Skip to main content
تبرعوا الآن

مالي – يجب أن يفرج الإسلاميون عن الأطفال المجندين

شاهد: "يرسلون أطفالنا الأبرياء ليُذبحون"

 

(نيروبي) – على الجماعات الإسلامية المسلحة التي تحتل شمال مالي  أن تفرج فوراً عن جميع الجنود الأطفال من صفوفها وأن تنهي التجنيد العسكري والاستخدام للأفراد تحت سن 18 عاماً. مع بدء فرنسا في حملة قصف جوية بداية من 11 يناير/كانون الثاني 2013 بهدف منع الإسلاميين من التقدم نحو الجنوب، دعت هيومن رايتس ووتش جماعات المتمردين إلى إبعاد الأطفال على الفور عن قواعد التدريب بالمنشآت العسكرية الخاصة بالإسلاميين وما يحيطها من أماكن.

وصف شهود تحدثت إليهم هيومن رايتس ووتش بطريق الهاتف منذ 8 يناير/كانون الثاني – عندما اشتد القتال بين الجماعات الإسلامية والجيش المالي – أنهم رأوا العديد من الأطفال، تصل أعمار بعضهم إلى 12 عاماً، يشاركون في القتال. كما قال شهود إن الأطفال كانوا يشغلون نقاط تفتيش في المناطق الخاضعة للقصف الجوي من جانب الجيش الفرنسي وبالقرب من مناطق قتال. قامت الجماعات الإسلامية – أنصار الدين، حركة الوحدة والجهاد في غرب أفريقيا، القاعدة في المغرب الإسلامي – بتجنيد وتدريب واستخدام المئات من الأطفال في صفوفهم منذ احتلال شمال مالي في أبريل/نيسان 2012.

وقالت كورين دوفكا، باحثة أولى معنية بغرب أفريقيا في هيومن رايتس ووتش: "لا يحق لهذه الجماعات الإسلامية تجنيد الأطفال في صفوفها، ناهيك عن إرسالهم إلى جبهة القتال. يبدو أن هذه الجماعات تعرض عمداً مجموعة من الأطفال للخطر المباشر. يجب على الإسلاميين أن يفرجوا عن هؤلاء الأطفال ليعودوا إلى أهلهم قبل استمرار الحملة العسكرية".

وصف ثلاثة شهود من كونّا رؤية عدد كبير من الأطفال في صفوف الإسلاميين الذين سيطروا على تلك البلدة لفترة قصيرة منذ 10 يناير/كانون الثاني. وقال شهود في جاو إنهم رأوا أطفالاً في صفوف التعزيزات التي غادرت جاو متجهة إلى كونّا، ورأوا أمهات لأطفال يبحثن عن أبنائهن الذين غادروا جاو للقتال، وأطفال مصابين أثناء القتال في كونا توافدوا على جاو.

وقال شاهد من كونا: "وصل الإسلاميون في نحو 10 سيارات لاندكروزر. بعد أن انحسر القتال ذهبنا لمدخل المدينة لنراهم. صُدمت عندما رأيت أكثر من عشرة أطفال بينهم، وتبلغ أعمار بعضهم 12 أو 13 عاماً، وهم جميعاً مسلحون ببنادق كبيرة، ويعملون إلى جوار الرجال البالغين".

رصد شهود آخرون وجود أطفال داخل شاحنات تغادر جاو لتعزيز قوات الإسلاميين في قتالهم لصد الهجمات عن كونا. قال رجل مسن لـ هيومن رايتس ووتش:

يوم الجمعة [11 يناير/كانون الثاني] حوالي الساعة الرابعة عصراً، رأيت ست شاحنات تويوتا ممتلئة بالمقاتلين تغادر إلى المعركة الدائرة أمام مقر الشرطة الإسلامية. كان هناك أطفال في سيارتين منها، حوالي خمسة في شاحنة واثنين في الأخرى. هؤلاء أطفالنا – ماذا يعرفون عن الحرب؟ أولئك الذين يزعمون أنهم إسلاميون يرسلون الأبرياء ليذبحون باسم الجهاد... أي إسلام هذا؟

وصف سكان سافروا في نطاق منطقة جاو في يناير/كانون الثاني رؤيتهم أطفالاً يلعبون دوراً مهماً في تشغيل نقاط التفتيش على الطرق. هناك سيدة كانت تسافر من باماكو إلى قرية صغيرة قرب جاو في 8 و9 يناير/كانون الثاني وصفت رؤية أطفال يعملون في نقاط تفتيش ببلدات بوري ودوينتزا وجاو.

