Skip to main content
تبرعوا الآن

غامبيا: نساء يتهمن الرئيس السابق بالعنف الجنسي

يتعين التحقيق مع يحيى جامع بتهم الاغتصاب والاعتداء الجنسي

(داكار) – قالت "هيومن رايتس ووتش" و "ترايل إنترناشونال" (TRIAL International) اليوم إن ثلاث نساء اتهمن رئيس غامبيا السابق، يحيى جامع، بالاغتصاب والاعتداء الجنسي خلال فترة رئاسته. قال مسؤولون غامبيون سابقون إن مساعدي الرئيس كانوا يضغطون بانتظام على النساء لزيارة جامع أو العمل لديه، والذي اعتدى جنسيا على العديد منهن.

جامع موجود حاليا في غينيا الاستوائية، حيث اتلمس المنفى بعد خسارته في الانتخابات الرئاسية في 2016 أمام أداما بارو. توثق لجنة الحقيقة والمصالحة والإصلاحات في غامبيا، انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبت طيلة 22 عاما من حكم جامع، بما في ذلك مزاعم العنف الجنسي. على لجنة الحقيقة والمصالحة والإصلاحات والحكومة الغامبية ضمان التحقيق بشكل كامل في مزاعم الاغتصاب والعنف الجنسي من قبل جامع وغيره من كبار المسؤولين السابقين، ومقاضاتهم إذا اقتضت الضرورة ذلك.

قال ريد برودي، مستشار في هيومن رايتس ووتش: "حاصر يحيى جامع نساء غامبيات، وأرعبهن، وعاملهن كأنهن ملك له. الاغتصاب والاعتداء الجنسي جريمتان، وجامع ليس فوق القانون".

"فاتو جالو (تفاح) تستلم الجائزة من الرئيس يحيى جامع باعتبارها الفائزة بلقب الملكة في مسابقة  Miss July 22 Pageant لملكات الجمال. بانجول، غامبيا، 24 ديسمبر/كانون الأول 2014. تزعم جالو أن جامع اغتصبها بعد رفضها الاستجابة ©2014 خاص

قابلت هيومن رايتس ووتش و"TRIAL" ثلاث نساء يتهمن جامع بالاغتصاب والاعتداء الجنسي، وامرأة رابعة قالت إن مساعدي جامع حبسوها في مكان مُجهّز بوضوح للاعتداء الجنسي. كما قابلت المنظمتان ثمانية مسؤولين غامبيين سابقين والعديد من الشهود الآخرين. من بين المسؤولين الذين قالوا إن لديهم معرفة مباشرة بالأحداث، رجلان يعملان في "قسم المراسم" في القصر الرئاسي؛ وأربعة حراس شخصيين لجامع أو في القصر الرئاسي؛ وامرأة عملت في القصر الرئاسي؛ ومسؤول كبير سابق في وكالة الاستخبارات الوطنية. طلب المسؤولان والمرأتان عدم الكشف عن هويتهم. وطلبت فاتو جالو (المعروفة باسم توفاح)، التي زعمت أن جامع اغتصبها في 2015، الكشف عن اسمها لأنها ترغب في الحديث علنا.

قدم الذين تمت مقابلتهم مزاعم تفصيلية ضد الرئيس السابق وقالوا إنه أجبر أو أكره شابات على ممارسة الجنس معه. بعضهن تقاضين رواتب من الدولة وعملن في القصر الرئاسي كـ "فتيات المراسم". أفاد مسؤولون سابقون أن جامع ومرؤوسيه منحوا النساء نقودا وهدايا، ووعدوهن بمنح دراسية أو امتيازات أخرى – وهي أدوات قوية في أحد أفقر البلدان في العالم. قال شهود عيان إن الجنس تمت ممارسته بالتراضي وبدونه في مقرات إقامة الرئيس.

