Saudi Arabia



Saudi Arabia Saudi Arabia
  

IV. مصادمات وحملة أبريل/نيسان 2000

تحمي الجهات الأمنية [الإسماعيليين]... ونحن نعزز من دوريات الأمن حتى يتمكنوا من ممارسة شعائرهم في سلام... إنهم ليسوا بمواطنين درجة ثانية أو ثالثة، بل درجة أولى.

- أمير نجران، الأمير مشعل بن سعود، أبريل/نيسان 200546

خلفية: وزارة الداخلية تخطط لإغلاق مساجد الإسماعيلية

في مطلع عام 2000، وفي استفزاز واضح للمجتمع الإسماعيلي وفي انتهاك لحقهم في الحرية الدينية، أعدت السلطات السعودية ونفذت خطة تفصيلية لإغلاق مساجد الإسماعيلية والقبض على المصلين في يوم احتفال أتباع الطائفة الإسماعيلية بعيد الفطر.47

وحسب المتبع في المذهب السني فيجب رؤية القمر الجديد بالعين المجردة كعلامة على بداية العيد، فلا يمكن تحديد مواعيد محددة على وجه اليقين، ويعتمد الأمر على متى يُشاهد القمر. إلا أنه تبعاً للإسماعيلية يتم حساب العيد تبعاً لتقويم ثابت محدد. وإذا كان ثمة اختلاف في يوم العيد بين الإسماعيلية والوهابية السنية، فإن يوم العيد لدى الإسماعيلية يأتي في أغلب الأحوال مبكراً بيوم. ولا تسمح المملكة العربية السعودية إلا بطريقة السنة في تحديد موعد العيد. وفي عام 2000 توقع المسلمون السنة رؤية القمر الجديد، ليبدأ الاحتفال بالعيد يوم 4 يناير/كانون الثاني. في حين كان عيد الإسماعيلية قد بدأ في 3 يناير/كانون الثاني.

ويظهر من الوثائق الرسمية أنه قبل ستة أسابيع، في 22 نوفمبر/تشرين الثاني 1999 (13/8/1420)، أمر وزير الداخلية الأمير نايف بأن تقوم الشرطة بإغلاق مساجد الإسماعيلية يوم 3 يناير/كانون الثاني 2000، وأن "تفرض الحراسة وتقبض على أي شخص يمر وتنسب الاتهامات إليه".48 وقبل أربعة أيام من احتفال الإسماعيلية بالعيد، أصدرت وزارة الداخلية خطة أمنية تفصيلية وسرية (تتوفر نسخة منها لدى هيومن رايتس ووتش) تأمر بإغلاق 20 مسجداً في مدينة نجران، مع ذكر أسماء ضباط الشرطة المسؤولين عن إغلاق كل مسجد، وبتحديد عدد سيارات الشرطة التي ستتأهب للمشاركة. ولم تذكر الخطة كيفية إغلاق المساجد أو كيفية التفريق بين المصلين الذين يحضرون للصلاة العادية ومن جاءوا احتفالاً بالعيد. كما أمرت الخطة بأن تغلق الشرطة كل مساجد الإسماعيلية الواقعة خارج مدينة نجران، بمساعدة ضباط "الأمن الجنائي" المزودين بـ "أدوات من قسم المعدات والإمدادات" وأن "يكثفوا تحقيقاتهم" وخمسة مسؤولين آخرين "معهم أسلحة ومتفجرات". وكان من المقرر أن يشغل كل عناصر القوات مراكزهم بحلول الساعة الخامسة والنصف صباح عيد الإسماعيلية، ووجه الأمر لقسم "الطب الشرعي الجنائي" بأن يوفر "خبراء في التصوير الفوتوغرافي لمواقع الجرائم".49

وأحس أتباع الطائفة الإسماعيلية بالغضب مع انتهاك حريتهم في العبادة، لكن كان الإغلاق متوقعاً بناء على أحداث سابقة، ودعى القادة الدينيون الأتباع إلى أن يلازموا البيوت، وهو ما فعله الكثيرون.50 ثم تم القبض على العدد القليل من المصلين الذين ارتادوا المساجد ذلك اليوم.51