قالت: "كان هناك أطفال كثيرون في صفوف حركة الوحدة والجهاد. في بوري جاء أطفال واستقلوا حافلتنا وطلبوا رؤية أوراقنا وتفتيش متاعنا. كان هناك فتى واحد فوق 18 عاماً في نقطة التفتيش تلك. وفي دوينتزا، أعتقد أن عشرة منهم على الأقل كانوا تحت سن 18 عاماً، وأصغرهم يبلغ من العمر 11 عاماً فقط".

قال تاجر إنه رأى نحو 20 طفلاً مسلحين للقتال، تحت سن 16 عاماً، يشغلون نقطة تفتيش تؤدي إلى بلدان بوريم وأنسونجو – في منطقة جاو – يوم 11 يناير/كانون الثاني.

يبدو أن استخدام الإسلاميين للأطفال بدأ بعد سيطرتهم على الشمال بقليل، في أبريل/نيسان، واستمر بشكل مستمر منذ ذلك الحين. لاحظ شهود وجود أطفال في نقاط للتفتيش وفي دوريات مشاة وفي سيارات للدورية، وفي حراسة السجناء وآخرون يعملون في تحضير الطعام في مختلف المواقع التي تسيطر عليها الجماعات. تم تجنيد أطفال من مالي والنيجر. وصف الشهود كيف أن الإسلاميين داخل مالي جندوا أعداداً كبيرة من الصبية من القرى الصغيرة، لا سيما من القرى التي يعتنق أهلها منذ مدة طويلة الوهابية، وهي مدرسة إسلامية محافظة للغاية.

في ديسمبر/كانون الأول وصف أحد الشهود زيارته لستة مخيمات تدريب في منطقة جاو، فيها عشرات الأطفال شوهدوا يتدربون على كيفية استخدام الأسلحة النارية ويخضعون لتدريب بدني. وتم رصد الأطفال يدرسون القرآن أيضاً في عدد من هذه الأماكن. كانت بعض مراكز التدريب هذه داخل أو إلى جوار قواعد عسكرية إسلامية.

هناك ثلاثة أماكن داخل بلدة جاو رصد فيها شهود أطفالاً يتدربون على مدار الشهور الأخيرة – في مخيم فرهون وحوله، ومبنى إدارة الجمارك الوطنية – وهي مواقع يُزعم أنها استهدفت بالقصف الجوي من القوات الفرنسية المسلحة في 12 يناير/كانون الثاني. ليس من الواضح إذا كان هناك أطفال في هذه المواقع أثناء القصف.

قالت هيومن رايتس ووتش إن على الجماعات الإسلامية المسلحة والقوات المسلحة الفرنسية والمالية والقوات المرسلة من دول الإيكواس، عليها جميعاً أن تتخذ الاحتياطات المستطاعة لحماية أرواح الأطفال.

مالي دولة طرف في البروتوكول الاختياري لاتفاقية حقوق الطفل، بشأن تورط الأطفال في النزاعات المسلحة، وهو البروتوكول الذي يحظر تجنيد واستخدام أطفال تحت سن 18 عاماً في أعمال قتال، من قبل الجماعات المسلحة من غير الدول. يعتبر تجنيد الأطفال تحت سن 15 عاماً في النزاعات المسلحة واستخدامهم في النزاع المسلح جريمة حرب بموجب نظام روما المنشئ للمحكمة الجنائية الدولية. تقوم مدعية المحكمة الجنائية الدولية حالياً – فاتو بنسودة – بالنظر في أمر فتح تحقيق في الجرائم المرتكبة في مالي بعد أن أحالت الحكومة المالية الوضع في مالي منذ يناير/كانون الثاني 2012 إلى المحكمة في يوليو/تموز الماضي.

وقالت كورين دوفكا: "على جميع الجماعات المسلحة أن تسرّح فوراً الجنود الأطفال الذين تم استخدامهم وأن تساعدهم على العودة لأسرهم". وتابعت: "يجب أن يعرف قادة الجماعات الإسلاميةأن تجنيد واستخدام الأطفال جريمة حرب".

Your tax deductible gift can help stop human rights violations and save lives around the world.

المنطقة/البلد

الأكثر مشاهدة