12 أكتوبر/تشرين الأول 2023
غزة
صباح 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023،
اخترق مقاتلون مدججون بالسلاح بقيادة "حماس"
السياج الحدودي مع غزة ودخلوا إلى جنوب إسرائيل.
قتلوا 1,400 شخص على الأقل،
العديد منهم مدنيون وبينهم أطفال،
بحسب الجيش الإسرائيلي،
في منازلهم، وفي الملاجئ، وعلى الطرق أثناء فرارهم.
منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول،
ردت إسرائيل بآلاف الغارات الجوية على غزة،
فقتلت آلاف الأشخاص،
بينهم مئات الأطفال،
بحسب مسؤولين.
أطلقت المجموعات المسلحة في غزة
آلاف الصواريخ
على المناطق المدنية في إسرائيل،
محدثةً المزيد من الإصابات.
منذ العام 2007،
تفرض إسرائيل إغلاقا على قطاع غزة،
وتقمع الفلسطينيين منهجيا منذ عقود.
بموجب القانون الدولي،
لا يمكن تبرير
استهداف المدنيين.
تزال تحقيقات "هيومن رايتس ووتش" مستمرة
في الانتهاكات الجسيمة في إسرائيل وفلسطين.
يفحص حاليا "مختبر التحقيقات الرقمية" في هيومن رايتس ووتش
مئات الصور والفيديوهات
التي تظهر الانتهاكات المتكشفة.
كجزء من هذا العمل،
تحقَّق فريق البحث من سلسلة فيديوهات
التقطتها كاميرات السيارات وكاميرات المراقبة في 7 أكتوبر/تشرين الأول،
ونشرتها قناة "المستجيبون الأوائل في الجنوب" الإسرائيلية على "تليغرام".
تُظهر الفيديوهات مسلحين يستهدفون الأشخاص
في محيط مهرجان "سوبر نوفا" الموسيقي،
قرب رعيم في جنوب إسرائيل،
وفي التجمعات السكانية الحدودية الإسرائيلية.
تُحقق هيومن رايتس ووتش
في هذه الهجمات وغيرها
باعتبارها جرائم حرب.
يُظهر الفيديو الأول، الذي التُقط الساعة 7:55 صباحا وفقا لإشارة الوقت،
سبعة مسلحين بعضهم يصرخون باللغة العربية
ويركلون رجلا بلا قميص قرب محطة حافلات تقاطع رعيم،
على بعد بضع دقائق سيرا على الأقدام جنوب موقع المهرجان.
تتضمن جميع الفيديوهات الأربعة التي حللها الباحثون إحداثيات
أو وصفا للموقع،
بالإضافة إلى علامة الوقت والتاريخ.
استخدم مختبر التحقيقات الرقمية هذه المعلومات،
وحلل صور الأقمار الصناعية والبيانات مفتوحة المصدر
بالإضافة إلى الظلال في كل فيديو،
للتحقق من الموقع والتوقيت.
في الفيديو الأول، يصرخ أحد المسلحين:
"شباب، بالداخل، بالداخل هنا"،
ويبدو أنهم يتجادلون حول ما بداخل الملجأ.
يرمي مسلح آخر شيئا في الملجأ.
يهرع رجل بملابس مدنية إلى الخارج.
يصرخ المسلحون، ويصوّبون نحوه
ويطلقون النار عليه وهو يحاول الفرار.
بعد ثوان، يحدث انفجار داخل الملجأ.
ليس واضحا في اللقطات إذا نجا أي من الرجلين.
في فيديو ثانٍ، التُقط حوالي الساعة 8:43 صباحا،
يظهر رجل مقتول بالرصاص يرتدي ملابس مدنية
وهو ينزف على الأرض أمام كيبوتس مفالسيم،
على بعد حوالي 24 كيلومتر من محطة الحافلات في رعيم.
تتجمع مجموعة من المسلحين أمام مبنى
قرب القتيل،
ويلقي أحدهم جسما تجاه المبنى.
بعد 15 ثانية، يحدث انفجار
ويسحب مسلح شخصا إلى الخارج،
ويطلق النار عليه من مسافة قريبة،
ويضربه بعقب بندقيته
بينما ينظر المسلحون الآخرون.
في فيديو ثالث، التُقط الساعة 9:23 صباح اليوم نفسه،
تُظهر اللقطات موقف سيارات مغطى بالغبار
بجوار موقع مهرجان سوبر نوفا.
يطلق مسلح النار على رجل ملطخ بالدماء
يرتدي ملابس مدنية ويقرفص بجوار سيارة
قبل أن يبعده خارج إطار الكاميرا.
ينظر رجل آخر إلى الأعلى
ويحرك ساقه لفترة وجيزة
قبل أن يستلقي ساكنا الأرض خلف سيارة.
ولا يبدو أنه مسلح.
يركض نحوه مسلح
ويصوب بندقيته نحو رأسه ويطلق النار عليه من مسافة قريبة.
يرتجف جسده من التأثير، ثم يصبح ساكنا.
في فيديو رابع، التُقط بكاميرا السيارة نفسها
بعد أكثر من ساعتين ونصف بقليل، الساعة 12:12 ظهرا،
يمكن رؤية الضحية ملقى على الأرض في الوضع نفسه،
دون حراك، ما يشير إلى أنه ميت ربما.
يظهر رجال مع المسلحين وهم يُخرجون أشياء صغيرة
من جيوبه قبل نهب السيارة،
حيث يجدون امرأة مختبئة في الداخل.
يقودونها بعيدا، خارج إطار الكاميرا.
استهداف المدنيين وقتلهم عمدا
يشكل جرائم حرب بموجب القانون الإنساني الدولي.
خلال الأسابيع والأشهر المقبلة،
ستنشر هيومن رايتس ووتش نتائج بحثية إضافية،
في سبيل بناء مجموعة من الأدلة
على الانتهاكات الجسيمة في إسرائيل وفلسطين
والدعوة إلى محاسبة الجناة.