين تديره منظمة إغاثة سورية. من المعروف أن القوات الجوية السورية والروسية هي وحدها الناشطة في هذا الجزء من شمال غرب سوريا الخاضع لسيطرة الجماعات المناهضة للحكومة. يقع المجمّع الذي أنشأ في 2014 لإيواء العائلات النازحة خارج بلدة حاس مباشرة، في منطقة نائية نسبيا. يضم المجمّع سلسلة من المباني السكنية والتجارية الصغيرة حول ساحتين مفتوحتين.

قال الشهود إنه لم يكن هناك رجال مسلحون أو أهداف عسكرية أخرى في مجمّع النازحين. معظم الضحايا الذين وثقتهم هيومن رايتس ووتش كانوا من النساء والأطفال. لم تتمكن هيومن رايتس ووتش من التحقق بشكل مستقل من عدم وجود هدف عسكري في المنطقة، وإن كان ثمة هدف، فسيكون استخدام سلاح له آثار واسعة النطاق في منطقة يسكنها مدنيون، عشوائيا وغير قانوني أو قد يتسبب في خسائر مدنية غير متناسبة.

قال ستة ناجين إن الضربة أصابت إحدى الساحتين في المجمّع حيث كانت العائلات النازحة تجلس عادة في المساء بينما يلعب أطفالها. نزح المدنيون في المجمع بشكل متكرر بسبب القتال في أجزاء أخرى من سوريا. وصف الناجون ما حدث في أعقاب الضربة الدموية التي أودت بحياة العديد من النساء والأطفال وفي إحدى الحالات بحياة أسرة مصغّرة بأكملها، بما فيهم امرأة حامل. التقط مصوّر يعمل لدى "المركز الإعلامي العام"، مركز إعلامي محلي، صورا ومقاطع فيديو لجهود الإنقاذ.

راجعت هيومن رايتس ووتش صور الأقمار الصناعية الملتقطة قبل الهجوم وبعده. يدلّ الدمار الظاهر في الصور على ذخيرة كبيرة أسقِطت من الجو على ساحة مفتوحة ما يتسّق مع أدلة الشهود. لم تتمكن هيومن رايتس ووتش من تأكيد ما إذا كان هذا ناتجا عن انفجار واحد أم عدة انفجارات.

راجعت هيومن رايتس ووتش أيضا الصور ومقاطع الفيديو التي التقطها المصور ونشرها على فيسبوك مباشرة بعد الساعة التاسعة من ذلك المساء. أظهرت المقاطع والصور أضرارا كبيرة في المجمع، فضلا عن العديد من الإصابات والوفيات المتسقة مع ما وصفه الشهود.، لكنها لم تُظهِر أي دليل على وجود أهداف عسكرية.

قال أحد النازحين، والذي تولى مسؤولية متابعة العائلات النازحة، لـ هيومن رايتس ووتش إن العائلات الناجية فرّت إلى الشمال بعد الضربة، لكن بعضها لم يتمكن من إيجاد مأوى بسبب أزمة النزوح واسعة النطاق. قال أب لثمانية أطفال إنه كان يعيش في مجمع النزوح في حاس منذ 2015، وإن أسرته الآن لا تملك خيارا سوى اللجوء إلى مدرسة مهجورة.

قال شهود إن غارة أغسطس/آب على المجمع لم تكن الأولى. في 19 يوليو/تموز، تسببت ضربة جوية شنتها طائرة مروحية سورية-روسية بمقتل رجل وتدمير أحد المباني، مما أدى إلى تشريد 80 عائلة تعيش هناك. عادت أربعون عائلة في أوائل شهر أغسطس/آب لأنها لم تتمكن من إيجاد مأوى في مكان آخر. كان من بينهم خالد السطوف(34 عاما)،  من اللطامنة،  والذي فقد زوجته وأطفاله الثلاثة في هجوم 16 أغسطس/آب.