اتسم حكم جامع بانتهاكات واسعة النطاق، بما في ذلك الاختفاء القسري، والقتل خارج نطاق القضاء، والعنف الجنسي، والتعذيب، والاعتقال التعسفي. كرئيس، صنع جامع لنفسه شخصية دينية، وألقى مواعظ، وادعى قدرته على علاج فيروس نقص المناعة المكتسبة وشفاء المرضى. في مارس/آذار 2019، اتهمت لجنة رسمية غامبية و"مشروع الإبلاغ عن الجريمة المنظمة والفساد"، وهي منصة للتقارير الاستقصائية، جامع بسرقة ما يصل الى 1 مليار دولار أمريكي من خزينة الدولة.

وصفت النساء الثلاث، اللواتي قدمن مزاعم ضد جامع، أعمال الإكراه والخداع والعنف التي ارتكبها جامح ومساعدوه، وأعمال الانتقام ضد النساء اللواتي ترفضن محاولاته.

فازت توفاح جالو، 18 عاما آنذاك، بلقب "ملكة" الجمال لعام 2014 في مسابقة الجمال الرئيسية التي ترعاها الدولة، والتي أشاد بها جامع كـ "وسيلة لتمكين الفتيات". قالت جالو إن الرئيس أغدق عليها، على مدى ستة أشهر، بجائزة قدرها 1250 دولارا أمريكيا وهدايا أخرى، وأمر بربط منزل عائلتها الكائن خارج بانجول، بشبكة المياه الجارية. طلب منها أن تتزوجه، لكنها رفضت. قالت إنه بعد أن أحضرها مساعدوه لحضور تلاوة القرآن قبل رمضان في القصر الرئاسي، احتجزها في غرفة وقال لها: "لا توجد امرأة أريدها، ولا يمكنني الحصول عليها". قالت إنه ضربها وسخر منها بعد ذلك، ثم حقنها بسائل واغتصبها. بعد أيام، هربت إلى السنغال المجاورة.

عيّن جامع شخصيا "فتيات المراسم" وتحرش بهن جنسيا. قال مسؤولون سابقون وامرأتين عملتا كـ "فتيات المراسم" إن جامع ومساعديه، وبالإضافة إلى حصولهن على رواتب من الدولة، كانوا يقدمون للنساء هدايا ونقود وامتيازات إذا مارسن الجنس مع جامع. تولت النساء أحيانا مهام رسمية مثل تقديم المشروبات، والطباعة، وتحضير الاجتماعات، لكنهن في الغالب موجودات من أجل ممارسة الجنس مع الرئيس عند الطلب. رافقته النساء أثناء إقامته الطويلة والمتكررة في قريته كانيلاي. بعضهن سافر إلى الخارج مع الرئيس، أو طُلب منهن الإقامة بالقرب من القصر الرئاسي حتى يكون وصول جامع إليهن أكثر سهولة، أو لم يُسمح لهن بالمغادرة دون إذن، أو مُنعن من الخروج مع رجال. قال مساعد كبير سابق للرئيس إن جامع "كان يختار نساء شابات لإرضاء شهواته الجنسية".

قالت "أنتا"، إحدى هؤلاء النساء، إن جامع رصدها خلال مناسبة. قالت إن مسؤولين حكوميين وضعوها على جدول رواتب قسم المراسم، ومنح جامع هدايا باهظة لوالديها المعوزين. قالت إنها رفضت طلب جامح بممارسة الجنس معه، لكنه قال لها إنه "يدعم عائلتي وأنه قد يُنهي ذلك في أي وقت". في مناسبة أخرى، عندما دعاها لممارسة الجنس معه، قال لها ألا تُحدث أحدا عن ذلك وإلا "ستواجه عواقب".

قالت "بينتو"، وهي "فتاة مراسم" أخرى، إن جامع عرض عليها منحة للدراسة في الولايات المتحدة. عندما رفضت ممارسة الجنس معه، غضب جامع منها وصرفها. قالت إن جامع أمر رئيس المراسم بمنعها من الذهاب لمقابلة للحصول على التأشيرة في السفارة الأميركية وإنهاء عقد عملها في القصر الرئاسي. وألغى المنحة الدراسية.

