تتواجد المحامية اليمنية الحقوقية هدى الصراري في جنيف اليوم لاستلام جائزة "مارتن إينالز" التي تمنحها عشر من أبرز المنظمات الحقوقية حول العالم للمدافعين والمدافعات الذين برزوا من خلال التزامهم وشجاعتهم، معرّضين حياتهم للخطر في أغلب الأحيان.
لقد استحقت الجائزة بالفعل. ما زلت أتذكر اللحظة التي رأيت فيها شجاعة الصراري خلال مقابلة مصوّرة مع "أسوشيتد برس" في يوليو/تموز 2017 وهي تتكلم عن السجون السرية التي تديرها الإمارات في جنوب اليمن، وكانت "هيومن رايتس ووتش" وأسوشيتد برس قد أعدت تقارير مطولة عنها. علمتُ لاحقا أن توثيق هذه الانتهاكات ما كان ليحصل لولا الصراري، ودُهشت بجرأة هذه الشابة. هذه الشجاعة تلقى الاعتراف الذي تستحق من قبل جمهور أكبر.
اتصلتُ بالصراري وعبّرتُ عن فخري بها. لقد أمضت أكثر من عقد في العمل في منظمات حقوقية ونسوية يمنية. يواجه الناشطون، والصحفيون، وخاصة المدافعون عن حقوق الإنسان في اليمن خطرا دائما في جميع أنحاء البلاد. تعرض العديد منهم للمضايقات، والاعتداءات الجسدية، والاحتجاز، وحتى الاغتيال لمجرد قيامهم بعملهم.
من منزلها في مدينة عدن الساحلية الجنوبية، وصفت الصراري المخاطر التي تواجهها، خاصة بعد مقابلة أسوشيتد برس. خلال اتصالنا، الذي كتبتُ عنه لاحقا، شدَّدَتْ على أنها لن تستسلم رغم المخاطر، وأنها ستواصل الكفاح من أجل حقوق الضحايا في جميع أنحاء اليمن.
لولا الصراري وأمثالها لكانت السجون السرية في اليمن لا تزال سرية. لم تتوقف الصراري عن النضال من أجل حقوق اليمنيين الأساسية رغم التهديدات بالقتل، وحملة تشهير شعواء ضدها نظمتها ميليشيات مدعومة من الإمارات، وخسارة ابنها المراهق في مارس/آذار 2019 بين الضحايا المدنيين للنزاعات المسلحة في عدن. أنتظر بفارغ الصبر رؤيتها مجددا على الشاشة، هذه المرة وهي تستلم جائزة تقديرا لسنين نضالها الشجاع.