قال خالد: "بعد الهجوم بالبراميل المتفجرة في 19 يوليو/تموز، غادرتُ حاس مع عائلتي لأننا كنا خائفين من هجوم آخر لكنني لم أجد أي مكان آخر لأعيش فيه بما أن الإيجار مرتفع للغاية الآن في كل مكان، لذلك عدنا قبل حوالي أسبوعين من هجوم أغسطس/آب".

تعتبر الهجمات المتعمدة أو المتهورة ضد المدنيين والأعيان المدنية المرتكبة بقصد إجرامي جرائم حرب. بموجب "نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية"، يشكل الهجوم على هدف مدني جريمة حرب إلا إذا اقتضته ضرورات النزاع بصورة حتمية. تُلزِم قوانين الحرب أطراف النزاع بأن تولي أثناء القيام بعمليات عسكرية عناية مستمرة لتفادي السكان المدنيين و"اتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة" لتفادي أو تقليل الخسائر العرضية في أرواح المدنيين والأضرار اللاحقة بالأعيان المدنية.

يمكن مقاضاة الأشخاص الذين يرتكبون انتهاكات خطيرة لقوانين الحرب بقصد إجرامي - أي المتعمدة أو المتهورة - بتهمة ارتكاب جرائم حرب. قد يُحمَّل الأفراد أيضا مسؤولية جنائية عند المساعدة في ارتكاب جريمة حرب أو تيسيرها أو التحريض عليها. جميع الحكومات الأطراف في نزاع مسلح مُلزمة بالتحقيق في جرائم الحرب المزعومة التي ارتكبها أفراد قواتها المسلحة.

كطرف في العملية العسكرية المشتركة، روسيا شريكة في المسؤولية عن الهجمات غير القانونية التي تشنها الحكومة السورية. توفير الأسلحة أو الدعم المادي لبلد أو جهة فاعلة من غير الدول، مع العلم أنها قد تستخدم لارتكاب انتهاك خطير للقانون الدولي، يعرض الموّرد أو الداعم لخطر اتهامه بالتواطؤ.

على التحالف العسكري السوري الروسي إيقاف جميع الهجمات غير القانونية على شمال غرب سوريا فورا. ينبغي أن يتخّذ التحالف جميع الاحتياطات الممكنة لضمان حماية المدنيين. على الدول المعنية أن توضح لسوريا وروسيا أن الوضع لن يبقى على ما هو عليه بالنسبة للمسؤولين الذين انتهكوا قوانين الحرب عمدا أو بتهور. على تركيا ألّا تمنع دخول طالبي اللجوء الفارين من العنف عند حدودها.

ينبغي للمانحين تقديم تمويلا ودعم إضافيين، بما فيه للمنظمات المحلية السورية، لتوفير المأوى للنازحين بسبب الأعمال القتالية. على جميع الأطراف المتنازعة ضمان المرور الآمن للمساعدات الإنسانية.

قال سيمبسون: "من خلال غاراته المتكررة على الأهداف المدنية، وجه التحالف السوري الروسي رسالة إلى المدنيين في إدلب بأنه لا مكان يفرون إليه. وعبر إغلاق حدودها بينما يتعرض مدنيين للقتل والتشويه ويمنعون البحث عن الأمان، تجعل تركيا ودول أخرى هذا الكابوس حقيقة".

لمزيد من التفاصيل عن الهجوم وشهادات الشهود، يرجى مواصلة القراءة أدناه.

حددت صورة الأقمار الصناعية الملتقطة في صباح 21 أغسطس/آب 2019 عدة مواقع متضررة ما يتسّق مع الصور الأرضية في 16 أغسطس/آب 2019. حصل هجوم بطائرة مروحية في 19 يوليو/تموز استهدف المبنى الثاني الكائن عند الزاوية الجنوبية الغربية لمجمّع النازحين. حصلت ضربة جوية في 16 أغسطس/آب ألقيت فيها ذخيرة على ساحة كان يتجمع فيها الناس. تُظهر صورة الأقمار الصناعية حفرة كبيرة جراء الانفجار وأضرار لحقت بعدة مباني سكانية وتجارية تقع في الجزء الشمالي من مجمّع النازحين، ما يتسّق مع رواية الشهود.  هيومن رايتس ووتش © © 2019 المركز الإعلامي العام © 2019 ماكسار تكنولوجيز. المصدر: يوروبيان سبيس ايمدجينغ

