في 7 أكتوبر/تشرين الأول، شنّ مسلحون بقيادة "حماس" أسوأ مذبحة بحق المدنيين في تاريخ إسرائيل، فقتلوا حوالي 1,400 شخص وأسروا أكثر من 200 رهينة. ثم شنّ الجيش الإسرائيلي غارات جوية بكثافة غير مسبوقة على غزة قتلت أكثر من 5,900 فلسطيني، منهم أكثر من 1,300 امرأة، وفاقمت الأزمة الإنسانية المتردية أصلا في غزة بعد أكثر من 16 عاما من الإغلاق الإسرائيلي للقطاع.
قطعت الحكومة الإسرائيلية الإمدادات عن غزة. حُرمت المستشفيات من الإمدادات الأساسية وتضرّرت بسبب الغارات الجوية. هناك حوالي 50 ألف امرأة وفتاة حامل في غزة يواجهن خطر فقدان رعاية ما قبل الولادة والولادة دون كهرباء أو إمدادات طبية. يعكس تحليل جندري سريع أجرته "الأمم المتحدة" للوضع هذه المخاوف. يُرجّح أن تزيد الأزمة معدلات الوفيات والأمراض بين الأمهات والرضع، ما يُقوّض التقدّم الصحي الذي حققته فلسطين سابقا.
رغم قلة البيانات حول المنحى الحالي في غزة، فإن النساء والفتيات عادة ما يتعرضن لخطر متزايد من العنف الجنسي في أوقات النزاع المسلح. تحتاج ضحايا العنف الجنسي إلى دعم فوري، بما يشمل المساعدة الطبية. يحتجن أيضا إلى علاج للإصابات والأمراض المنقولة جنسيا والحصول على إمدادات طبية، بما يشمل وسائل منع الحمل الطارئة والعلاج للحد من خطر انتقال فيروس نقص المناعة البشرية. كما يحتجن إلى خدمات الصحة الجنسية والإنجابية الشاملة بالإضافة إلى الدعم النفسي والاجتماعي. وبينما تكافح غزة لعلاج آلاف المصابين جرّاء الغارات الجوية الإسرائيلية، من المرجح عدم تلبية هذه الاحتياجات إلى حد كبير.
تقوم الأسر بتقنين المياه لأن إسرائيل قطعت إمدادات المياه والكهرباء عن المدنيين في غزة، فيما يرقى إلى مستوى العقاب الجماعي، وهو جريمة حرب. وفقا للأمم المتحدة، لا يصل سوى جزء صغير من المياه التي توفرها إسرائيل، وإلى جنوب غزة فقط. يحصل الناس على حوالي ثلاثة لترات من الماء يوميا؛ بينما توصي "منظمة الصحة العالمية" بما بين 50 إلى 100 لتر. بين 21 و23 أكتوبر/تشرين الأول، لم يدخل غزة عبر مصر أكثر من 20 شاحنة من المساعدات الإنسانية، منها المياه المعبأة، أي 4% فقط من المتوسط اليومي قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول.
يُمثل نقص المياه النظيفة أزمة للوالدين - عادة الأم - الذين يحاولون تغذية الأطفال الرضع.
يُعد الوصول إلى المياه ومرافق الصرف الصحي الآمنة أمرا ضروريا للنساء والفتيات لتحقيق النظافة الصحية أثناء الدورة الشهرية. قد يؤدي عدم تلبية هذه الاحتياجات إلى حالات عدوى خطيرة، منها التهاب الكبد ب والتهاب المهبل الفطري. تواجه النساء والفتيات في الملاجئ صعوبة خاصة في الوصول إلى الإمدادات والمرافق، وقد يؤدي نقص الوعي حول صحة الدورة الشهرية، خاصة بين الرجال والفتيان، إلى تفاقم الصعوبات التي يواجهنها.
يفرض كل هذا مخاطر إضافية على صحة وحياة النساء والفتيات. معاناتهن هي سبب آخر ينبغي أن يدفع حلفاء إسرائيل، وخاصة الولايات المتحدة، إلى الضغط عليها لإعادة توفير الكهرباء والمياه، والسماح بدخول الوقود إلى غزة، وفتح معابرها أمام المساعدات الإنسانية.