ولا يوجد في المملكة العربية السعودية قانون جنائي مكتوب يحدد الأعمال التي تشكل مخالفات إجرامية. إلا أن السلطات في بعض الأحيان تعاملت مع الاحتفال بالمناسبات غير الإسلامية على أنها أعمال إجرامية، وكذلك الأعياد الإسلامية التي يعتبرها الوهابيون غير سليمة، فيتم اعتقال المشاركين فيها. وفي أحيان أخرى لم تتدخل الحكومة أو وقع تدخل محدود، مثلما حدث أثناء احتفال الشيعة في القطيف بالمنطقة الشرقية بيوم عاشوراء. واحتفال الإسماعيلية بالعيد يكاد يماثل الاحتفال السني، إذ يزور أتباع الطائفة الإسماعيلية الأقارب ويقيمون المآدب ويتبادلون الهدايا، ويشاركون في صلاة العيد بالمساجد.

أحداث هوليداي إن في 23 أبريل/نيسان 2000

بعد ثلاثة أشهر من إغلاق السلطات مساجد الإسماعيلية يوم عيد الفطر الخاص بالطائفة، بلغت العلاقات المتوترة بين الإسماعيلية في نجران والأمير مشعل نقطة الذروة لدى اعتقال رجل دين من الطائفة الإسماعيلية.

ففي 23 أبريل/نيسان 2000 اقتحم عناصر من الشرطة المحلية وهيئة الأمر بالمعروف والتحقيقات الجنائية مسجد خشيوة. وقاموا باعتقال رجل دين من أصل يمني، هو محمد الخياط، بتهمة ما أسماه الأمير فيما بعد، "عمل السحر".52 واحتج الطلاب داخل المسجد حين بدأ المسؤولون يصادرون كتبهم الدينية أيضاً، فتشاجروا مع الشرطة. وفي أعقاب الشجار، تم إطلاق عيار ناري أو أكثر. ولم تتمكن هيومن رايتس ووتش من أن تحدد يقيناً ما إذا كان الضباط هم من أطلقوا النار أم أن الطلبة وصلت أيديهم إلى سلاح أحد الضباط فأطلقوا النار. كما تتباين الروايات الخاصة بالإصابات، وإن لم تقع أي وفيات. وطبقاً للحكومة فقد أصيب رجل شرطة. وطبقاً للإسماعيلية فقد أصيب أحد الطلاب.53

وقال أحد شهود العيان لـ علي آل أحمد، وهو ناشط سعودي شيعي معارض في المملكة المتحدة: "دخلت [قوات] الأمن إلى مسجد [منصورة] واعتقلت الخياط، وصادرت حوالي 40 كتاباً، وبعضها من أيدي الطلاب الموجودين في ذلك الحين. ثم طلبوا الاطلاع على أوراق الهوية وصادروها. ثم سمعوا طلقا ناريا وأصيب أحد ضباط الشرطة. وحاول أحد الطلاب أن يصادر بندقية من أحد رجال الأمن، لكنه لم [يفلح]".54 وقال شخص آخر، وهو ليس شاهد عيان، لـ هيومن رايتس ووتش إن الأشخاص المتواجدين أثناء الاعتقالات قالوا إن هيئة الأمر بالمعروف وقسم التحقيقات الجنائية والمباحث دخلوا المسجد واعتقلوا الخياط ثم راحوا يصادرون كتب الطلبة الموجودين في ذلك الحين. وحين قاوم الطلاب، طبقاً لهذه الروايات، انطلق عيار ناري من سلاح أحد الضباط، فأصاب طالباً واحداً.55

وذهب مجموعة من كبار الطائفة الإسماعيلية إلى فندق هوليداي إن الذي كان يقيم فيه الأمير مشعل في ذلك الحين، للمطالبة بالإفراج عن الخياط. وقال الأمير مشعل للقادة الخمسة إنه لن يقابلهم.56 وقال أحد المشاركين في المظاهرة لـ هيومن رايتس ووتش: "توجه حشد من زهاء 60 شخصاً، كل منهم كبير أسرته، إلى سكن الأمير لتقديم تظلم يضم مطالب، لكن الأمير رفض مقابلتهم. ثم توجهوا عائدين إلى ساحة انتظار الفندق حيث احتشد المتظاهرون.57

وضمت القوات الأمنية التي احتشدت وحدة خاصة من الجيش مقرها إلى جوار نجران. ووصلت هذه الوحدة إلى الموقع مصحوبة بعربات نقل جنود مصفحة، تعلو كل منها بنادق آلية. ووصف أحد المشاركين كيف أنه في ساعة الغروب تقريباً:

اقتحم رجلان من وحدة القوات الخاصة السعودية صفوف المتظاهرين وراحوا يضايقون الحشد. ولاحظ المتظاهرون الإسماعيليون أنهم غرباء فبدأ الطرفان يتبادلان كيل الإهانات. وبدأ أحد رجلي الشرطة يطلق النار في الهواء. وبعد وهلة بدأت القوات تطلق النار في اتجاه المتظاهرين [من وراء المتظاهرين]. واشتدت وطأة المصادمات مع قوات الأمن مما خلف اثنين من القتلى.58

وحسب العادة فإن أتباع الطائفة الإسماعيلية، مثل باقي السعوديين، يحملون مسدساً أو بندقية في سياراتهم أو منازلهم. وقال مشارك آخر بالمظاهرة مستذكراً ما حدث ذلك اليوم:

كنت في الرابعة والعشرين من عمري تقريباً حينها. وكان معي مسدس عياس 25 ملم وخنجر وخمس رصاصات، لكن المسدس لم يكن محشواً. كان مخبئاً، وكنت في منطقة مفتوحة مجاورة للفندق، حين سمعت الصوت من خلفي. سمعت خمس طلقات نارية من سلاح ربما كان بندقية، ثم بعد خمس ثوانٍ سمعت نيران ثقيلة قادمة من الاتجاه الآخر من الفندق. ولا أعرف أي سلاح كان.

لجأت إلى أسفل أحد السيارات، ورأيت شخصاً واحداً ينزف من رأسه. كان الدم ينزف على جبينه، فاصطحبته إلى السيارة وأحضر آخرون شخصاً جريحاً إلى سيارة أخرى وانطلقنا إلى المستشفى، السائق وأنا والرجل الآخر والشخصين المصابين.

ولم يكن مع ذلك الشخص سلاحاً، ولا يرتدي إلا ثوباً. كنت أول من هرع إليه. وبعد يومين دخل في غيبوبة، ثم توفي بعد أسبوعين.

كنا هناك منذ ما بعد صلاة المغرب [حتى] وقع إطلاق النار. راحوا يطلقون النيران إلى أن غادرت المستشفى، ثم لا أعرف ما حدث بعد هذا.59

وورد في روايات أخرى لنشطاء حقوقيين سعوديين من غير أتباع الطائفة الإسماعيلية قيام الإسماعيليين بإطلاق أعيرة نارية تحذيرية فوق الفندق أو نحوه، وأن القوات الحكومية، بإطلاقها النار على الحشد أو فوق الرؤوس من ورائهم، راحت تطلق بدورها نحو الفندق. وقال عدة أفراد من الإسماعيلية إن المتظاهرين أطلقوا بعض الطلقات على الفندق، إذ عثر فريق الطب الجنائي الحكومي على مظروفات فارغة. وخلفت المواجهة قتيلاً أو اثنين من الإسماعيلية، كما ترددت أنباء عن مقتل رجل شرطة. وقد حقق أحد الناشطين السعوديين في الحادث وقال لـ هيومن رايتس ووتش إنه من غير الواضح من أطلق النار أولاً، لكن بعض المتظاهرين من أتباع الإسماعيلية استخدموا بنادقهم ومسدساتهم في إطلاق النار على الفندق فيما أطلق آخرون النيران في الهواء.60

وحين بدأ إطلاق النار قبل غروب الشمس أو في ذلك الوقت تقريباً، تفرق الحشد لكن قوات الأمن اعتقلت (حسب ما أجمعت الروايات عليه) 400 إلى 500 شخص.61 وتوجه أغلب المتظاهرين من هوليداي إن إلى مسجد منصورة، حسب أقوال البعض، لـ "الدفاع" عنه من قوات الأمن السعودية، حيث خشوا أن تهاجمه وتهدمه.62 وقال أحد "المدافعين" لـ هيومن رايتس ووتش:

كنت في المنصورة حوالي الساعة 11 مساءً ومعي رشاش كلاشينكوف محشو بعبوة ذخيرة بها 30 رصاصة. كنت أحمل السلاح على ظهري وفوهته موجهة لأعلى. لم أخلعه عن كتفي مرة واحدة. إنه سلاحي الشخصي، وورثته من أبي بعد وفاته. جميعنا معنا أسلحة في سياراتنا وكان سلاحي في السيارة، وقمنا جميعاً بأخذ بنادقنا. لم أكن في الفندق، لكنني ذهبت إلى مسجد المنصورة.