هجوم 16 أغسطس/آب

في 16 أغسطس/آب، حوالي الساعة 7:30 مساء، أصابت قنبلة جوية مجمّعا للنازحين قرب بلدة حاس في محافظة إدلب، 30 كيلومترا من الخطوط الأمامية للاشتباكات بين الحكومة السورية والقوات الموالية لها وبين القوات المناهضة للحكومة، بما فيها "هيئة تحرير الشام". أسفر الهجوم عن مقتل 20 شخص وإصابة 52 آخرين، وفقا لرئيس مجمّع النازحين. تمكنت هيومن رايتس ووتش من التحقق من 15 اسما للقتلى و 13 اسما للجرحى عبر التحقق من معلومات من أصدقاء الضحايا وأقاربهم.

تحدثت هيومن رايتس ووتش عبر الهاتف إلى 16 شخصا كانوا في مجمّع النازحين وقت الهجوم أكدوا حدوثه قبيل صلاة المغرب مباشرة. كما تحدثت هيومن رايتس ووتش إلى شاهدين وصلا إلى الموقع بعد الهجوم بوقت قصير، واثنين من الأقارب لم يكونا هناك، وطبيب ورئيس المجلس المحلي وموظف في المنظمة غير الحكومية التي تدير المجمّع. قال أربعة شهود كانوا هناك إنهم رأوا طائرة تحلق تماما فوق المجمّع مباشرة قبل الانفجار. قال آخرون إنهم سمعوا الطائرة لكنهم لم يروها.

قال رئيس المجلس المحلي في حاس، هيئة مدنية خَدَمية في البلدة، كان في بساتين الزيتون القريبة وقت الهجوم، إنه رأى طائرة تُلقي ذخائر فوق المجمع مباشرة قبل صلاة المغرب. اتصل بعدها فورا بـ "الدفاع المدني السوري"، جماعة غير حكومية، لإنقاذ الجرحى.

كما تحدثت هيومن رايتس ووتش مع ثلاثة أشخاص كانوا يعيشون في المجمّع ولم يكونوا هناك وقت الهجوم. قالوا إن أقاربهم اتصلوا بهم بعد فترة وجيزة لإخبارهم بما حدث.

قال ستة شهود نجوا من الهجوم إن القذائف سقطت في ساحة بين المباني السكنية والمتاجر في المجمع يتجمّع فيها عادة عشرات العائلات مساء. قدّر الشهود وجود بين 20 إلى 30 شخصا في الساحة وقت الهجوم. قال شاهد كان يتفقد خزانات مياه على سطح مبنى سكني متضرر من 3 طبقات: 

كانت الساحة ممتلئة. كنت على السطح وقادرا على رؤيتهم جميعا. كان أصدقائي ينادونني للنزول واحتساء الشاي معهم، وكنت أخبرهم أنني قادم. لكن فجأة، أغارت الطائرة.

وصف مسعفون وشهود أضرار جسيمة. دمرت الغارة صفا من المتاجر المكوّنة من طابق واحد بالكامل، وألحقت أضرار جزئية بالجانب الجنوبي من مبنى سكني من 3 طبقات، وأحدثت حفرة كبيرة.

قال رجل كان جالسا في الساحة عندما وقع الهجوم إنه رأى الطائرة قادمة:

فجأة، وجدت نفسي ممددا على الأرض وملابسي ممزقة. كان الدخان والغبار في كل مكان. كنت أتحدث إلى رجلين في الساحة لم أتمكن من رؤيتهما. كانت إحدى عيني تؤلمني لإصابة لم تكن خطيرة. لم أستطع أن أسمع الكثير ولا يزال سمعي متضررا بسبب انفجار طبلة أذني اليمنى.