وصفت النساء الثلاث والعديد من المسؤولين دجيمبي جامع، ابنة عم الرئيس، بأنها المُشرفة على "فتيات المراسم" واستدراج نساء أخريات. قالت النساء الثلاث إنها صادقتهن، واتصلت بهن، واستقدمتهن إلى القصر الرئاسي، واقتادتهن إلى جامع، وجلست معهن والرئيس في غرفته قبل أن تتركهم لوحدهم. ذهبت دجيمبي جامع إلى غينيا الاستوائية برفقة جامع.

كان استغلال جامع للنساء معروفا في مُحيطه. قال خمسة مسؤولين سابقين إنه أمرهم وآخرين بالحصول على أرقام هواتف النساء اللواتي تعرف عليهن. قالوا إنهم شاهدوا لاحقا هؤلاء النساء يغادرن منزل جامع بالمال. قال مسؤولون عملوا مع جامع إنه مارس الجنس أيضا مع الجنديات المكلفات بحمايته الشخصية وغيرهن من الموظفات المدنيات اللواتي عملن تحت إمرته.

قابلت هيومن رايتس ووتش و"TRIAL" امرأة رابعة، "فاتومتا ساندنغ"، وهي مغنية فرقة معروفة لم يكن لها اتصال مباشر مع جامع، لكنها قالت إن مساعدين حبسوها في 2015 في مكان تشتبه في كونه مكانا مُعدا للانتهاك الجنسي. سولو ساندنغ هي ابنة أحد قادة المعارضة الغامبية، والذي تسبب اغتياله في الحجز في 2016 بحشد المعارضة ضد جامع. قالت ساندنغ إنها أُمرت بالحضور بمفردها لرؤيته في مسقط رأسه في كانيلاي، ومُنعت من مغادرة الفندق الذي تُقيم فيه هناك لمدة ثلاثة أيام، ثم أطلق سراحها في النهاية.

ساندنغ هي الآن المتحدثة باسم "حملة مُحاكمة يحيى جامع وشركائه" (#Jammeh2Justice)، التي تُطالب بمحاكمة جامع وآخرين لتحملهم القسط الأكبر من المسؤولية عن جرائم الحكومة.

قال رئيس غامبيا، بارو، إن غامبيا ستنتظر تقرير مشروع الإبلاغ عن الجريمة المنظمة والفساد قبل مطالبة غينيا الاستوائية بإمكانية تسليم جامع. كما  تدرس  حكومة غانا إعادة فتح تحقيقها في مجزرة يوليو/تموز 2005 في غامبيا التي ذهب ضحيتها نحو 56 مهاجرا، من بينهم 44 غانيا، في أعقاب تقرير أنجزته هيومن رايتس ووتش و"TRIAL" في مايو/أيار 2018 والذي كشف أن المهاجرين قُتلوا على أيدي "الجانغلرز"، وهي فرقة موت تابعة لجامع.

كشفت جلسات الاستماع العامة التي نظمها مشروع الإبلاغ عن الجريمة المنظمة والفساد، والتي تحظى بمتابعة واسعة في غامبيا، عن العديد من المستجدات، بما في ذلك مزاعم بأن جامع أشرف على الاغتيالات شخصيا. ويعتزم المشروع تنظيم جلسات حول العنف الجنسي، واتصلت بنساء لتقديم شهاداتهن "وفقا لطرائق تحافظ على سلامتهن، وكرامتهن، وتحميهن من الوصم والانتقام".

قالت ماريون فولكمان براندو، باحثة مشاريع رئيسية في هيومن رايتس ووتش و"TRIAL": "هؤلاء النساء الرائعات حطمن ثقافة الصمت. من المهم الآن أن يمنحهن مشروع الإبلاغ عن الجريمة المنظمة والفساد، والحكومة سبيلا للانتصاف والعدالة. حان الوقت لـ ’فضح‘ الاغتصاب لتغيير المواقع".

لقراءة مقابلة مع ماريون فولكمان – براندو الاستشارية لدى هيومن رايتس ووتش والتي اجتمعت وأجرت مقابلات مع النساء اللاتي اغتصبهن جامع واعتدى عليهن جنسياً:

https://www.hrw.org/news/2019/06/24/gambias-women-break-their-silence

Your tax deductible gift can help stop human rights violations and save lives around the world.

الأكثر مشاهدة