مكثنا هناك حتى ما بعد ظهر يوم الاثنين الموافق 1/19/1421 [24 أبريل/نيسان 2000]. وكان الجيش في الفيصلية [منطقة بمدينة نجران] معه دبابات وعربات طوارئ على ظهرها بنادق آلية عيار 50 ملم. وحسبنا أنهم سيدمرون مسجدنا.63

وقام "المدافعون" في مسجد المنصورة بتحضير أفخاخ وقنابل مصنوعة من الوقود. وفي فترة ما بعد الظهر في 24 أبريل/نيسان قال الداعي حسين بن إسماعيل المكرمي للناس أن يغادروا بسلام ويعودوا إلى ديارهم، ففعلوا. واستمرت عمليات اعتقال أتباع الإسماعيلية التي كانت قد بدأت الليلة الماضية.

حملة الاعتقالات

دامت حملة الاعتقالات لعدة شهور. وفي محاولة محلية لتقدير أعداد المحتجزين الإسماعيلية المؤكد احتجازهم والذين ما زالوا رهن الاحتجاز حتى 21 يونيو/حزيران 2000 قُدر العدد بـ 412 شخصاً.64

وقامت قوات الأمن في حالة واحدة على الأقل باحتجاز أحد الأقارب لأحد الأشخاص للضغط عليه لكي يسلم نفسه.

وقال رجل من الطائفة الإسماعيلية، يُدعى "بادي" (ليس اسمه الحقيقي) إنه شارك في المظاهرة لدى فندق هوليداي إن وتحدث إلى الإعلام من هناك. وفي اليوم التالي اعتقلته المباحث في محل عمله، وهو مستشفى:

لم يذكروا سبب حضورهم. قالوا لي: نحن من المباحث ونريدك أن تذهب معنا

وروى "حسين" ما حدث أثناء اعتقاله ليلة 23-24 أبريل/نيسان:

نصبوا نقطة تفتيش عند الفندق وراحوا يعتقلون الأشخاص. إذا عثروا على أي شيء في سيارتك، من العصا إلى السلاح الأبيض أو السكاكين أو الأسلحة الخفيفة؛ يقومون بالزج بك إلى إحدى عربات نقل الأفراد ويضربونك بكعوب البنادق. ولي صديق تم اعتقاله تلك الليلة وألقوه في حقيبة. إنه معاق ولديه مشكلة في إحدى ساقيه. راحوا يركلونه وهو داخل الحقيبة ويقولون: أيها المرتد أيها الملحد، إلى أن حضرت المباحث [الخارجية]. كاد يموت وهو بين أيديهم. وبالمثل قاموا بضرب أي شخص يرتابون في مظهره

وكانت مجموعة من الطلاب قد حضروا إلى نجران حين سمعوا بالمواجهة أمام الفندق – "من أجل التخفيف عن أسرتي" حسب ما قال أحدهم – فتم تسجيل أسمائهم لدى نقاط التفتيش التي تم نصبها حتى مسافة 200 كيلومتر خارج نجران. وعلى الرغم من أنهم لم يحضروا مواجهة هوليداي إن، فقد اعتقلهم الأمن. وتم اعتقال "كاظم" في 24 أبريل/نيسان، الذي قال لـ هيومن رايتس ووتش:

حضرنا إلى مسجد المنصورة في خشيوة، وظللنا فيه حتى قال لنا الداعي أن نذهب إلى بيوتنا، حوالي الساعة الثالثة مساءً، ثم ذهبنا إلى الفندق لنرى ما حدث فتم اعتقالنا. وضعونا في شقة في مواجهة الفندق (شقق المخلص) وجلسنا مقيدي الأيدي معصوبي الأعين من الثالثة حتى العاشرة مساءً، دون أن نصلي أو نتناول طعاماً أو شراباً. كان في الشقة أشخاص عدّة، يجلسون وظهورهم محنية إلى الأمام، إذ كانت الشقة مكتظة. وإذا طلبت الماء يضربونك.67