يقول رجل فقد زوجته في الهجوم: 

ثم رأيت زوجتي ملقاة أرضا فانفجرت بالبكاء. ظننت أنها فاقدة الوعي، وليست ميتة. ... دفننا زوجتي في كيلي [بلدة حدودية قريبة] في نفس اليوم الساعة 9 مساء. عندما عدت إلى المخيم بعد بضعة أيام، رأيت الحفرة الهائلة قرب المكان الذي كنا نجلس فيه.

قال أحد سكان المجمّع كان متواجدا وقت الهجوم إنه ذهب للبحث عن ابنه بعد الانفجار ليجده ميتا بسبب الغارة:

رأيت الناس في الخارج يبكون ويصرخون. رأيت سيارتي مغطاة بالأشلاء والدم، والنيران في متجري. مشيت في الساحة المغطاة بالدم والأشلاء والدمار. رأيت القتلى والمصابين. كان أحدهم صبيا يحمل 200 ليرة سورية في يده، يُفترض أنه كان ذاهبا ليشتري بها شيء من المتجر عندما وقع الهجوم. كان مصابا بشظايا في ظهره وملقى على صدره وهو يصرخ "ساعدني". رأيت امرأة بُقرت بطنها وجنينها بجانبها. رأيت رجلا مصابا بحروق شديدة أخبروني أنه توفي في اليوم التالي.

ثم رأيت ثلاثة أطفال مُمددين على الأرض موتى وفي أيديهم عنب. أحدهم كان ابني أمجد. قُتل نتيجة جروح خطيرة في الرقبة والظهر. الثاني صبي يدعى خالد (11 عاما) من كفر زيتا. لم أعرف الصبي الثالث.

قال شهود إن الهجوم أودى بحياة أسر بأكملها كانت قد لجأت إلى مجمّع النازحين بعد هربها من المعارك في أماكن أخرى، ولم يكن لديها مكان آخر تلجأ إليه. قال رجل فقد زوجته وابنتيه:

كنت أنا وعائلتي جميعا في الساحة عندما وقع الهجوم. اعتدنا الجلوس هناك للاستمتاع بهواء المساء العليل. كنت أتحدث مع بعض الرجال بينما كان الأطفال والنساء يتحدثون ويلعبون. سمعنا طائرة حربية فوقنا لكننا لم نتوقع حدوث أي أمر سيء. فجأة رأيت وميضا أحمر، وسمعت صوت انفجار ليظلم كل شيء.

فقدتُ الوعي لبضع ثوان. وقفت لأرى زوجتي وابنتيَّ ممددات على الأرض. في اللحظة التي رأيتهم فيها عرفت أنهن قُتلن. تخيل فقط شعوري في تلك اللحظة عندما رؤيتهن قتلى. فقدت الوعي ثانية واستيقظت في مستشفى معرة النعمان ذلك المساء.

أخبرني أقربائي في المستشفى أن زوجتي وابنتيّ، ماريا وآية، قُتلن وأنهن دُفنّ في إبين [بلدة حدودية قريبة] في نفس الليلة. كنت مصابا بحروق شديدة في ظهري وذراعي وأجزاء من وجهي ولم أُرد أن يراني أطفالي [الآخرين] هكذا. مر أسبوعان قبل أن أراهم في مستشفى عتمة الذي يضم وحدة للحروق.

تمكنت هيومن رايتس ووتش من التحقق من أسماء 15 شخصا قتلوا، منهم 7 أطفال و5 نساء، عبر الاتصال بأقاربهم وأصدقائهم والتحقق من الأسماء من شهود آخرين.

قارنت هيومن رايتس ووتش الأسماء بقوائم القتلى والجرحى المسجلين في مستشفى معرة النعمان وقائمة القتلى والجرحى التي تلقتها من ممثل النازحين الذين كانوا يعيشون في المجمّع وقت الهجوم. تمكنت هيومن رايتس ووتش من التحقق من أسماء 12 من القتلى الـ15 الذين زودهم بها ممثل النازحين، و9 من 13 جريحا على قائمة الجرحى التي شاركها هذا الأخير و16 في قائمة المستشفى.

