قبل مئة يوم من "كأس العالم 2022"، انضمّ لاعبو كرة قدم محترفون وقادة اتحادات كرة القدم ومجموعات من المشجعين إلى حملة #فلتدفع_الفيفا (#PayUpFIFA ) التي أطلقتها مجموعات حقوقية ونقابات لمطالبة "الاتحاد الدولي لكرة القدم" (الفيفا) والسلطات القطرية بمعالجة الانتهاكات الجسيمة ضد العمال الوافدين، بما في ذلك من خلال التعويضات المالية، قبل انطلاق البطولة.
قطاع كرة القدم العالمي، بما في ذلك اتحادات كرة القدم واللاعبين والجهات الراعية والمشجعين، هو الذي يموّل الفيفا، ويُمكنه أن يلعب دورا حاسما في الضغط على الفيفا حتى تفي بمسؤولياتها في مجال حقوق الإنسان. آلاف الوفيّات غير المبرّرة وسرقة الأجور والإصابات التي لحقت العمال الوافدين في قطر تُلطّخ كرة القدم، وتُبيّن ضرورة معالجة الانتهاكات قبل ركل الكرة الأولى في البطولة.
أيّد كلّ من تيم سبارف، القائد الأسبق لمنتخب فنلندا لكرة القدم، وليز كلافينيس، الرئيسة السابقة لـ "الاتحاد النرويجي لكرة القدم"، بقوّة الدعوة إلى معالجة الانتهاكات، واتفقا على أنّ إقامة كأس العالم لا يجب أن تكون على حساب حياة العمال الوافدين.
قالت كلافينيس لـ"مؤتمر الفيفا": "لا يُمكننا تجاهل الدعوات إلى التغيير".
في مساحة على "تويتر" استضافتها "هيومن رايتس ووتش" مؤخرا، أقرّت اللاعبة السابقة كلافينيس بإصلاحات العمل التي اتخذتها قطر والفيفا وقالت: "الاتحاد النرويجي يدعم بقوة فكرة استكمال آليات المعالجة الحالية... والآن علينا أن نكون عمليين... حتى نُطبق آلية شاملة بحيث تكون بطولة كأس العالم هذه والرياضة مفيدة بعض الشيء الآن".
بالمثل، دعا سبارف الرياضيين إلى الضغط من أجل إصلاحات دائمة. قال: "آمل أن يكون للاعبين صوت في قطر... أثناء المباريات وقبلها وبعدها. ستكون لهم أنشطة إعلامية بشكل شبه يومي. سأشعر بالخيبة بالتأكيد إن لم يستفيدوا من هذه الفرصة ليتحدثوا فعليا... عن وضع العمال الوافدين، وحقوق المثليين/ات ومزدوجي/ات التوجه الجنسي ومتغيري/ات النوع الاجتماعي (’مجتمع الميم‘)، والتعويضات المالية للعمال الوافدين، ووضع النساء، وولاية الرجل".
حان الآن دور الاتحادات الرئيسية لكرة القدم حتى تتجاوز التصريحات الحذرة والمطالبة بدلا من ذلك بالتزامات ملموسة من الفيفا وقطر. اتخذت السلطات القطرية بعض الإصلاحات الواعدة في السنوات الأخيرة، مثل "صندوق دعم وتأمين العمال"، لكن هذه الإصلاحات جاءت متأخرة ولم تُنفذ بشكل جيد. مع ذلك، يُمكن استخدام هذه الإصلاحات وتعزيزها لضمان معالجة انتهاكات الماضي.
يتعيّن على لاعبي وفرق كرة القدم الآن استخدام نفوذهم وتأثيرهم وأصواتهم للوقوف مع العمال الوافدين الذين جعلوا كأس العالم ممكنة.