وقال كاظم إنه أمضى 18 يوماً في سجن نجران، حيث استجوبه مسؤولو المباحث عن دوره في الأحداث. وحضرت "لجنة من الرياض" للتحقيق، حسب قوله: "لكن لم يحدث شيء".68 وقال أحد المعتقلين الآخرين، ويُدعى عقيل: "حضرت لجنة من الحرس الوطني [في الرياض] بعد أسبوع وقاموا بإخلاء سبيلنا بعد 18 يوماً من الحبس. كما تم إخلاء سبيل 65 شخصاً آخرين".69 وقال كاظم إنه في السجن وزعتهم السلطات على عدة زنازين حيث "راح الجنود يركلوننا ويضربوننا دون سبب".70

وبعد إخلاء سبيلهم عادوا إلى دراستهم، ثم وبعد ثلاثة أسابيع، أثناء العطلة التالية على الاختبارات، عادوا إلى نجران. وقال كاظم لـ هيومن رايتس ووتش:

بعد سبعة إلى عشرة أيام

(تم وصف اعتراف كاظم تحت تأثير التعذيب في الفصل التالي).

وقال شخص آخر على دراية بالقضية بأن الأب، لدى الإفراج عنه، قدم وثائق في الرياض تثبت أن ابنيه كانا في الجامعة بمدينة سعودية تبعد مسيرة ساعات عن نجران وقت نشوب الاضطرابات. وجلب الأب تقارير حضور وغيرها من الأوراق، حسب قول ذلك الشخص، لكن المباحث قالت له ألا يتدخل.72

أما "صالح" الذي يعمل مهندساً، فقال إنه لم يكن في هوليداي إن، لكنه ذهب إلى مسجد المنصورة اليوم التالي ومعه رشاش كلاشينكوف وعبوتي ذخيرة. وفي 2 يونيو/حزيران اعتقلته الشرطة في العمل لمشاركته في أحداث هوليداي إن.73

واستهدفت بعض عمليات الاعتقال أشخاصا من أتباع الإسماعيلية يشغلون مناصب حكومية حساسة ولم يكن لهم أية صلة بأحداث 23 و24 أبريل/نيسان. "حسن"، مسؤول الجمارك الذي يعمل على الحدود السعودية اليمنية، قال لـ هيومن رايتس ووتش:

في 18/3/1421 [21 يونيو/حزيران 2000] اعتقلوني عند الحدود

وقيل لضابط مباحث من أتباع الإسماعيلية (وهو أمر نادر) من قبل رئيسه في العمل بعد أيام من حادث الفندق إنه لم يحقق العدد المطلوب منه من الاعتقالات. وقال أحد الأقارب لـ هيومن رايتس ووتش إن هذا الضابط نفسه تم اعتقاله لأنه "كان هذا وقت اعتقال الناس بناء على أي اتهام، والتهمة المفضلة هي حيازة الأسلحة". وعلق هذا الشخص قائلاً:

بعد أحداث هوليداي إن، تم توجيه الأمر للمباحث باعتقال أكبر قدر ممكن من الأشخاص. لم يكن من المهم قوة القضايا ومدى صحتها، بل عدد الأشخاص المعتقلين. وما زال [قريبي] لم يعتقل أحداً بعد أسبوع أو نحوه من وقوع الأحداث. وقال إنه لا يوحد دليل يمكنه استخدامه لاستدعاء أي أحد. من ثم حبسته المباحث بعد عشرة أيام من الأحداث. وأمضى ثمانية أشهر ونصف الشهر في سجن المباحث لمجرد أنه لم يجمع ما يكفي من المشتبهين.75

أما "كريم" رجل الشرطة الإسماعيلي، فقال لـ هيومن رايتس ووتش إنه حين ذهب لمركز الشرطة الذي يتبعه كعادته في 10 مايو/أيار 2000 لإطلاعهم على ما جد في عمله "دعاني المدير وخضنا في حديث تقليدي، وفجأة جاء ورائي أربعة من عناصر المباحث وعصبوا عينيّ وأوثقوني. لم أشارك في حادث الفندق، وحينها كنت في سلك الشرطة منذ 15 عاماً".76 وفي الفصل التالي نصف التعذيب الذي تعرض له على مدار عدة أيام أثناء احتجازه.




46  مقابلة مع الأمير مشعل بن سعود، الحياة، 1 أبريل/ نيسان 2005 (23/11/1425).

47  يحتفل المسلمون في عيد الفطر بانتهاء شهر رمضان، وهو شهر الصوم والزهد.