أصيبت طفلة في الهجوم، وفقدت والدها وأحد أشقائها في الغارة. كانت أسرتها قد لجأت إلى مجمّع النازحين بعد هجوم على كفر زيتا أدى إلى مقتل والدتها وجدتها واثنين من أعمامها. أصيبت الطفلة وأشقاؤها وجدها جميعهم بجروح. تحدثت هيومن رايتس ووتش إلى عمة الطفلة، التي قالت إنها لم تتمكن من العثور على مكان لإيواء جميع الأطفال الثلاثة الباقين على قيد الحياة بالنظر إلى حجم إصاباتهم وإن الأشقاء منفصلين ويقيمون مع أفراد أسرة مختلفين في شمال غرب سوريا.

أكد ممثل النازحين الذين يعيشون في المجمّع أن جميع من يعيش هناك غادروا بعد الهجوم، ولم يعودوا بحلول نهاية سبتمبر/أيلول.

هجوم 19 يوليو/تموز

حفرة كبيرة نجمت عن انفجار الذخيرة التي ألقيت في الهجوم على مجمّع للنازحين في 16 أغسطس/آب 2019 في حاس، سوريا.  © لمركز الإعلامي العام 2019


وصف خمسة شهود لـ هيومن رايتس ووتش هجوما بطائرة مروحية على مجمع للنازحين قرب حاس بعد صلاة المغرب، حوالي الساعة 7:30 مساء في 19 يوليو/تموز. قال شهود وأقارب إن الهجوم أسفر عن مقتل عبد الرحيم الصغير، رجل في منتصف الستينيات.

قالت ابنته:

بعد صلاة العشاء مباشرة، كنت أقف مع والدي وأبناء عمي بجوار مبنانا ... فجأة، سمعت طائرة مروحية. نظرت إلى أعلى ورأيتها قادمة نحونا. كانت منخفضة للغاية وكنت خائفة جدا. ذهبت إلى الداخل ومكثت في أسفل الدرج مع أطفال عمي. قال والدي إنه سيذهب إلى السطح. بعد حوالي دقيقة سمعتُ صوت انفجار. هربت إلى المبنى الذي يعيش فيه عمي حتى يعلم أن أطفاله في أمان.

بعد حوالي 10 دقائق عدت إلى المبنى. منعني الأشخاص الذين كانوا عند المدخل من الدخول لأنهم كانوا يخشون من وجود المزيد من القنابل. ثم أخبرتني والدتي أنها وجدت والدي ملقى على الدرج داخل مبنانا وأنها عندما رفعت ظهره بيدها، شعرت بحركة. كان لا يزال يتنفس وقالت إن بعض الرجال نقلوه بالفعل إلى مستشفى معرة النعمان. عندما وصلنا إلى هناك، أخبرنا الأطباء أن أبي توفي. دفناه في صباح اليوم التالي في كفر زيتا.

قال شهود آخرون إنهم شاهدوا اقتراب المروحية من المخيم. قال ثالث إنه سمع الانفجار بينما كانت المروحية تحلق في سماء المنطقة. أكد كلاهما أن الهجوم أصاب مبنى من 3 طبقات في المجمع.

قال رجل شاهد الهجوم على بعد بضع مئات من الأمتار من المجّمع إنه رأى المروحية تلقي بجسمين كبيرين على مبنى هناك.

قال جميع الشهود الخمسة الذين قابلناهم إنه لم يكن هناك مقاتلون داخل المخيم أو بالقرب منه وأنهم لم يروا مقاتلين أو مركبات عسكرية طوال فترة إقامتهم هناك.

Correction

18 أكتوبر/تشرين الأول 2019: 

تم تعديل الإشارة إلى الضربة المذكورة في النسخة العربية من البيان من "جريمة حرب واضحة" إلى "يبدو أنها جريمة حرب" وذلك توخيا للدقة. 

Your tax deductible gift can help stop human rights violations and save lives around the world.

الأكثر مشاهدة