في 24 فبراير/شباط 2021، ستُصدر محكمة ألمانية في بلدة كوبلنز حكمها الابتدائي في محاكمة تاريخية لمسؤولَيْن سوريَّيْن سابقَيْن لارتكابهما فظائع خلال النزاع المسلح الوحشي الذي دام عقدا من الزمن في سوريا.
يُزعَم أن المتهمَيْن في القضية ضابط مخابرات سابق وشخص تحت أمرته؛ سيكون الحكم هذا الأسبوع على المشتبه به الأدنى رتبة، إياد غ. يَزعم الادعاء أنه احتجز متظاهرين في 2011 وسلمهم إلى مركز احتجاز سيئ السمعة في دمشق، حيث تعرضوا لاحقا للتعذيب.
كمحامية ألمانية، أشعر بالارتياح لرؤية التزام بلدي بتحقيق العدالة في أسوأ الجرائم في العالم، بصرف النظر عن مكان وقوعها. مع انسداد العديد من السبل الأخرى للعدالة، فإن القضايا الوطنية مثل هذه، التي تستخدم الولاية القضائية العالمية، تمنح الضحايا السوريين الأمل. وقد أدلى العديد منهم بشهاداتهم أمام المحكمة حول الرعب الذي تعرضوا له. في بيانه الختامي في قضية إياد غ.، أعرب المدعي العام عن "احترامه البالغ" للدور الذي لعبه هؤلاء الشهود في المحاكمة.
كَوني ناطقة بالألمانية، فهمتُ كلمات التقدير هذه – لكن بعض هؤلاء الشهود لم يفهموها. لغة المحكمة هي الألمانية، بينما يعتمد الضحايا والشهود وغيرهم من غير المتحدثين بالألمانية على المعلومات التي ينقلها من أمكنه حضور الجلسات لمتابعة هذه المحاكمة البالغة الأهمية.
حتى أغسطس/آب 2020، لم تكن إجراءات التقاضي قد تُرجمت إلى العربية إلا للأطراف الرسمية في القضية. رغم أن المحكمة الدستورية الألمانية أصدرت مؤخرا، ردا على التماس، أمرا مؤقتا بتوسيع نطاق الترجمة لتشمل الصحفيين المعتمدين مسبقا باللغة العربية، إلا أن المحاكمة ما تزال غير متاحة لغير الناطقين بالألمانية عموما. كما أن الحكم على إياد غ. سيكون متاحا بالألمانية فقط، ولن تظهر أي محاضر مكتوبة بأي لغة بمجرد انتهاء المحاكمة التاريخية.
أظهرت أبحاث أجرتها "هيومن رايتس ووتش" وغيرها أن تأثير جهود المساءلة على المجتمعات المحلية المتضررة يرتبط بشِدّة بجهود التواصل. يقول المدعون العامون إن ألمانيا تنوب في هذه المحاكمة عن المجتمع الدولي. كان ذلك سيكتسب أهمية أكبر لو كان الحصول على المعلومات أسهل على المتضررين من الجرائم. وينبغي على المحكمة النظر في سبل حل هذا الأمر.
في غضون ذلك، ستكون هيومن رايتس ووتش في كوبلنز بانتظار الحكم على إياد غ.، حيث سنشارك أبرز مناقشات جلسة الاستماع مع المنظمات غير الحكومية ووسائل الإعلام الأخرى.