48  مدير شرطة منطقة نجران، الجنرال دخيل الله بن عبد الله العزواري، "سري للغاية، لا يجب تداوله. الخطة الأمنية التفصيلية بتاريخ 26/9/1420"، مديرية شرطة منطقة نجران، الأمن العام، وزارة الداخلية، المملكة العربية السعودية. نسخة محفوظة لدى هيومن رايتس ووتش.

49  المرجع السابق.

50  مقابلة هيومن رايتس ووتش مع شخص إسماعيلي، ن3، نجران، 13 ديسمبر/ كانون الأول 2006.

51  مسعود الحيدر وشيخ أحمد الصعب، "العدل أساس الملك"، رسالة إلى الملك عبد الله، بدون تاريخ، بعد أغسطس/ آب 2005، صفحة 3.

52  انظر: “Saudi unrest blamed on ‘sorcerer,’” BBC News 25 أبريل/ نيسان 2000، على: http://news.bbc.co.uk/1/hi/world/middle_east/725597.stm (تمت الزيارة في 25 أبريل/ نيسان 2008). وتعتقل السلطات السعودية عدة أشخاص كل عام بتهمة "عمل السحر"، انظر: "السعودية: ينبغي إيقاف تنفيذ إعدام امرأة متهمة بعمل السحر"، بيان صحفي لـ هيومن رايتس ووتش، 14 فبراير/ شباط، على: http://hrw.org/arabic/docs/2008/02/14/saudia18052.htm

53  طلبنا في رسالتنا إلى أمير نجران الاستيضاح (انظر الملحق)، لكن لم يصلنا أي رد.

54  بريد إلكتروني من حسين إلى كرم، 2 سبتمبر/ أيلول 2001. لدى هيومن رايتس ووتش نسخة من البريد الإلكتروني وتعرف الشاهد، وتحدثت إلى حسين في يوليو/تموز 2006 وعندها أحالنا إلى إفادته السابقة لآل أحمد عن الموضوع.

55  مقابلة هاتفية لـ هيومن رايتس ووتش مع جعفر، الخبر، 2 ديسمبر/ كانون الأول 2007.

56  مقابلة هيومن رايتس ووتش مع أحمد، نجران، 13 ديسمبر/ كانون الأول 2006.

57  مقابلة هاتفية لـ هيومن رايتس ووتش مع عباس، نجران، 23 يونيو/ حزيران 2006.

58  المرجع السابق.

59  مقابلة هيومن رايتس ووتش مع أحمد، 13 ديسمبر/ كانون الأول 2006.

60  مقابلة هيومن رايتس ووتش مع رنيم، المنامة، البحرين، 1 ديسمبر/ كانون الأول 2007.

61  مقابلة هاتفية لـ هيومن رايتس ووتش مع عباس، نجران، 23 يونيو/ حزيران 2006.

62  المرجع السابق.

63  مقابلة هيومن رايتس ووتش مع حسن، نجران، 13 ديسمبر/ كانون الأول 2006.

64  بريد إلكتروني من شخص من المنطقة لمنظمة العفو الدولية، وقد حصلت هيومن رايتس ووتش على نسخة منه.

67  مقابلة هيومن رايتس ووتش مع كاظم، نجران، 14 ديسمبر/ كانون الأول 2006.

68  المرجع السابق.

69  مقابلة هيومن رايتس ووتش مع عقيل، نجران، 13 ديسمبر/ كانون الأول 2006.

70  مقابلة هيومن رايتس ووتش مع كاظم، نجران، 14 ديسمبر/ كانون الأول. كما وصف أحمد كيف أجبر في سجن نجران على الوقوف لساعات كل يوم، وكيف قام المحقق بتقييد يديه ووضع "حذاءه في وجهي". مقابلة هيومن رايتس ووتش مع أحمد، نجران، 13 ديسمبر/ كانون الأول 2006.

72  مقابلة هيومن رايتس ووتش مع صبّاح، المنامة، 6 يوليو/ تموز 2006.

73  مقابلة هيومن رايتس ووتش مع صالح، نجران، 14 ديسمبر/ كانون الأول 2006.

75  مقابلة هيومن رايتس ووتش مع حامد، قريب الضابط، المنامة، 6 يوليو/ تموز 2006.

76  مقابلة هيومن رايتس ووتش مع كريم، نجران، 13 ديسمبر/ كانون الأول 2006.